-*|| هل أخذ العوض في حوادث السيارت جائز أم مكروه أم حرام أم أم .... ||*-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
كثيراً ما نسمع كلمات مثل إنت هتاخد العوض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! بلاش العوض
العوض وحش !! سامح يا راجل إنت هتاخد عوض ولا إيه ؟؟؟؟!!!!!!!!!!
-----------------------
يقول نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار)
أي لا يضر أحدكم نفسه ولا يضر غيره
ومن أفسد شيئاً فعليه أن يعيده إلى أصله
والقصاص في الإسلام يقول من قتل إنسان خطأ فعليه الدية قيمة مائة جمل رغم انه غير متعمد
ومن قطع أذن إنسان عن طريق الخطأ عليه نصف دية خمسين جمل
رغم أنه مخطئ وغير متعمد ولم يقصد
إلا أن الشرع أوجب عليه التعويض لأصحاب الدم أو القصاص
ولو عفوا فأجرهم على الله
الخلاصة بالنسبة للسيارات
المخطيء يتحمل خطأه ويعيد الشيء لأصله على حسابه
مثلاً:
واحد خبط عربيتك وهو مخطيء 100%
عليه تحمل تكاليف إصلاحها حتى تعود لأصلها وتكاليف توقفها لو كانت سيارة عاملة وغير ذلك من أضرار تسبب فيها خطؤك
تماما كده
إنت لو خبطت واحد وانت غلطان 100%
عليك تكاليف إصلاحها حتى تعود لأصلها وتكاليف توقفها لو كانت سيارة عاملة وغير ذلك من أضرار تسبب فيها خطؤك
لو إثنين خبطوا بعض وكل واحد غلطان بنسبة على كل واحد يدفع نفس نسبة خطأه في إصلاح السيارة الأخرى يعني أنا خبطت واحد والحكم بيننا حكم بأني مخطيء بنسبة 75% والآخر بنسبة 25% أقوم انا بدفع 75% من تكاليف إصلاح سيارة الآخر ويقوم الآخر بدفع 25% من تكاليف إصلاح سيارتي
السؤال :
لماذا الناس دائما تقول : العوض وحش أو بلاش العوض أو معقول هتقبل العوض ؟ أو العوض ما هو زين (في الخليج)
لعدة أسباب:
منها
-1- التورع:
التورع هو ترك بعض الحلال خشية من الوقوع في الحرام
مثال أن أحد الناس خبط عربيتك
لكن إنت مش متأكد إن هو المخطئ 100%
أو نفسك مش مرتاحة إنه هو الغلطان تماماً
أو كما يحدث كثيراً في مصر المحروسة أنه لا يوجد من يحكم بين المتصادمين حكم عادل نتيجة لرجال المرور المرتشين وللجهل العام والمروري المنتشر بين المواطنين
وفي هذه الحالة إنت تخاف تاخد العوض حتى لا يكون فيه ولو بعض الحرام
وطبعاً المال الحرام بيخرب البيت وعندنا كمسلمين من أكل لقمة حرام لم تقبل له صلاة أربعين يوماً
وغير ذلك
ففي هذه الحالة بلاش العوض وربنا يعوض عليك وتبعد عن الشبهات _________________
-2- أن الطرف الآخر حالة إنسانية (فقير أو مسكين): مثال أن أحد الناس خبط عربيتك
وهو مخطئ بنسبة 100%
واعترف بخطئه
وأنت مقتنع أنه هو المخطئ
وعند تقييم الخسائر شكا ذلك الرجل حاجة وعيال وفقر وأنه مش لاقي وحالته تصعب على المنافق والمشرك والكافر كمان
وإنت من نفسك تركت مبلغ العوض صدقه عليه حراً مختاراً
___________________
-3- بعض الناس يعمل بمكارم الأخلاق الإسلامية ومسامحة المخطيء والعفو عند المقدرة والعمل بقول الله تعالى: { ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ } الشورى: 43 والعمل بقول الله تعالى ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } سورة الشورى
40
بمعنى أن العفو إذا كان سيترتب عليه إصلاح فهو أولى وأفضل
أما إذا كان سيترتب عليه مفسدة كأن تعفو عن سائق ميكروباص قليل الأدب ومتهور ومفتري وغير مكترث أو شاب متهور أو رجل سكران أو شخص لا يمتلك رخصة ولا يعرف القيادة أساساً وبالتالي بعد العفو يزيد من تسلطه على الناس ففي هذه الحالة لا تعفو عنه ولا تسامح في ذرة من حقك لتعلمه الأدب ولتغرمه ليمتنع عن فعل ذلك الخطأ مع غيرك
