طبعا معظمنا دلوقتى اتفرق و بقينا نختلف فى ارانا و كل واحد بيخون كل اللى مختلف معاه فى الرأى
اللى اقصده بالزمن الجميل هو الفتره من 25 يناير - الى 11 فبراير

ياااااااااااااااااه
كانت ايام و الله
كنا ساعتها ايد واحده بجد - و الاتجاهات واضحه
صحيح كنا تحت ظلم .. بس الظلم ده كان موحدنا كلنا - فكرتنى بالمقوله ( فرنسا لم تكن اكثر اتحادا الا تحت الاحتلال النازى )
ياريت كل واحد يكتبلنا اللى يفتكره و كان عامل ايه فى الفتره دى
حتى لو كان قاعد فيبتهم قدام الجزيره و العربيه
و ده علشان نفتكر اننا كلنا كنا ايد واحده صحيح

انا نزلت يوم 25 يناير و لكن فى ميدان المطريه
حسب الكلام الى فى الجروبات ان المظاهرات كانت حتبداء الساعه 2 ... انا وصلت الساعه 2 و نص
لاقيت مجموعه من المتظاهرين متكردنين قدام الجمعيه الشرعيه
و الناس بتتفرج عليهم الناحيه التانه ...بيتفرجو بس (خدو بالكم ده يوم 25 يناير لما كانت الشرطه فى عزها)
فعلا احترت و اصيبت بالاحباط و توقعت ان المظاهره انتهت قبل ما تبتدى... دى اول مظاهره ضد الحكم بتاعنا انزل فيها (انا نزلت مظاهرات قبل كده بس مؤيده لانتفاضه فلسطين )
انا جوايا طاقه من الظلم و الكبت عاوز اطلعهم ... مره واحده لاقيت شاب واقف جنبى بداء فى الهتاف و هو بيبعد عن الجمعيه الشرعيه و تمركز الامن - مشيت معاه و ابتدو الناس ينضمو على استحياء شديد
و ابتدت تشكل مظاهره على الديق (يعنى مايزدوش عن 40 واحد ) بس اللى لاحظته ان معظم المظاهره كانت عيال و ناس مش جاده اصلا تحس انهم جايين يضيعو وقت و كتير منهم كان بيمشى بعيد و يهتف
اللى كانو جادين بالفعل تقريبا 7 او 8 بس - و فيهم واحد كان بيكلم الناس اللى ماشيه فى الشوارع و يقولهم "مستنين ايه ده احنا حنشوف ايام سوده .. حتفضلو ساكتين لغايه امتى "
و اذكر ان كان فيه ست سنها فى حدود 50 سنه و لابسه احمر و كانت كل شويه تقولنا "ماتطولوش معاهم هما على اخر الشارع حيتقبض عليهم كلهم" و هى معانا فى المظاهره و شويه تانيه نلاقيها بتقود بهتاف مختلف بحيث يحصل تشتت فى الهتافات و الناس تبقى سامعه دوشه و بس

