لماذا استطاع الاسلاميون ، و لم يستطع غيرهم
http://www.almesryoon.com/images/%d9...9%85%d9%8a.jpg صلاح الطنبولي |
22-03-2011 00:09
من المعلوم الواضح الذي لا يحتاج إلى بينة أن ما يتوفر لدي ما يسمى بالنخبة متمثلة في الأحزاب المصرية المسجلة كالوفد و الأحزاب الناصرية و الشيوعية و غيرها و بعض القوى الوطنية الأخرى كالجبهة الوطنية للتغيير بقيادة البرادعي و عمرو موسى و هشام البسطويسي ، و من تبنى وجهتهم أو تبنوا هم وجهته – لا تفرق – من شباب الثورة متمثلا فيما يسمى بإتلاف شباب الثورة ، و تبنت أيضا الكنيسة المصرية ذلك ... هذه المجموعة التي حشدت قواها و توحدت للتصويت بـ (( لا )) يتوفر لها من وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقرؤة بل و انضمت إليها أجهزة الدولة الرسمية من تلفزيون و جرائد و خلافه ما لا يتوفر للاسلاميين ، و كذلك لا يتوافر للاسلاميين الخبرة السياسية اللازمة لإدارة ملف مثل هذا – بخلاف الاخوان المسلمين – لعدم دخولها في السياسة منذ أمد ، و بالرغم من عدم تكافؤ الفرص بين الطرفين من حيث الإعلام و التنظيم استطاع الاسلاميون و خاصة السلفيون حشد الناس و في مدة يسيرة إلى التصويت بنعم في هذا الاستفتاء ، فلماذا نجح الاسلاميون فيما دعوا إليه و فشل غيرهم ، تعالوا نتعرف على بعض الأسباب:
أولها : سجل الاسلاميين في مجمل أحوالهم نقي فيما يتعلق بعلاقتهم و استفادتهم من النظام السابق ، و بالرغم من أن كثير من القائلين بـ (( لا )) ككثير من شباب الثورة – و ليس كلهم كما يحلو للبعض أن يصور – و غيرهم أنقياء في هذا السجل أيضا إلا أن توافق قولهم مع الأحزاب التي يراها الشعب ملوثة بجزرة الحزب الوطني و عصاه أضعف موقفهم أمامه بالرغم من اتفاق الجميع على احترام شباب الثورة و تقدير مواقفهم البطولية في 25 يناير و ما بعده .
ثانيها : أن النخبة نخبة بل يحلو لها أن تسمي نفسها بالنخبة و هذا يجعلها تشعر بنوع من الاستعلاء على الشعب تريد أن تفرض وصاية عليه ، مما أشعر كثير من الناس أن هؤلاء ليسوا منا إنما هم ينظرون لأنفسهم و يبنون لهم مجدا لا يستحقونه لاستعلائهم على الشعب .
ثالثها : نسيان النخبة أنهم لا يستطيعون بناء مجد لهم و لا إعلاء كلمة يريدونها إلا بواسطة هذا الشعب ، و علم الشعب ذلك فأفقدهم و حرمهم مما يريدون ، فأصبحت تلك النخبة كمن يكلم نفسه.
رابعها : وصول الاسلاميين إلى ما لا تستطيع النخبة الوصول إليه و هو قاع المجتمع المصري : الفقراء و المساكين و العمال و الفلاحين و البسطاء و هؤلاء هم عامة الشعب ، و هذا البند لا يستطيع غير الاسلاميين المنافسة فيه – على الأقل في تلك المرحلة – و ذلك أنهم في هذا الأمر من عشرات السنين فهم بين الناس البسطاء إما تعليما للدين أو الصلاة بهم في المساجد أو جمع للصدقات من الأغنياء و إعادة توزيعها على الفقراء ، أو معالجة الأطباء منهم لمرضاهم بالمجان أو سماع لشكوى الناس و حل مشاكلهم أو المساهمة في ذلك ، حتى تكون لدى قطاع عريض من الناس الطيبين أن الحل عند هؤلاء لأي مشكلة ، فلجأ كثير منهم لحل مشاكله الخاصة كالزوجية أو العمل أو غير ذلك إليهم و يرون عندهم حلول و هذا كثير جدا .
