المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedjumpo
استاذى العزيز الدولة المدنية و التى شخصيا اتكلم عليها هى دولة قائمة على الحرية السياسية و دولة مؤسسات و دولة قانون الكل امامها سواء افراد و مؤسسات و قانونها يتفق و لا يتعارض مع مبادئ شرع الله مع الاحتفاظ بحق غير المسلم بالاحتكام الى شريعته و له الحق فى العيش فى الوطن مثلى و له نفس الحقوق و عليه نفس الواجبات دون تمييز و دون الخوض فى امور جزية او خلافه لان كتفه بكتفى فى الدفاع عن الوطن و بذل الدم و الجهد من اجل هذا الوطن
اما فيما يتعلق ببعض العقوبات فى الشرع كابعض الحدود فأنى ارى انه من الصعب جدا ان يتم تطبيقها فى الوقت الحالى لان الظروف غير مواتية او صالحة لتطبيقها
اما بخصوص الخوف من ان الدولة المدنية فى مصر مع الوقت قد تبيح ما حرم الله فهو خوف فى غير محله و هاعطى حضرتك المثال من مصر ايضا
فبالنظر الى العهد البائد و الذى كان يحكم فيه نظام سلطوى قمعى غير اسلامى و يعتمد على اهدار حقوق و كرامة المجتمع و مع ذلك لم يبيح الاجهاض او الزنا فما بالك عندما تحيا مصر فى جو من التعددية الحزبية و الثقافية و احترام القانون و الذى يطبق على الجميع مع تحسين الظروف الاقتصادية و المعيشية مع القدرة على التحاور و ايصال مختلف الاراء و ازالة الجهل و الامية و الفقر مع وجود مؤسسات دينية ذات هيكل قوى قائم على العلم و الاخذ بالاسباب مع عدم الجمود فى تفسير النصوص فما كان يفسر و يفتى به سابقا كان يصلح لوقته مثلما يردد الكثير من الاخوة السلفيين و بالتالى لابد من اعادة التفسير و الفتوى و ربطها بالظروف الحالية و مقتضيات العصر مع ملاحظة انه مع التقدم العلمى ينكشف و يتجلى الكثير من قدرات المولى عز و جل و التى تدفعنا الى رؤية جديدة لتفسير اياته فالاسلام و القراءن صالح لكل زمان و لكل مكان و النصوص ثابتة ولكن التفاسير متغيرة و لابد من اعمال العقل فيها و لو نظرنا لكتاب الله ستجد الكثير من الكلمات الدالة على ذلك مثل تتفكرون , تتدبرون , تعقلون , تنظرون , تفقهون و هذا ما اراه اختلاف مع المنهج السلفى الذى يربط التفسير بفهم السلف الصالح و الذى اراه يصلح لوقتهم و لكن قد لا يصلح لوقتنا و ذلك لا لعيب فيهم و لكن لعوامل اختلاف الظروف من تغير الزمن و تطور الفكر و التقدم العلمى و الذى يستلزم ايضا تطور الفكر الاسلامى معه بالضرورة و لا يحب ان نقف عند القرن الاول من الاسلام بل يجب ان تجارى عقولنا هذا التطور و القراءن الكريم امرنا بالتدبر و التعقل
فى النهاية اذا ربنا كتب لنا ان ننشئ مثل هذا النموذج للدولة القائم على العلم الدينى المتطور و العلوم الدنياوية المتقدمة مع العدل و المساواة هل بعد ذلك سيكون هناك خوف على الاسلام و المسلمين
و تحياتى لشخصك الكريم