الموضوع: تعالو نفتكر الزمن الجميل - 25 يناير

رائعة جداً
شئ تفتخر إنك تحكيه لولادك

الموضوع ده كان نفسي اعمله من زمان مش بس لاستعادة الزمن الجميل ولكن لان فى الزحمة دى نسينا كل حاجة ومحدش عامل توثيق لأهم 3 ايام فى تاريخ مصر من 25- 28يناير

انا قصتى مختلفة لانى طول الوقت كنت بحس ان الحكومة مفيش فى ايديها اكتر من اللى بتعمله وناس كتير كانت بتتريق عليا وتقول حزب وطنى

كنت مؤمن تماما ان التوريث ده حيحصل بالعكس كمان كنت بحس انه الافضل انه يحصل عملا بمبدا "اللى تعرفه احسن من اللى متعروفوش"

وللاسف كنت شايف ان فى فساد لكن زى غالبيتنا محدش كان يتخيل ان حجم الفساد بالشكل ده

ولما موضوع تونس اشتغل ولقيت الدعوات بتاعة 25 يناير حسيت انه لعب عيال وتقليد وخلاص وان مش ممكن النظام ده كله يسقط ابدا

وجه يوم 25 يناير وكل اللى عملته انى روحت النادى !!!!!! ومكنتش عايز انزل اصلا علشان كنت متوقع ان اليوم يبقى فيه قلق شوية..طبعا رحنا النادى لقيناه زحمة موت وقعدنا نتريق على اللى بيقولك مظاهرات والناس كلها هنا


روحت البيت بالليل وابتديت افتح الانترنت فوجئت باللى حصل ودخلت على نايل موتورز وابتديت اتابع وانا مش مصدق ان كل ده بيحصل وحاصة باليل متاخر لما قالوا ان البوليس دخل على التحرير وبهدلهم

فى اليومين التانين مكنتش بعمل حاجة الا انى اتابع الانترنت والحقيقة صفحة نايل موتورز اللى كانت معمولة هنا كانت اكتر حاجة بتاعها ولازم الصفحة دى تتوثق لانها كانت تجارب عملية


اول حاجة اثرت فيا: المخرج اللى اسمه عمرو (الحقيقة مش متذكر الاسم بس اتشهر جدا فى اوائل الثورة) لما كتب على الفيسبوك تجربته وانه اتطحن فى القصر العينى وانه بيتضرب قال للعساكر (انا عندى عربية وشقة انا غنى ...انا نازل علشانكم انتم) الموضوع ده هزنى جامد لان مش كفاية انك تكون مرتاح فى ناس تانية لازم تتحرك علشان

الحاجة التانية: الصفحة اللى كانت هنا والاقى كل الناس حتى اللى مستواها ممتاز نازلين ومش عارفين حيرجعوا ولا لا ...حتى البنات كانوا بينزلوا (والايام ده لا تقارن بمن نزل بعد كده نهائيا لان ده كان المجهول بعينه.

الحاجة الثالثة: احمد فارما فضل يكتب ان ابوه كان بيقولوه فى حرب 73 كان مشارك فيها...انا لما ابنى يكبر ويقولى كنت فين واخواتك بيتطحنوا كده


الحاجة الاخيرة: ودى ليلة الخميس وطلع شاعر اسمه تميم البرغوثى على الجزيرة وقال "كل واحد بينزل الشارع بينزل الشارع علشانك....وكل واحد قاعد فى البيت بيعرض اللى فى الشارع للخطر

يوم الجمعة الصبح كنت قررت مهما حصل انى لازم انزل ...مكنش عندى اهداف ولا بدور على حاجة ...بس كنت حاسس ان كل مننزل اكتر حنحمى الناس اللى فى الشارع...ومراتى معترضتش


انا ساكن فى مدينة نصر ونزلت اول حاجة على رابعة العدوية كان فى تجمعات محدودة وكان فى شاب واقف بعربيته قافل الشارع كنوع من الاحتجاج (للاسف الناس كانت بتتريق عليه وبتقول راكب عربية ومش عاجبه!!!!!)

