تتسارع حبات المطر تتنافس في الهبوط إلي الأرض وكأنه الحنين إلي الوطن حيث تبخرت يوما ما وفارقت من أحبت..كانت يوما ما
قطره في بحر أومحيط ثم جاءت شمس الكون لتفرق شمل المحبين دون أن تراعي بكاء الأمواج أو نحيب الجداول وتبدأ رحله قطره المطر المجهولة التي قد تستمر أعواما تمر خلالها فوق صحاري شاسعة جدباء أو رياض وارفه غناء تري من علوها أحزان البعض ورقصات آخرين . تمد ظلها الحنون علي قصور و تعرج في مرورها علي كهوف. وعندما يحين الحين وتقرر السماء أن ترسل قوافل المغتربين إلي موطنهم تعم الفرحة وتقرقر قهقهات الرعد في الأفق وتضئ السماء بضحكات البرق في كرنفال رائع تصفق له فروع الأشجار وسعف النخيل تتمايل له البراعم في الحقول وتنتشر بين السماء والأرض رائحة الخير تشمها الدواب فتمتلئ ضروعها بالحب قبل الحليب إنها سيمفونية المطر الأزلية التي تبدأ من الأرض ثم تنتهي بها .تخيلت كل ذلك وأنا اجلس في غرفتي أنظر إلي النافذة أسمع طرقات تلك البلورات الرقيقة وكأنها تناديني تدعوني أن افتح نافذة الغرفة أو ربما نافذة قلبي كي تغسله مما علق به من غبار الأمس وهموم اليوم وقبل أن أهم بالنهوض سمعت دقات علي باب ألغرفه إنها ابنتي سارة تدعوني إلي الغذاء فعدت سريعا من رحله المطر لأبدا رحله أخري مع قليل من الأرز و بعض من الحساء.