شويه و لاقيت الشرطه جت ... طبعا انا توقعت الغدر بس لاقيتهم ماشيين جنب المظاهره بمنتهى الاحترام والادب !!!!
و حتى كمان انا مصورهم على الموبيل و هما ماشيين قدام المظاهره و محوطينها - و اذكر كمان و انا بقول "لابسين اسود فى اسود .. بكره نهاركم حيصبح اسود" ببص على يميني لاقيت عميد و بيني و بينه 20 سم بس
كل دورهم بس انهم منعو المظاهره انها تكمل ناحية القصر الجمهورى لكن غير كده كانو سايبنها خالص ... بعض اللى فى مقدمة المظاهره اقترح انهم يدخلو حوارى المطريه الديقه علشان يجمعو الناس اللى فيها و علشان يوحدو الصف
و بالفعل ده اللى حصل .... و الساعه 4 ونص بالظبط ........... هووووووووووووب مره واحده الماظاهره كلها بتجرى و بعدها بثانيه لاقيتلك 6 امناء شرطه فى مقدمة المظاهره و ماسكين الشاب اللى بيهتف و رامينه على الارض و هات يا شلاليت وهو لسه متمسك بالهتاف
طبعا انا جريت 4 خطوات مع اللى جريو لكن لاقيت 6 او 7 شباب اللى كان باين عليهم الحماس من البدايه لاقيتهم بيقولو " انتو حتسيبوه و لا ايه " و ووقفو و بيرجعو فى الاتجاه المضاد و بيشتبكو مع امناء الشرطه دول علشان يحررو اللى كان بيهتف
انا بصراحه شوفت كده وقفت لمده ثانيه متردد و بوازن القوى - و قبل ما حتى اخد قرارى ( ارجع و اشترك فى الضرب و لا اجرى مع اللى جريو) . لاقيت "يد غليظه" لامين منهم شدنى و فى الثانيه اللى بعدها (حرفيا) لاقيت نفسى ايدي ملفوفه وراء ضهرى لإجبارى على الركوع و امين تانى ماسكنى من ياقة القميص و التالت ماسكنى من دراعى الحره و التلاته جارنى على عربيه السجن اللى فى ميدان المطريه
فعلا اول مره تتشل حركتى بالاسلوب الاحترافى ده و سط كم السباب و اللعن لاهلى و ناهيك عن الضرب اللى نلته - فى وقتها طبعا الحاجه الوحيده اللى كانت مسيطره على تفكيرى "اهرب ازاى " "لو فضلت معاهم حدخل امن الدوله " " فاكر فيلم الكرنك" "الخراره بتاعت تيتو" "هتك عرض محمد امام فى فيلم عمارة يعقوبيان "
نتيجه لكل ده انا كنت طول السكه بقولهم "انا مش معاهم "..."انا مهندس محترم ماليش فى الحجات دى اصلااا " مصحوبا باقصى "الفلفصه " اللى اقدر اعملها مش بهدف رد الضرب اللى باخده بس بهدف الهرب
لغايه لما وصلت الميدان (يعنى فضلت بضرب و بتشتم كده مسافه 400 متر ) واحد من الظباط شافنى و قالهم سبوه فسابونى مع "قبلة الوداع" من احدهم بشلوت محترم طيرنى حرفيا مسافه 2 متر قدام مصحوبا بتحيه "يلـــ..... ابو امك"
روحت بعد كده و دخلت اقرب جامع و صليت العصر و فضلت اقرى قرأن لغايه لما استقريت نفسيا بعد نص ساعه
بعد كده رجعت تانى على ميدان المطريه علشان "انتقم" و فعلا كنت مستنى اى اتشتباك بين المتظاهرين و الشرطه علشان ادخل و افش غلى بس مالقتشى اى فرصه ... كان كل واحد يبداء يهتف كان بيتمسك على الفور من غير ماحد حتى يسمع صوته
روحت ساعتها و انا اشعر بمرارة الهزيمه و امتهان شديد لكرامتى .... و توقعت ان المظاهرات باظت و اهه يوم لمظاهرات فاشله زى يوم 6 ابريل 2008
ماكنتش اعرف ان فى التحرير مولعين الدنيا و الا بجد كنت طلعت على التحرير معاهم

وانا مروح عديت على محل فضيات ... معرفشى ايه اللى خلانى ادخله و اكتب اسم مراتى على الدبله الجديده اللى اشتريتها من 5 اشهر قبلها و كنت كل يوم بأجل الخطوه دى

طبعا لما روحت البيت و المدام شافت هدومى و حكيتلها على القصه بتاعتى وبختنى و قالتلى انتا وراك عياااااااال و ... الى اخر القصاد دى (مراتى للاسف نموذج ممتاز لحزب الكنبه)
الظريف انها اتصلت بوالدى تحكيله و هى بتعيط علشان يعقلنى ... لاقيته لما كلمنى بيقولى "و الله جدع"

بس روحى اتردتلى لما روحت البيت و شغلت الجزيره و عرفت ان فيه حاجه بتحصل و ان المتظاهرين مش عيال زى اللى كانو معايا
وبناء عليه دخلت على الفيس بوك و كتبت تجربتى باختصار و الاخطاء اللى وقعت فيها اذكر منها
(كنت لابس بلوفر صوف - مما سهل الامساك بيا
كنت نازل لوحدى .. لو كان معايا اصحابى كنا عملنا تكتل
الى اخر الملحوظات اللى مابقتشى مهمه دلوقتى )

طبعا كنت ناوى على الانتقام .. و نظرا لظروف شغلى ماقدرتش اخد اجازه يوم 26/27 (الاربعاء و الخميس ) و كنت مظبط على النزول يوم الجمعه 28
بس "وزراة الداخليه المحليه" بتاعتى (مراتى ) فقستنى و شغلتلى مناحة انتا وراك عيلين الى اخره