خامسها : نظرا لطول معاشرة الاسلاميين لفئات الشعب الكادحة فهم يعلمون جيدا حالهم و معايشهم البسيطة و متطلباتهم التي توقفت بعد ثورة 25 يناير ، فطحنتهم أزمة ما بعد الثورة ، فيريد الاسلاميون عودة استقرار البلاد و عودة الانتاج و دورة العمل حتى ينجوا هؤلاء مما هم فيه من براثن العدم و العوز ، فكان سهلا عليهم إقناع الناس أن يصوتوا لصالح الموافة على التعديلات الدستورية
سادسها : المساجد ، فإن كان الطرف الآخر على اختلاف مآربهم و مشاربهم يملكون وسائل الإعلام التي تدخل كل بيت بمجرد ضغطة زر للريموت كنترول فإن الاسلاميين يملكون ما هو أخطر و هو المساجد التي لا تستطيع ما تسمي نفسها بالنخبة أن تنافس فيه لأنها ببساطة لا تملك من الأدوات الشرعية من القرآن و السنة ما يؤهلها أن تتكلم بذلك فضلا عن أنها لا تريد ذلك إن لم تكن تكرهه ، و لذلك ترى ما يسمى بالنخبة تركز دائما على إخراج الدين من العملية السياسية لأنها تعلم جيدا أثر الدين على نفوس المصريين و نسيت تلك النخبة شيئا في غاية الأهمية و هو أن غالب الشعب المصري مسلمون و متدينون بالفطرة حتى و إن بدا في سلوك البعض غير ذلك ، و لذا يتوجس الشعب خيفة من الذين يريدون ابعاد الدين عن حياة الناس بزعم لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة.
سابعها : اصطفاف الكنيسة في الدعوة إلى رفض التعديلات بكل قوة في جميع ما تملك من وسائل إعلام ، مما جعل كثير من الناس في ريبة من الأمر و سهل على الاسلاميين تنبيه الناس إلى هذا الخطر خاصة و أنه قد انتشرت فيديوهات على الانترنت لبعض القساوسة يدعو المسيحيين إلى التصويت بـ (( لا )) و تخويفهم و تحذيرهم من الدولة الاسلامية القادمة إذا صوتوا بـ (( نعم )) ثم رأى الناس بعد ذلك بأعينهم ما يصدق ذلك فرأوا الحافلات تنقل الناس بأعداد غفيرة من داخل الكنائس إلى مقار الاقتراع ، حدثني بعضهم أنه كان ذاهبا ليقول (( لا )) فلما رأى ذلك المنظر غير رأيه فقال (( نعم )) .
و هناك أسباب أخرى هامة عقدية و منهجية لعلنا نتناولها في مرة أخرى .
و الخلاصة : هذا درس مفيد للغاية يتعلم منه الجميع و يدرس أخطاءه إن كان يريد أن يقدم لمصرنا الحبيبة شيئا يفيدها ، المهم أن نترفع عن لغة التخوين و التخويف و الترهيب التي يتعمد كثير من غير الاسلاميين استخدامها كفزاعة يقدمها إما للداخل أو للخارج . لابد أن ننأى بأنفسنا عن المسلك الإقصائي ، فالاسلاميون شاء من شاء و أبى من أبى قوة كبيرة في الشارع المصري لا يستهان بها و لا يمكن إقصاؤها ، و قد عزموا أن لا يتركوا الساحة السياسية ينفرد بها من يريد فرض منهجا مغايرا لعقيدة الناس و دينهم ، فهل يستوعب الجميع الدرس
صلاح الطنبولي
ظ„ظ…ط§ط°ط§ ط§ط³طھط·ط§ط¹ ط§ظ„ط§ط³ظ„ط§ظ…ظٹظˆظ† طŒ ظˆ ظ„ظ… ظٹط³طھط·ط¹ ط؛ظٹط±ظ‡ظ…