فضلت ادور على اى تجمع اقف معاه لان دى اول مرة انزل مظاهرة ...لقيت ست داخلة بتقول هى المظاهرة فين لو سمحت!!! طبعا الناس قعدت تتريق عليها وابتدى يجيلى احباط ولكن مشيت شوية لغاية يوسف عباس

وهنا لقيت الامن المركزى واقف وناس شايلة يفط.....اول مشهد لفت نظرى راجل كبير فى السن وشكله كويس ورافع يافطة "80 مليون مختل مصرى يريدون تغيير النظام"

وكان واقف لواء امن مركزى فقاله كاتب ايه....وقعد يتريق ويضحك باستهزاء (دايما بفكر ياترى اللواء منظره ايه لما طلع يجرى اخر اليوم وقلع البدلة واستخبى تحت السرير..وياترى بعد نظرة الاستهزاء دى طلع مع ال500 لواء اللى طلعوا ولا لا)


المهم ابتدينا نمشى فى يوسف عباس بتجمع قليل وللاسف كان اغلبه ستات والرجالة كانت بتتريق بس انا كنت مكسوف ان الستات دول نازلين ومش خايفين

فضلنا ماشيين والعدد بيزيد لغاية لما وصلنا لصلاح سالم وقابلنا الامن المركزى وقلت حتبدا المجزرة ...كنت مقرر ان اى حد حيتشد مننا لازم كلنا نهجم ونرجعه

بس الامن المركزى كان مهمته فقط انه يمنعنا من التوجه يمينا لقصر العروبة واحنا كنا ماشيين شمال

مشينا فى صلاح سالم وابتدت الاعداد تزيد بكثرة والناس تنضم والعربيات ماشية تزمرلنا والناس طالعة من ابواب العربيات بيشاوروا بعلامات النصر ونفسهم يرموا نفسهم معانا

كان ماشى ورايا اطفال فى ثانوى واضح انهم مدارس لغات ومرتاحين وبيتناقشوا وبيقولوا مش موضوع اننا نخرج نلاقى شغل...طيب وبقية الناس يعملوا ايه...


النظام كان اكتر من رائع وكان فى تحضر ..كان الشارع اللى رايح على العباسية مقسوم نص للمظاهرة ونص للعربيات ....واى عربية كانت تحب تعدى كان المتظاهرين بينظموا نفسهم ويعدوهم بكل ادب

مكنش فى قيادات لا اخوان ولا ليبرالين ولا سلفين ولا حد يعرف ولا كان بيهتف باى هتاف فيه اشارة لاى حاجة

كان فى ناس قدام واضح انهم محترفين هتافات وفى شاب لن انشى شكله كان بيقود الهتافات وتحس فعلا بحب البلد دى حيخلع حنجرته

فضلنا ماشيين حتى العباسية وانا مندهش ليه الامن المركزى سايبنا وطبعا كان فى دماغى انهم مستنين يدخلونا فى حتة ويحاصرونا

بس طبعا الله عمى تفكيرهم وسابونا بدل ميفروقنا من الاول سابونا لغاية الاعداد بقت رهيبة ومحدش يقدر يسيطر عليها مع ان انا شايف ان كان الموضوع يتقفل بسهولة لو كانوا وقفوا قواتهم فى مدينة نصر تمنع الناس اصلا من التجمع


لما دخلنا فى شارع لطفى السيد كانت القوات واقفة جنب جامعة النور وسادة الطريق ناحية الخليفة المامون...(برده اهم حاجة متتجهش خالص ناحية اى قصر من القصور)

فضلنا ماشين وابتدت مناظر رائعة تظهر


-راجل بيشتغل الفرصة وبيبيع قزايز مياه والناس بتشترى منه....واحد يدخل شترى كل المياه ويوزعها مجانا على الناس

-فى اليوم ده الموبيلات كانت مقطوعة وواحد فى الدور الارضى فى منطقة غمرة منزلة تليفون البيت من الشباك لاى حد عايز يتكلم فيه يطمن اهله

- اذان العصر اذن فى المنطقة دى كل الناس وقفت تصلى وتدعى..صلينا على الاسفلت بدون اى حاجة..والكل مفيش فى دماغه حاجة الا ايه اللى حيحصل قدام

الاعداد كانت لا ترى اولها من اخرها واول موصلنا غمرة لقينا على مرمى البصر عند رمسيس اسراب دخان الغاز طالعة....دخلنا فى الجد بقى