وغير ذلك
-------------------------
للأسباب السابقة وغيرها تعود الناس على قول بلاش العوض رغم أنه كما ذكرنا قد يكون في بعض المواقف واجب عليك دينياً وإسلامياً أن لا تعفو ثم أصبحت كلمة في أفواه الناس كلها بلا تفكير
النقطة المهمة:
أنا لو عايز يكون مبدئي هو أن لا آخذ العوض على طول الخط إلا في الحالة التي تكون مع من يؤدي العفو عنه لنتيجة عكسية وفساد
فما هي النية ؟؟
هي العفو عند المقدرة لأنال رضى الله سبحانه وتعالى
طيب لو أنا المخطيء
هل أطلب من الناس العفو كما أفعل أنا ؟؟؟؟؟؟
ليه ؟
هل أنا كنت أعفو عشان خاطرهم رياء يعني
ولا كان لله؟
كان لله
يبقى لا أطلب منهم معاملتي بالمثل
طالما أنا المخطيء
أعرض الإصلاح الكامل للسيارة التي خبطها وأنا المخطئ
ولا أطلب الإحسان منهم إلا لو كنت فقير فعلاً ولا أملك المال الازم لإصلاح ما أفسدته وبالتالي ممكن أطلب منهم العفو والسماح
ولو هم عرضوا السماح والعفو بطيب خاطر فلا مانع من القبول
وهناك عدة مشاكل في هذا الموضوع:
1- - من الذي يحدد المخطيء إذا كنا نعيش في المجتمع المصري الجاهل تمام الجهل بأصول المرور
ورجال الشرطة المرور وكثير منهم أكبر مرتشين في مصر
والمواطن المصري تعود إن واحد يخبطك وهو الغلطان وينزل من عربيته عايز يركبك الغلط وبسلامته مش مسامح ولما توصل الشرطة يبدأ أمين الشرطة يفتح جيبه للي هيدفع أكثر عشان يلبس التاني الحادثة طيب مين اللي هيحكم إذا كان في الغالب أمين الشرطة مرتشي وفي الغالب أيضاً الناس اللي مش من أهل الحلال بينزل بالصوت العالي عايز يركب الطرف الآخر الغلط بالصوت العالي وخلاص. الحك لابد أن يكون ملم جيداً بقواعد المرور ولديه إحتكاك بها مثل ضباط المرور الأكفاء والمتميزين وكذلك أمناء الشرطة العاملين في المرور من أصحاب الخبرة والمهارة والأمانة وكذلك أي شخص عادي امين ولديه دراة تامة بقواعد وآداب المرور ولنحاول الإبتعاد قدر الإمكان عن الشبهات فإنك إن أخذت أكثر من حقك فلن تهنأ أبداً
2- - بعض الناس عندما يخبط سيارة وهو المخطي
يتقمص فوراً دور المسكين
ويتحدث عن فضل المسامح رغم أنه غني
وإنت هتاخد عوض ولا إيه
مع أنه في هذه الحالة يعتبر في موقف الشحاته تماماً
لأن العوض الموضوع عليه هو دين في عنقه
وهو يطلب من صاحب الحق أن يتصدق عليه بهذا الحق
حاجه غريبة والله العظيم
----------------------------------------------------------------------------------------
المهم في النهاية
أجر العفو هو من أعظم الأجور على الإطلاق في ميزان المسلم يوم القيامة
لماذا؟
لأن من عفا وأصلح فأجره على الله كما في الآية الكريمة أعلاه
يعني أجري على الله كام يعني ؟
سؤال غبي فعلاً
لما يكون أجرك على الكريم سبحانه وتعالى فلا تسأل
لأن الكريم يعطي على قدره
فلا نستطيع أن نتخيل مقدار العطاء
------------------------------------
الخلاصة في أمر العوض في حوادث السيارات: -*- المخطيء بنسبة 100% فرض عليه أن يصلح نتيجة خطؤه بالكامل حتى لو عربيته تدمرت تماما وعربية المجني عليه فيها خدش عليه يصلح الخدش ولا شأن لنا بسيارته المدمره لأنه هو المخطيء. -*- المخطيء بنسبة أقل كأن يكون خطؤه بنسبة 50% والآخر خطؤه بنسبة 50% في هذه الحالة يدفع كل واحد نسبة خطؤه من تكاليف إصلاح السيارة الأخرى يعني السيارة الأخرة تكلفت 10000 جنيه إصلاح يبقى يدفع لصاحبها 5000 جنيه وسيارته تكلفت 5000 جنيه إصلاح يأخذ من الآخر 2500 جنيه بشرط أن يكون الإصلاح على نفس المستوى من الورش ودرجة قطع الغيار وبنفس الطريقة لو كان أحدهما مخطيء بنسبة 75% والآخر مخطيء بنسبة 25% وهكذا ........
