الموضوع: أحسن كلمه قيلت عن نيسان صنى من موزع معتمد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة citadeldeath

عادة، وللأسف الشديد، لضيق الوقت لا أعلّق كثيراً على موضوعات الأخوة الأعضاء بنايل موتورز، إلا أنني أحرص من وقت لآخر على الدخول خلسة لقراءة بعض المواضيع بحكم المهنة أولاً (كوني محرراً متخصّص في شؤون السيارات ببعض المجلات العربية والأجنبية، وإن كانت بعض المصطلحات المستخدمة لا أعرفها حقيقة لأنها تُكتب بالعامية معظم الأوقات) وبحكم كوني عاشقاً للسيارات كذلك. ومع ذلك، إلا أن هذا الموضوع تحديداً استفزني بشدّة، لعدّة أسباب سأقوم بسردها تباعاً:

أولاً، هناك قاعدة صحفية تقول إن المصدر الأوّلي primary source أو الثانوي secondary sourceيجب التأكّد والتحقّق منه أولاً عبر وسائل عدّة، منها مقارنته ببعض المصادر الأخرى المماثلة له أو المختلفة عنه شكلاً وموضوعاً، فإذا ذكرت مصدر حكومي أو رسمي من المفضّل أن تأخذ مصدراً من العامة كذلك، عموماً التنوّع في المصادر مفيد مع التوازن فيما بينهم. لماذا أسرد هذا الأمر؟ لسبب بسيط وهو أن هذا الموزّع المعتمد قد يكون خاطئاً وقد يكون صائباً، لذا لا يُمكن التعامل مع النتائج التي استخلصناها منه وتعميمها، وكان يفضّل إذا ما سألنا أكثر من موزّع معتمد عنده هذا التنوّع من السيارات وطلبنا رأيه في عدد من السيارات منها صني، دون أن نوجّهه نحو إجابة معينة، عندها قد يكون هناك توازناً نوعي.

ثانياً، وبادئ ذي بدء، أنا عندي صني وقمت بشرائها حديثاً، ولكن هذا لا يَمنع أن يكون عندي حسّ نقدي تجاه الأشياء، علماً بأن كلام الموزّع المعتمد عَمد إلى إقصاء السيارات الأخرى لصالح صني بشكل سلبي يَعكس ما أراد أن يوصّله، كما أن كلام المديح المسترسل عن الصني يُعيبه الترابط واللا منطقية؛ فكيف لسيارة مهما كانت محركها "لا يبوظ"؟ ثم والأدهى، ما حكاية ا"العربية التي تعلى على الأرض متسافرش بيها" لدواعي عدم الثبات؟ يبدو أن الموزّع لم يُجرب سيارات شأن لاندروفر رانج روفر سبورت، رغم تحفّظي عليها على الطرقات الرملية، إلا أن السيارة لا يعيبها الثبات على السرعات العالية، وماذا عن عروض فورد شأن إكسبلورر 2012 الجديدة، ومعظمها بها أنظمة شأن نظام التحكم الإلكتروني بالدفع الرباعي "أدفانس تراك" الذي يتناسق مع نظام التحكم الإلكتروني بالثبات ومنع التدحرج؟ الأنظمة الإلكترونية الرائدة جعل مشكلة الثبات للسيارات المرتفعة عن الأرض ليس لها محل من الإعراب.