فى الطريق لميدان رمسيس اشترنا كمامات وقبل ميدان رمسيس كان فى ناس راجعة وبتقول ان الهجوم هناك رهيب والغاز مموت الناس

وصلنا رمسيس اثار الدمار لا تتخيل وعينيك كانت ابتدت تدمع فعلا مع اننا لسه بعيد

ناس واقفة فوق الكوبرى بتراقب وبترصد وبتبلغ اللى تحت

طبعا كان وضع غريب وفى ناس انسحبت علطول وانا كنت حبقى منهم لان فعلا كنا مخنوقين واحنا بعيد (حتى الان مش فاهم الناس اللى قدام كانوا مستحملين الغاز ازاى)

شوية والموضوع تتطور ان الامن المركزى كمان بيحذف قنابل الغاز لمسافة بعيدة فتقرب منا

وابتدت حالات الاختناق والاغماء تظهر وناس تقع على الارض وكل مالواحد يفكر يمشى يقول طيب والناس اللى قدام دول لسه منسحبوش

دخل راجل يجرى فى النص ويقول محدش ينسحب الامن المركزى كان هنا من ساعة ولما هجمنا عليه تراجع وقنابلهم حتخلص حتخلص

رجعنا تانى والواحد فى دماغه الاية "{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ }

عرفنا نتقدم شوية لغاية جامع الفتح واثار الدمار فى كل حتة وتراجع الامن المركزى مع استمرار القاء القنابل عن بعد والناس كانت بتترمى على الارض من الاختناق ...والاوغاد كمان كانوا بيضربوا قنابل جوا مترو الانفاق فتطلع الغاز من جوا فتحات التهوية

وشوفنا مناظر الرجالة اللى بتمسك القنبلة اول متترمى ويرموا تانى على القوات

كان فى وسط كل ده فى بنات وستات ومهما الناس تتحايل عليهم يرجعوا مكانوش بيوافقوا

عايز اقولكم كان فى واحد شايل ابنه حوالى سنتين او تلاتة وشايله فوق كتفه

فى وسط كل ده ورغم الياس اللى الواحد كان فيه انك ممكن تعدى حاجة زى دى لكن مكنش بيقول غير يااااارب انصرنا

وفعلا بعد شوية الناس مسكت حديد وفضلت تخبط على السور الحديد الاخضر اللى قدام جامع الفتح وفعلا كان الصوت بيرعب القوات ويحسسهم ان المغول جايين

بعد شوية هربوا فعلا وتراجعوا للتحرير تقريبا وافتح الطريق قدام الناس واحنا مش مصدقين ان ده حصل

ورغم بقايا الغاز الناس تقدمت وشهادة حق محدش كسر حاجة ولا مد ايديه على حاجة رغم فى مبانى مهمة فى المنطقة دى واكتر من ماكينة صرف الى

اللى محدش منع نفسه عنه هو عربيات الامن المركزى اللى سابوها وجريوا الناس كانت بتنطط عليها ويولوعوا فيها لغاية لما تتحرق (ناس كتير كانت بتحاول تقنعهم ميحروقهاش بس كان صعب طبعا)

عدينا الاسعاف ولقوا عساكر قالعين هدومهم ومستخبين فى نقابة التجاريين علشان ميتمسكوش ومع ذلك الناس بكل ادب سابهم ومرضوش حتى يصوروهم

حتى السلاح اللى كان موجود فى العربيات كان فاضى بس برده كان الناس بيقوولوا سيبوه

صلينا المغرب عند سنترال رمسيس وللاسف كان فى عربية امن مركزى مولعة قدام النزينة اللى هناك

كنت بصلى ومتوقع فى اى وقت تنفجر والبنزينة كلها تنفجر

واحنا معدين جنبها فعلا انفجر تانك الجاز اللى فيها صوت مرعب بس الحمد لله محصلش حاجة

عايز اقولكم فى وسط الجو الرومانسى ده الاقى واحد بتدور على صندوق زبالة ترمى المنديل....حسيت اد ايه الشعب ده ممكن يبقى حاجة

وصلنا عبد المنعم رياض والافواج لا حصر لها ولكن كان فى عربيات امن مركزى لسه بتحاول وكانت قريبة جدا ضربت القنابل فى وسطينا وكان احساسى انى خلاص بموت وحاسس انك عايز ترجع ومش قادر وعايز تكح او حتى تتنفس مش قادر...