-*- من أراد أن يعفو فلا مانع وله الأجر العظيم كما أشرنا سابقاً بشرط أن لا يترتب على عفوه مفسدة كأن يعفو عن سائق ميكروباص عديم الأمانة والأخلاق أو شاب مستهتر أو رجل سكران وهذا العفو سيؤدي لأنه سيزيد من إفساده لسيارات الناس وبالتالي هنا لا يصح العفو. -*- الذي يحكم بين الناس في حوادث السيارات لابد أن يكون ملم جيداً بقواعد المرور ولديه إحتكاك بها مثل ضباط المرور الأكفاء والمتميزين وكذلك أمناء الشرطة العاملين في المرور من أصحاب الخبرة والمهارة والأمانة وكذلك أي شخص عادي امين ولديه دراة تامة بقواعد وآداب المرور ولنحاول الإبتعاد قدر الإمكان عن الشبهات فإنك إن أخذت أكثر من حقك فلن تهنأ أبداً
ولاحظ أنه لو كان الحكم بينكم قاضي أو مستشار فإذا لم يكن لديه الأمانة والخبرة الكافية بقواعد المرور فلا قيمة لحكمه ولا لمركزه فقد حدث لي حادثة والطرف الآخر إتصلوا وأحضروا قريباً لهم مستشار في القضاء وقلت له طالما مستشار أحكم بيننا فما كان منه إلا أن وضع كل اللوم علي ليرفع عن كاهل أقاربه ولو كنا أحضرنا إبليس اللعين شخصياً لكان حكمه أفضل من ذلك المستشار وعندما شرحت له قواعد المرور قال لي هو ده اللي عندي ولو عايز غيره لف على الأقسام (حسبي الله ونعم الوكيل عليه وعليه من الله ما يستحق إلى يوم القيامة) -*- من أفضل الدول في العالم عدلاً في موضوع حوادث المرور هي المملكة العربية السعودية فعند وقوع حادثة يتوقف كل شخص مكانه ويتم الإتصال بالشرطة التي تصل في غضون خمس دقائق ثم يتم رسم كروكي كامل للحادثة ومسافة الفرامل ورسم أثر الفرامل ومكان الحادثة (رسم كل صغيرة وكبيرة لبيئة الحادث) ثم يحكم فيها الضابط وفي حال التظلم يتم تحويلهم للقسم مع صورة كروكي الحادث وفي حال التصالح يتم عمل محضر تصالح وإذا لم يتصالحا يقوم كل طرف بدفع نسبته في الإصلاح ويا الدفع يا الحبس وبعد ذلك يصرف لكل منهما ورقة تسمى ورقة إصلاح أو تصريح إصلاح وبدون هذه الورقة لا يمكنك إصلاح سيارتك في أي ورشة يعني لو واحد عمل حادثة وهرب غالباً مبيعرفش يصلح عربيته
ربنا يحفظنا جميعاً من الحوادث ونصيحة إحفظها كما تحفظ إسمك: بعد الحادثة فوراً تكون الأعصاب مشدودة والروح في المناخير والغضب في العينين فإياك ثم إياك ثم إياك أن تتسرع في الحكم قبل أن يهدأ غضبك وحاول أولاً قبل كل شيء تهدئة نفسك والطرف الآخر مهما كان مستفزاً وغاضباً ثم بعد ذلك راجع نفسك وقيم الخطأ لتحكم بالعدل ولا تكون من الظالمين فالظالم عدو الله
وهذا مثال موضوع كان طرح في المنتدى بخصوص حادثة والبحث عن حكم عادل: http://www.nilemotors.net/Nile/146387-a.html
وفي إنتظار تجاربك الشخصية ورأيكم في موضوع العوض
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