ثالثاً، ما حكاية الكوري "إللي هيفضل طول عمره كوري ولو بقى بمليون جنيه"؟ أحب أن أنوّه هنا على شيء مهم، وهو أن السيارات اليابانية عندما حطّت للمرة الأولى على الشواطئ الأمريكية من خلال الموديل كراون عام 1957، لم تتجاوز مبيعاتها الـ 300 وحدة بأمريكا في العام الأول، ولم تَحلم تلك الشركة اليابانية وقتذاك بأنها ستقوم بإزاحة مجموعة "جنرال موتورز" الأمريكية في النصف الأول من عام 2007، بوصفها الصانع الأول على مستوى العالم في حجم الإنتاج الإجمالي، رغم حفاظ الأخيرة على هذا اللقب لـ 71 عاماً. وبالمثل، فبعد أن كان الكوريون يضعون نصب أعينهم محاولة، مجرد محاولة، مجاراة العروض اليابانية الشقيقة، وإن على صعيد السعر الرخيص نسبياً على أقلّ تقدير، باتت مجموعة "هيونداي" الكورية التي تضمّ أيضاً "كيا" الشقيقة، تحوّل دفتها نحو إنتاج سيارات ذات اعتمادية عالية وبتصميمات جذّابة عصرية، بل والدخول في فئات "ممتازة" كانت مقصورة في وقت من الأوقات على نُخبّة محدودة من صانعي السيارات في كافة أرجاء المعمورة، والكلام ها هنا موجّه تحديداً للموديلين جينيسيس وإيكوس المُترفين. ولكن الطموح الكوري لا يتوقّف عند حد منافسة اليابانيين، بل يبدو أنه يتعدّاها لمنافسة العروض الألمانية النخبوية ذات التاريخ العريض، لجهة الجودة على الأقل؛ فمن خلال معرض فرانكفورت الدولي للسيارات 2011، قدّمت هيونداي الجيل الثاني الأحدث من موديلها الرياضي i30، الذي ينتمي لقطاع السيارات المُدمجة-متوسطة الحجم c-segment. وشأنه شأن الجيل الحالي، خرج i30 لعام 2012 من مكتب التصميمات والهندسة الأوربي العائد لهيونداي بمدينة "روزيلشيم" الألمانية، ليُخصّص حصرياً للسوق الأوربية. الموديل الجديد أثار إعجاب الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكسفاغن "مارتين وينتركورن" الذي كان يتجوّل بين أروقة معرض فرانكفورت للوقوف على جديد صناعة السيارات، الأمر الذي دفعه إلى فحص والتقاط الصور مع الموديل الجديد لهيونداي i30! ولم يُبد "وينتركورن" إعجابه فحسب بجودة الوافد الجديد i30 بأحد مقاطع الفيديو التي انتشرت في الآونة الأخيرة على صفحات الإنترنت، وإنما أبدى حسرته كذلك من عدم توافر تلك "الجودة الكورية" بعروض مجموعته الحالية من السيارات التي تضمّ ماركات بحجم بينتلي وبوغاتي وآودي ولامبورغيني وسيات وسكودا وصانع السيارات التجارية الثقيلة سكانيا، وأيضاً بورشه وسوزوكي! عفواً، ولكن هذا هو زمن هيونداي، وليس مستبعداً على الإطلاق التربّع على عَرش أكبر صانعي العالم في غضون السنوات القليلة المقبلة، مثلما جرأت تويوتا على تحدي العملاق الأمريكي والتغلّب عليه، يبدو أن هيونداي ستعيد السيناريو وستكون المنافسة وقتذاك بين هيونداي وفولكسفاغن، فلمن الغَلبة؟ وحده الزمن كفيل بالإجابة على هذا السؤال.

رابعاً، يجب الأخذ في الاعتبار أنه ليس هناك سيارة في العالم ليس بها عَيب، أو على أقل تقدير، بعض السلبيات البسيطة عندما نتكلّم على أفضل العروض لجهة الجودة والأداء والاعتمادية وغيرها. حتى بوجاتي فايرون لم تَسلم من هذا الأمر، لذا يجب أن ندرك هذا جيداً.

