هذه مقالة أعجبتني وربما تعجبكم
بقلم : الشاعر صلاح جلال
جمعة الكشف .. لا .. بل جمعة الغضب الثانية لكن هذه المرة غضب شيك وابن ناس .. أو جمعة اللي بيفهم وبس والجاهلين لأ .. جمعة مصر تقدر تعيش من غير إخوان ..! جمعة الإخوان فين الشعب المصري أهوه ..! جمعة إسقاط الإخوان والعسكر .. جمعة اللي خايف يروح
هو فيه إيه ؟؟ ماذا يجري في مصر .. ماذ تريد التيارات السياسية من الإخوان المسلمين ؟ ما كل هذه المزايدة والاتهامات الجزافية ؟ ما كل هذه الأبواق الزاعقة ضد رأي وموقف الإخوان ؟!!! ما كل هذه الشماتة البادية لنجاح جمعة في الميدان بدون الإخوان ؟؟ ما كل هذه الرؤس المتلونة والعيون الجاحظة والألسنة المتبجحة التي أطلت علينا من مخابئها اليوم بعد أن تعفنت جذورها طيلة العهد البائد من شدة انكماشها وتقوقعها داخل كهوف خوفها المقيت ؟ ما حكاية هذا التصيد للأخطاء التافهة وحتى الكبيرة ..! ، لشخص ما مثل الأستاذ صبحي صالح ؟ وفات كل المتصيدين قوائم القرف والبذاءة في تصريحات قادة التيارات السياسية الأخرى بل ورؤساء الأحزاب وبعض رجال الكنيسة وبعض المفكرين من العلمانيين والليبراليين ، ناهيك عن صغار الكتاب وأشباه المثقفين ..؟!!
ماذا يريدون تحديداً من الإخوان .. إذا حشدوا لأمر ما ونجحوا في جمع الناس حولهم ,, يُقال : .. انظروا هذا ما نخشاه إنهم تيار منظم يخطف الأضواء ولديه قدره على الحشد إنه سحر مبين ..!! وإذا قل تأثيرهم أو أثرهم في موقف .. يقال : انظروا هذا حجمهم الحقيقي إنهم لا شئ ..!! إذا حضروا حواراً وطنياً حتى يشهد التاريخ على حرصهم على المصلحة العامة مؤكدين أن الاستمرار في المشاركة معلق بالنتائج .. ثم ينسحبوا بمجرد تاكدهم من فراغ الحوار .. يقال : لقد خانوا الثورة والتقوا مع عمر سليمان ..!! ولو رفضوا الحضور وقتها لقالت الأحزاب المشاركة حينئذ هكذا هم الإخوان يعملون خارج مصلحة المجموع ..!!!
إذا دعوا لمليونية إنقاذ الثورة يقال : من أنتم ..!! أتريدون أن تسطوا على الثورة وتركبوا على ظهور الشباب ؟!! وإذا أخذوا قراراً بعدم المشاركة نتيجة تشاورهم في الأمر وظهور خلافات بين التحالفات في مضامين ومطالب التظاهره وحرصهم على عدم الوقيعة بين الشعب والجيش .. يتهمونهم بالخيانة والصفقات المشبوهة مع الجيش وكأن الجيش الذي يتحدثون عنه هو جيش إسرائيل ..!!!
ارحمونا يرحمكم الله .. كيف تريدون أن يرد عليكم الإخوان .. ما رأيكم لو رد الإخوان بمظاهرة مليونية في كل محافظة ؟ أقسم انهم قادرون على هذا .. لكن هل سيعبر لكم هذا عن قوة الإخوان وقدرتهم وتأثيرهم .. أم ستكون حربا قذرة نربأ بالإخوان عن الوقع فيها ؟! .. لماذا إذا أردنا ان ننتقد الإخوان نقول .. إن خطأهم الصغير لا يصح لأنهم جماعة كبيرة منظمة ومارست العمل السياسي باحترافية طيلة العقود الماضية .. ولا يصح منها أن تقع في هذه الأخطاء ..!! وإذا أردنا ان نضع خارطة للعمل الميداني وقواعد دستورية ومستقبلاً سياسياً نحجمهم ونستبعدهم ونقول إنهم ليسوا بالحجم الذي يتخيله الناس عنهم ؟
هل قام أحد من المنتقدين الشامتين بعمل استقصاء ليحسب حجم أفراد الأحزاب في الميدان اليوم ؟ أين الوفد وبكم شارك ؟ أين التجمع وكم فرداً مثله ؟ أين الكنيسة ولا أقول المسيحيون لأنه تصنيف خاطئ بل الكنيسة كمؤسسة سياسية شئنا أم أبينا .. أما إلمسيحي الحر البعيد عن الحركة السياسية للكنيسة فهو يحسب على التيار الذي ينتمي إليه أو الحزب الذي ينضم له .. !!
لماذا فقط الإخوان يرصدون هكذا ؟!!
لقد مارس الإخوان السياسة واكتووا بنار النظام السابق ووقع عليهم من الظلم والعدوان والإرهاب ما لم يذقه أي تيار أو حركة أو فكر في مصر أقولها وأتحدى أن يغالطني أحد .. .. لقد علا صوتنا حين سكت الناس واكتوت ظهورنا حين داهن الناس وكان معنا دائماً تياراً حراً من الشباب المصري الذي لم ينتمي إلينا وربما لم بنتمي لغيرنا لكنه ناضل معنا يداً بيد وكتفاً بكتف .. والآن بعد ان رحل الظالم وانطفات ناره تطل الرؤوس المتربصة لتحدثنا عن الخيانة واللعب بالنار والمواءمات والإقصاء وغيرها من المصطلحات التي لم يتعرفوا عليها حقيقة إلا بعد الخامس والعشرين من يناير مع ميلاد الثورة المصرية المجيدة ..
نحن الإخوان المسلمون .. اصحاب فكرة إسلامية جامعة لا ندعي لأنفسنا العصمة ولا نعيب على غيرنا مخالفتنا نرى أن من حقنا ان نتخذ مرجعيتنا الفكرية والقيمية والدستورية من قواعد الإسلام العامة وقيمه الحضارية كما يسمح البعض لنفسه أن يتخذ من أفكار لينين مرجعية فكرية ومن أفكار جيفارا مرجعية ثورية ومن أفكار النظام البائد مرجعية للإقصاء والتشكيك والتخوين
المفضلات