قولت مش مشكله و كان عندى كورس يوم السبت و كنت ناوى ما ارحهوش و انزل التحرير مكانه
طبعا فضلت فى البيت و الدمعه كانت حتفر من عيني لما المظاهره عدت تحت بيتي (المنطقه بتاعتى اسمها النعاام بين عين شمس و مصر الجديده - و هى منطقه هاديه جداا و المشهد ده غير مألوف نهائى) و كانو المتظاهرين بيقولو "انزل .. انزل" طبعا ماملكتش الا انى (لا شعوريا ) اقف على سور البلكونه و اسقفلهم زى الاهبل و انا بقولهم "بكره معاكم " و اذكر ان واحده من جيرنا كان بيدحك عليا

طبعا يوم الجمعه باليل و بعد انسحاب الامن فؤجت بالمحلات اللى بتتسرق علنى و كان فيه مخزن للبلديه على اول الشارع بتاعى اتكسر و فضلو بيسرقو فيه من اول الساعه 11 لغايه 4 الفجر
بس حسيت ان اللى بيسرقو دول كانو بيسرقو "طفاسه" .. لأنى شوفت ناس بتسرق كراسى بلاستيك و عصيان مقشات

تانى يوم بقى روحت على التحرير فى الصبح .. و اذكر شعورى وقتها بالضياع و الخوف من المجهول لما طلعت بعربيتي على جسر السويس و الاقى بقايا الاطارات الى لسه بعضها مشتعل و الدبابات و الجيش فى كل حته و عساكر الجيش هى اللى بتنظم المرور فى بعض الاماكن و اماكن تانيه متطوعيين من الشعب و اماكن تالته مافيش حد بينظم المرور اصلا

و لما روحت التحرير حسيت بجد ان ده ميدان معركه ... ريحة قنابل الغاز فى كل مكان و العربيات كان لسه النار مولعه فى بعضها
و مبنى الحزب الوطنى لسه مولع و ماحدش عارف (او ماحدش عاوز) يطفيه (بالمناسبه هو اترمم و لا حيتساب كده )
انا بصراحه كنت فى وقتها لسه فى حالة من الذهول و متشكك فى استخدام الداخليه للرصاص الحى بالكثاافه دى و كنت متوقع ان ده تهويل من الجزيره لكن لما شوفت الدخان و النار صدقت كل حرف

طبعا الميدان ماكنشى يعرف المنصات ( اللى الناس بتتخانق عليها دلوقتى و مليونيرات بيبنوها بفلوسهم )
كان فيه زحمه شديده .. بس فعلا كانت الناس خايفه على بعض جداااااااااا
و اذكر انى شوفت واحده حامل بشعر اصفر و شكلها من طبقه راقيه جدااا "طبقة الجامعه الامريكيه" و ماشيه و بتهتف وسط الزحمه و كل اللى حوليها مراعينها
شوفت الناس اللى كانو واقفين لحماية المتحف
شوفت الناس اللى بتكنس و تحاول تنظف الميدان من اثار المعركه
شوفت الناس اللى معاه ازاة ميه و عطشان يشرب بق و يديها لاى حد تانى بدون مايطلب
شوفت و شاركت الناس اللى كانت بتعمل بتعمل حواجز باجسادهم علشان الدبابات و عربيات المطافى تعرف تعدى من غير ما تعمل اصابات
و شوفت الشعب و هو بيسلم على العساكر و الظباط و هما فوق الدبابات على اعتبار انهم المنقذ المنتظر و امل مصر دلوقتى .. و اللى بنتجاهل الشعور ده دلوقتى

و فعلا فعلا كنت بتحس ان الناس دى عاوزة تعمل اى حاجه ايجابيه .. مش مجرد هتافات و بس
الكلام ده كان يوم السبت 29 يناير و الروح دى فضلت موجوده (و ان كانت قلت نسبة الايجابيه فيها قليلا) لغايه يوم 11 فبراير
لكن للاسف الروح دى مش بلاقيها دلقوتى - فى وقتها كانت الدنيا ابيض و اسود .. لكن دلقوتى بقى فيه درجات من الرمادى و الناس بتفسرها على هواها

معلشى طولت عليكم بس حبيت انقلكم احساسى وقتها علشان انتو كمان تفتكرو احساسكم وقتها و نعرف كلنا اننا خاييفن على البلد دى
طبعا مافيش داعى اجيبلكم الصور اللى صورتها لأن كلنا شوفنا صور للصبح عن الثوره دى
ربنا يرحم شهدائنا كلهم