سيارات الصين ..شهادة ..وتقرير مهم
كلام في سرك انجاز الصين العظيم
سيارات الصين
2007
بقلم خالد اباظة
علي مدار أربعة سنوات ماضية .. تلقيت أكثر من عشرة (دعوات) من مختلف شركات السيارات العاملة في بلدنا للسفر معهم الي الصين لحضور مناسبات مختلفة .. سواء كانت معارض سنوية تقام في مدينتي بكين وشنغهاي .. أو زيارة مصانع للتوكيلات التي تتعامل معها هذه الشركات .. أو حضور احتفال بتقديم سيارة جديدة في السوق الصيني سيتم طرحها لاحقا للبيع في سوقنا المحلية.. والحقيقة أنني اعتذرت عن عدم تلبية كل هذه الدعوات .. لأسباب كثيرة .. من أهمها بصراحة بعد المسافة ما بين القاهرة وبكين أو شنغهاي .. والتي تحتاج ليوم كامل من السفر والتنقل ما بين مختلف الطائرات والبقاء في بلدان أخري بنظام الترانزيت .. ولم أكن أتخيل خوض هذه التجربة الطويلة والمملة والتي جعلتني أعتزل السفر الي أمريكا وكوريا واليابان خلال السنوات الأخيرة لنفس الأسباب ..
وكذلك لم أكن متحمسا بدرجة كبيرة للسيارات الصينية بصفة عامة لأنني تابعت العديد من العيوب والأخطاء في (التشطيبات النهائية) في طرازات من السيارات التي دخلت بلدنا خاصة في بداية ظهور (الصيني) في سوقنا المحلية عامي 2004 و 2005 .. ولم أكن أرغب في (تضييع وقتي) ووقت قاريء (أخبار السيارات) في الكتابة عن سيارات بعضها (أي كلام) .. لا يستحق مني السفر الي (آخر الدنيا) من أجلها !! ..
.. وأخيرا .. وافقت علي السفر الي الصين لأول مرة في حياتي .. وكان سفري نوع من أنواع المجاملة للسيد أحمد السعودي مدير عام شركة (C.I.G) وكلاء شيري الصينية في بلدنا .. والسيد محمد السعودي رئيس مجلس إدارة الشركة .. واللذان تربطني معهما علاقة متميزة بالفعل .. وعاصرت الجهد الذي بذل مع بداية حصولهما علي التوكيل .. وأعلم حجم الاستثمارات المادية والبشرية التي ضحي بها محمد السعودي طوال السنوات الأخيرة من أجل بناء (مصداقية) حقيقية لشركته لدي العميل الذي سيقتني سيارة (صينية) لم يكن يعرف أي شيء عنها من قبل .. وبالفعل نجحت خطط الاثنين .. وأصبح (الزبون) يشتري السيارة (شيري) لأنه يثق في (C.I.G) في المقام الأول .. وهذا هو قمة النجاح في رأيي مع أي شركة ..
المهم .. سافرت الي الصين برفقة أحمد السعودي .. ولم تكن الرحلة من القاهرة الي شنغهاي بالصعوبة التي كنت أخشاها .. رغم طول المسافة بالطبع .. وهبطت الي مطار (بودنج) الدولي بشنغهاي .. وهو أحد مطارين عملاقين في المدينة .. وبدايتي مع (المطار) كانت مبشرة جدا .. فإجراءات الوصول تمت في دقائق معدودة .. وبنظام وترتيب مثاليين من المسئولين عن المطار وضباط الجوازات
.. بخلاف المظهر الحضاري للمطار نفسه .. والذي فوجئت بأن أرضيته بأكملها مغطاه بالجرانيت المستورد من مصر .. والذي تم علاجه بشكل يجعله مبهرا للغاية .. ومختلفا عن أي (جرانيت) آخر نراه في بلدنا !! ..
وما رأيته في (شارع المطار) .. قصة مختلفة.. فقد استقليت سيارة طراز (بويك) حديثة كانت في انتظاري أمام المطار .. جلس بجواري الصديق أحمد السعودي .. وأخبرني بأول مفاجأة .. وهي أن السيارة التي نركبها هي في الحقيقة (سيارة صينية) .. ولم أصدق أن مستوي الجودة والتشطيبات والرفاهية والفخامة الموجودة داخل السيارة تخرج من مصنع صيني !! وعلي مدار الأيام التالية
.. سواء داخل معرض شنغهاي الدولي للسيارات الذي زرته أو خارجة .. رأيت وركبت مئات من السيارات الفاخرة التي تم تصنيعها بالصين ..
سواء من شركات صينية 100 % أو تحت إشراف شركات أوربية وعالمية شهيرة أقامت مصانع لها في الصين .
. وفوجئت بأن مستوي الجودة والفخامة والتشطيبات رائع بالفعل .
. ولا يتناسب مطلقا مع المقولة التي كان البعض منا يرددها مع بداية دخول السيارات الصينية الي أسواقنا من أنها تتشابه مع (فانوس رمضان) ولعب الأطفال التي تنكسر وتتلف بعد أيام قليلة بسبب رداءة صنعها !!
يا سادة .. الصين تتقدم كل يوم بشكل واضح ومستمر .. انهم يسابقون الزمن من أجل فرض سيطرتهم علي الصناعة في العالم .. سواء في مجال السيارات أو مختلف المجالات الأخري ..
ومن يفكر في منافسة (هؤلاء الناس) سيكون بالفعل (واهم) و (غير عاقل) .. لأن الواقع يقول أن منافسة العامل الصيني الذي يقضي ثلاثة أرباع يومه في العمل .. ويحصل علي راتب لا يزيد عن مرتبات أفراد الأمن المركزي عندنا .. ويخرج الإنتاج بجودة عالية ومواصفات قياسية صعبة يضعها له رؤساءه .. كل ذلك يؤكد أن المنافسة مع الصين في الجودة والسعر .. ليست إلا (خيال) في رؤوسنا وأحلام صعبة تراودنا.. نحن وغيرنا !! ..
أخيرا يجب أن أعترف أنني عشقت هذا البلد .. واحترمت شعبه .. وأفكار وخطط المسئولين فيه .. وقد نقلت اعترافي هذا للصديق أحمد السعودي الذي رافقني في الرحلة الجميلة .. وأكدت له أن رحلتي الأولي الي الصين .. لن تكون بالتأكيد الأخيرة .. اذا ما كان في العمر بقية بإذن الله