أولا أحب و أتمنى كل اللى يتكلم يقول الجماعة السلفية ولا يقول السلفيين لأننا كلنا كمسلمين نتبع الكتاب والسنة سلفيين وذلك حينما يحب أى واحد أن يتكلم عن المنتمين لهذه الجماعة.
ثانيا مثلها مثل كل الجماعات والجمعيات والأحزاب و غيرهم ممن يهرولون لمحاولة ايجاد مكانا بارزا لهم فى النظام المصرى الجديد وكل يروج لتوجهاته و أفكاره. إلا أن الجماعة السلفية قد اختارت أن تمزق نفسها بنفسها قبل بدأ مرحلة الجد واللتى ستمتلئ بتكسير العظام والهدم والالتحام وربما شن الحرب الاعلامية والنفسية والمدنية على الساحة السياسية بين الفئات المتصارعة.
ولكن نعود للجماعة السلفية التى اختارت ان تمزق نفسها تبعا للمقولة الشهيرة "بسيفى لا بسيف عمرو" وقد يتساءل الكثيرون لماذا والاجابة أن الجماعة السلفية اختارت منذ البداية التوجه الدينى الصرف واختارت أن تنأى بنفسها عن السياسة بشكل عام وظلت عقود على هذا الحال لقد ابتعدت عن السياسة فابتعدت السياسة عنها؛ ان الجماعة السلفية أصبحت خالية تماما من أى كوادر يمكنها أن تجر قاطرة الجماعة فى الاتجاه السياسى فعندما نزلت الى حلبة السياسة كانت العشوائية و بما أن الوقت قليل والهدف كبير فليس هناك وقت للسير المنظم ولكن الركض العشوائى. واندفعت الجماعة السلفية بتلك العشوائية وبانعدام الكوادر فأصبحت كل قفزة للأمام تدفع الجماعة للخلف. وللأسف فإن التغير الكبير فى حركة الجماعة قبل وبعد الثورة والعشوائية الشديدة وغياب الكوادر السياسية أدى الى الهجوم الشرس عليها بل والتخوف الشديد جدا منها بل وفقدانها مؤيدى الأمس الذين كانوا ينظرون الى الجماعة السلفية على أنهم المرجعية الدينية التى لا تبغى الا وجه الله ولا تعمل الا فى الدعوة للدين بدون منظور أو مطمع سياسى ، الا أنهم وبعد الهجوم الشامل الذى شنه من بدءوا فى تقسيم التورتة الجديدة و نتيجة للفقر السياسى للجماعة أصبح يشار اليهم بالمتحولين والرجعيين والدمويين و ...... و للأسف الشديد ساعد أبناء الجماعة السلفية فى اذكاء هذه الحملة ضدهم فبدلا من التركيز على القلب والجوهر للدين انطلقوا لأطرافه ففى هذه الأوقات الحرجة والتى تطفوا فيها قضايا شديدة الأهمية لتشكيل مستقبل البلد انطلق المنتمين للجماعة السلفية ليهدموا الأضرحة وتطبيق الحدود بأيديهم ومنهم من تحدث عن الجزية ومنهم من جاهر بطلب دولة اسلامية صرفة ومنهم من أطلق تعبيرات أساءت كثيرا لصورة الجماعة مثل غزوة الصناديق وغيرها بل منهم مثل أحد زملائنا الأعزاء فى المنتدى الذى فاجأنا جميعا بموضوع عن اطلاق اللحية !!! فى وقت ينتظر الجميع بيان برنامج الجماعة السياسى فى الفترة المقبلة و رأيهم فى القضايا الحساسة الحالية ! مما يزيد للأسف من تشويه صورة فكر الجماعة والتأكيد على اتهامات الكثيرين من الليبراليين بل والإخوان المسلمين للجماعة السلفية بأن جل همهم هو " اللحية والانتقاب والجلباب القصير" لقد أخطأ أبناء الجماعة السلفية خطأا كبيرا بعدم تداركهم أن "لكل مقام مقال" وأن "المؤمن كيس فطن" وأن المرحلة تحتاج الى جذب الوسط اليهم وليس تنفير حتى وسط اليمين منهم.
إن الظهور المكثف لأبناء الجماعة السلفية والغير منظم والغير ممنهج و البراءة الشديدة فى أقوالهم والتى تخرج من القلب الى اللسان بدون فلترة سياسية جعل الكثيرون ينظرون الى الجماعة انهم يريدون الانقضاض على مكتسبات الثورة بدون أن يشاركوا فى دعمها.
إن إبعاد الجماعة السلفية عن الحلبة هو مطلب جميع من فى الحلبة من ليبراليين وعلمانيين ووسط و أقباط بل و جماعة الإخوان مسلمين ! إن جماعة الإخوان المسلمين الذين قضوا سنوات طويلة فى خلاف حاد مع الجماعة السلفية حتى الثورة يرفضون تماما اليد الممدودة من الجماعة السلفية للتعاون والتنسيق لأنهم يرون أنها أياد تطلب جنى المحصول بدون أن تمتد للزراعة فيما قبل.
لم تعطى الجماعة السلفية نفسها وقتا للتنظيم السياسى ودخلت المعترك بسذاجة سياسية كبيرة فما كان الا أن جعلها الأخرون هدفا لسيوفهم ورماحهم فامتلأ كيانها بالجراح وتخضبت ثيابها بدمائها الزكية.
فى النهاية فإن من لم يمسك سلاحا فى حياته ولم يتدرب عليه فما أن يعطى السلاح ويستخدمه مباشرة فإن أول ما سيصيب هو قدماه.
المفضلات