لا سياسة فى الدين...ولا دين فى السياسة .... دعوة للنقاش
[justify] [/justify][justify]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر فى الآونه الاخيرة مقولة "لا سياسة فى الدين...ولا دين فى السياسة "
و أصبح كثيرين من الناس يرددها و لسان حال كثير منهم يوافق هذه المقولة !! لأن بالبلدى كل حاجة و ليها تخصصها ليه نخلط الامور !!
الحقيقة أن الإسلام
لا يعرف هذه القطيعة المدَّعاة بين الدين والسياسة أو بين الدين والحياة كما يزعم غلاة العلمانيين
او من جهال المسلمين
او من المتعلمين
او من اى احد
والهدف هو إقصاء "الدين" أو "الإسلام" عن حياة المسلمين..
يوم ابتدع أهل أوروبافي بداية عصر النهضة هذاالفصل
حيث نحَّوا "الدين" أو "الكنيسة" جانبًا..
وصار الدين عندهم وما زال قابعًا في ضمير الفرد.
والإسلام يدعونا ألا نكرر هذا الفصام النكد في حياتنا ولا في قوانيننا ولا في أنظمتنا السياسية إذ إنه لا يعرف ذلك ولايقره
وكل مرجعيات الإسلام من القرآن والسنة وشواهد التاريخ
وسوابق الحكم الإسلامي على مختلف العصور والبلاد شاهدةٌ على ذلك.
فما معنى لا دين في السياسة..
هل تعني أن السياسة لا دين لها؟!
فلا تلتزم بالقيم والقواعد الدينية
وإنما هي "براجماتية" انتهازية تتبع المنفعة حيث كانت المنفعة المادية
والمنفعة الحزبية أو القومية والمنفعة الآنية
وترى أن المصلحة المادية العاجلة فوق الدين ومبادئه
وأن "الله" وأمره ونَهْيَه وحسابه لا مكان له في دنيا السياسة.
وهل هذه هي السياسة التي يأملها الناس والتي يصلح بها البشر؟!
الواقع أن الناس لا يصلحهم إلا سياسة تضبطها قيم الدين وقواعد الأخلاق
وتلتزم بمعاير الخير والشر وموازين الحق والباطل
والسياسة حين ترتبط بالدين-
أشد ما تعني العدل في الرعية والقسمة بالسوية
والانتصار للمظلوم على الظالم، وأخذ الضعيف حقه من القوي
وإتاحة فرص متكافئة للناس
ورعاية الفئات المسحوقة من المجتمع كاليتامى والمساكين وأبناء السبيل
ورعاية الحقوق الأساسية للناس بصفة عامة.
ودخول الدين في السياسة ليس
- كما يصوِّره الماديون والعَلمانيون-
شرًّا على السياسة وشرًّا على الدين نفسه
وخلاصة القول:
إن الدين الحق
إذا دخل في السياسة
دخل دخول الموجِّه للخير والهادي إلى الرشد المبين للحق..
العاصم من الضلال والغي..
فهو لا يرضى عن ظلم، ولا يتقاضى عن زيف
ولا يسكت عن غي.. ولا يقر تسلط الأقوياء على الضعفاء
ولا يقبل أن يعاقب السارق الصغير ويكرم السارق الكبير.
والدين إذا دخل في السياسة هداها إلى الغايات العليا للحياة وللإنسان:
توحيد الله.. وتزكية النفس.. وسموِّ الروح.. واستقامة الخلق.
وتحقيق مقاصد الله من خلق الإنسان:
عبادة الله وخلافته في الأرض وعمارتها بالحق والعدل
بالإضافة إلى ترابط الأسرة وتكافل المجتمع وتماسك الأمة
وعدالة الدولة وتعارف البشرية.
والدين كذلك يمنح رجال السياسة الحوافز التي تدفعهم إلى الخير
وتقفهم عند الحق
وتشجعهم على نصرة الفضيلة وإغاثة الملهوف
وتقوية الضعيف، والأخذ بيد المظلوم
والوقوف في وجه الظالم حتى يرتدع عن ظلمه.
والدين يمنح السياسي الضمير الحي أو النفس اللوامة
التي تزجره أن يأكل الحرام من المال أو يشجّع عليه..
أو يستحلَّ الحرام
أو يأكل المال العام بالباطل
أو يأخذ الرشوة باسم الهدية أو العمولة.
والدين يشجِّع الجماهير أن تقول كلمة الحق وتنصح للحاكم
وتحاسبه، وتقوِّمه إذا اعوجَّ
لا تخاف في الله لومة لائم
حتى لا يدخلوا فيما حذَّر منه القرآن
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)﴾
(الأنفال).
والسياسي حين يعتصم بالدين
فإنما يعتصم بالعروة الوثقى
ويحجبه الدين عن مساوئ الأخلاق ورذائل النفاق..
فإذا حدَّث لا يكذب، وإذا وعد لم يخلف
وإذا اؤتمن لم يخن، وإذا عاهد لم يغدر، وإذا خاصم لم يفجر..
إنه مقيَّد بالمُثل والأخلاق والقيم.
وبعد..
- فهل تنجح الهجمات المحمومة في إبعاد الدين عن السياسة والحياة؟!
- وهل يستجيب الرأي العام لهذه الإسقاطات؟!
-
لاسياسة في الدين ولا دين في السياسة!
نحاول أن نفهم هنا مغزى هذه العبارة التعيسة النفيسة في التعس.
فهذه المقولة حسب ما نفهمها
مقولة فاسدٌ عابث
يريد أن يعبث بخلق الله ويسوسهم بهواه المريض.
قال تعالى:
" يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى
فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)"
(ص).
قال تعالى:
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(21)"
(يوسف).
نحن نريد أن نساس بالدين
ويسود شأننا كله في الداخل والخارج
نريد أن تكون له السيادة يا أيها السادة المحترمين الكرام الأعزة.
و الموضوع للمناقشه و لكن بدليل ....[/justify]