خامساً، قد يظن البعض أنني ضد صني، وإلا لماذا اشتريتها؟ ولكن، لا يجب أن نخلط الأوراق بعضها ببعض، صني هي الأفضل لجهة معادلة السعر-النوعية، وبالطبع السوق المصري يختلف حتماً عن الأسواق الأخرى، لذا يَجب مراعاة ذلك كذلك، لأن السوق المصري ليس سوقاً مفتوحاً شأن الأسواق الخليجية المجاورة، لأن الضرائب والجمارك عليه مرهقة بشدّة وغير ممنطقة من وجهة نظري، لذا فإن كلمة value for money تنطبق على الصني لذا اشتريتها بغض النظر عن أي شيء آخر. كذلك، البعض يحاول أن يوصّل رسالة مفادها أن الصني موديل قديم ولماذا يصر الوكيل على إنتاجها لسنوات طويلة رغم توقّف إنتاجها في البلد الأم على سبيل المثال. للإجابة على هذا السؤال، أحب أن أقول إن هذا ليس عيباً، لأن الوكيل المحلي يرى أن موديل بعينه يحقق نجاحات مبيعية مذهلة، لذا يلتمس لدى الشركة الأم لمواصلة إنتاج هذا الموديل محلياً لسنوات محدودة رغم توقّف إنتاج الموديل كما ذكرت في السوق الياباني، وهذا الأمر لا يقتصر على السوق المصرية فحسب، فهناك أسواق أخرى أسيوية مثل السوق الماليزي والتايلاندي يقومون بفعل الأمر ذاته، وهو غير معيب، طالما أن هناك مبيعات مميّزة، وفور تدهور المبيعات أو تناقصها تقوم الشركة الأم بإمهال الوكيل المحلي فترة وجيزة لوقف الإنتاج، وعلى ما أعتقد هناك أيضاً جدول زمني محدد حتى مع الطفرة المبيعية، بسبب طرح موديلات شبيهة لدى الشركة الأم. وفي الحال الأخير، مثلاً عندنا هيونداي فيرنا وهيونداي أكسنت، الأولى توقّف إنتاجها (قبل إعادته مؤخراً مع موديل جديد) والثانية ما هي إلا اسم آخر للموديل الأول، يُمكن للوكيل عندئذ استخدام الاسمين معاً للموديلين طالما الأول يحرز مبيعات جيدة، علماً بأن اسم الموديل يتم اختياره لكل سوق على حدة في بعض الموديلات من جهة تسويقية بحتة، فصني هي سنترا على سبيل المثال، وهذا لا يعيب أي اسم منهما، فهي مسألة تسويقية بحتة.

سادساً، أعلم جيداً أن المواصفات المعتمدة لكل سيارة تختلف من سوق لآخر، لاسيما مع السوق المصري الذي يفرض ضرائب وجمارك باهظة، لذا يضطر الوكلاء إلى استيراد سيارات ليس بها مواصفات أمان عديدة مقارنة بطرحها أوربياً على سبيل المثال، وهذا الكلام ليس بجديد، وقمت مراراً وتكراراً بمناقشته مع الوكلاء في حوارات معهم قبل أعوام قليلة ماضية، ولكنهم نسبياً معذورين لأن هناك جمارك حتى على حزام الأمان على حد قولهم، لكن هذا ليس مبرراً لأن يتم طرح سيارة في مصر حتى الان دون abs ووسادتين هوائيتين على أقل تقدير، وهذا شيء لا أحبه مع وكيل هيونداي في مصر، فهو كان في عام 2009 او 2010 تقريباً قام باستيراد سوناتا (الجيل الماضي) وفئتها الأولى دون abs حتى يظل سعرها عند 152.000 جنيه تقريباً، وهذا شي انتقده بشدّة، ونتمنى أن يكون هناك مواصفات مصرية للأمان مثل تلك الأوربية تمنع استيراد سيارات ليس بها الحد الأدنى من وسائل الأمان.

وآسف بشّدة على الإطالة

كلام حضرتك جميل ومنظم ومفيد .. ياريت حضرتك ماتبخلش علينا بمشاركاتك المرات القادمة .. عشان احنا محتاجين كل ماعنده علم بالشيء بالسبل والبراهين