كل الناس اترمت على الجانبين وطلع انهم كانوا بيعملوا كده علشان يهربوا وفعلا فجاؤءة لقينا عربية الامن المركزى بتجرى بجنون زى منظر عربية السفارة اللى دهست الناس فى القصر العينى

بعديها كان الموضصوع انتهى تقربا والناس تشوفها تحس انها "فتحت " التحرير فعلا وعلامات النصر والناس بتتصور بالغنائم بتاعة الامن المركزى من دروع وعصيان وغيره

لغاية هنا مكناش نعرف ان الخظر تم ولا الجيش نزل بس ابتدينا نشوف عربيات الجيش

انا ساعتها اتطمنت شوية وطلعت على الكوبرى علشان اركب اى حاجة بس فضلت ماشى تانى لرمسيس لغاية لما واحد كان بياخد الناس بعربيته يوصلهم وكان حيموت من الفرحة ومش مصدق اللى حصل وازاى الانتصار ده حصل

للاسف وانا معدى فوق رمسيس كان صوت تقريبا الهجوم على قسم الازبكية وحرقه بدات


انا اسف انى طولت واكيد الناس مش حتقرا كل ده بس الواحد حب يكتبه حتى علشان يتذكر اليوم ده

اكيد حاجات كتير واختلافات كتير ظهرت بعد اليوم ده وحتى الان بتظهر واكيد الواحد غلط فى افكار كتير زى لما قلنا مبارك يستنى وخلاص او لما كنا معتقدين ان عمر سليمان يقعد او شفيق يقعد

بس ايا كان الاختلاف الواحد متفائل ان ربنا مش حيضيع الشعب ده ابدا بعد منصره بالشكل ده

أنا طبعا في الخارج في المانيا
اولا انا كنت بشارك من ايام وقفات خالد سعيد وباحاول انظم مظاهرات هنا في المانيا (للاسف انا في بلد صغيره ومكنش في مصريين) بس البركه في الفيس بوك وبدانا نلاقي بعض وكنت بحاول بشكل او باخر (مخاطبه مؤسسات حقوق الانسان, ترجمه فوريه للي بيتقال علي صفحه خالد سعيد مخاطبه الاحزاب السياسيه زي الخضر مثلا محاوله توصيل المشكله للاعلام الالماني يعني)
قبل الثوره بكام يوم كنت بتابع الوضع عن كثب (من الانترنت ) زقلت لازم اعمل حاجه
من يوم 24 عملت غرفه عمليات انا ومراتي وعملنا صفحه علي الفيس بوك لترجمه الاخبار بشكل فوري ودعينا الناس ليها وعملنا شبكه التظاهرات في المانيا والنمسا بخيث اللي عايز يعرف المظاهره فين في برلين مثلا وامته يخش علينا واحنا نقله
زبعدين عملنا زي خطاب مفتوح للشعب الالماني ندعوه للتضامن مع الثوره وبدنا نوزعه ونبعته في كل مكان (صحف احزاب كنايس محطات راديو جامعات ) ولقينا استجابه مش بطاله فقررنا نترجمه انجليزي (عن طريق واحد معرفه في ويلز) وترجمه ونزلناه علي الانترنت كان بيطبع ويتوزع في المظاهرات علي الناس (عرفنا بعد كده انه وصل لحد استراليا وامريكا ) يعني كانت ايام
وكنت قاعد ملوزق علي الانترنت والتليفون اكلم اصحابي واهلي ولما الاتصالات وقعت حاولت علي الارضي واكلم منظمات حقوق الانسان هنا لحد ما غار الله يجحمه مطرح ما هو
يااه والله برغم اني بعيد بس كان نفسي انزل وفكرت فعلا في النزول مع طياره المصريين من اسبانيا (كانوا عايزين ياجروا طياره خاصه) بس قلت انا مجد فرد والمعتصمين كتير فمش هتفرق
بس بامانه العرب والاتراك هنا كانوا بيتابعونا لحظه بلحظه زكميات تهاني كانت عسل
ايام حلوه