وصف عقاريون توقيع عقود إنشاء أعلى برج في العالم الذي ينتظر تشييده في مدينة جدة، بالمشروع الاستراتيجي للسعودية وعقار جدة تحديداً، مؤكدين أن البدء فعلياً بخطوات التنفيذ تعكس الثقة والاستقرار الذي يعيشه الاقتصاد السعودي. وكانت شركة المملكة القابضة قد أعلنت في 2 آب (أغسطس) الحالي توقيع شركة جدة الاقتصادية عقد تنفيذ أعلى برج في العالم “مشروع برج المملكة” بجدة مع مجموعة بن لادن بمبلغ 4.6 مليار ريال سعودي، بما يعادل 1.2 مليار دولار. ورأى العقاريون أن مشروع برج الوليد سيمثل الباب الواسع الذي سيدلف من خلال المستثمرون، سواء سعوديين وخليجيين وعرب وغربيين، إلى المملكة، وجذب المزيد من استثمارات العقار النوعية، لا سيما عقار شمال مدينة جدة .


كما استبعد المختصون في حديثهم لـ “الاقتصادية” أن تتأثر أسعار العقارات المجاورة بدرجة كبيرة، مبينين أن اسعار العقار في تلك المنطقة وصلت إلى مراحل تضخمية عالية في الأصل لا تحتمل المزيد من الارتفاع في العقار، مجددين التأكيد على أن الاقتصاد السعودي حر وتنافسي ويحكمه العرض والطلب في المقام الأول. وأوضح عوض الدوسي نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة جدة أن منطقة شمال جدة تعيش طفرة عمرانية كبيرة، مشيراً إلى أن تأثير البدء بتنفيذ مشروع الوليد سيكون بشكل أكبر في غرب أبحر، وأضاف “المشروع استراتيجي لمدينة جدة وتحديدا الشمال، وهو انعكاس لما نتمتع به من أمن اقتصادي واستقرار سياسي يساعد على جذب الاستثمارات بشكل كبير، ونتوقع أن نشهد خلال الفترة القادمة عودة رؤوس أموال مهاجرة للمنطقة”. واستبعد الدوسي أن تتأثر أسعار المناطق المجاورة للمشروع بشكل كبير، معللاً ذلك بقوله “برأيي أن الأسعار تشبعت وتضخمت ووصلت حالياً إلى 2000 ريال للمتر وهو رقم مبالغ فيه، ومعلوم أن المنطقة مستهدفة من قبل ذوي الدخل المتوسط والمحدود، ولذلك أصبحت المنطقة لا تحتمل ارتفاعات أخرى”. وأشار نائب رئيس اللجنة العقارية إلى أن عدة مشاريع مماثلة نفذت في شمال جدة ولم تؤثر كثيرا في الأسعار، مضيفاً “مشروع البحيرات الضخم – رغم أنه متوقف – لم يؤثر بمحيطه، كذلك مشروع درة العروس الذي ضخت فيه مليارات الريالات لكنه لم يخدم كثيرا المنطقة حوله”. وبيّن عوض الدوسي أن كل من يملك أراضي حول مشروع الوليد بن طلال في الوقت الراهن هم ملاك نهائيون راغبون في السكن فعلاً وليس بينهم مضاربون إلا بنسبة تراوح بين 15 و20 في المائة فقط، لافتاً إلى أن منطقة خليج سلمان هي الأكثر مضاربة في الوقت الراهن. من جانبه، يقول المهندس عبد المنعم مراد نيازي الرئيس التنفيذي لشركة إيواء الديرة للتطوير العقاري وعضو اللجنة العقارية في غرفة جدة، “أخبار مشروع الوليد تتداول منذ أربع سنوات، وهو بلا شك مؤثر في أسعار المواقع المجاورة له. باعتقادي أن اعتماد جسر أبحر سيكمل منظومة المنطقة لأنه مهم في الوصول إليها بشكل أسرع”. ويشير نيازي إلى أن موقع مشروع برج الوليد يعد من أفضل المواقع في مدينة جدة، وأثره المستقبلي واضح للجميع على حد قوله، ويضيف “المشروع يمثل أعلى برج في العالم، وشركة المملكة القابضة منتجاتها عالية الجودة وكذلك شركة بن لادن، وهنالك معادلة في التطوير العقاري تفيد بأن المنتج الأول والمخطط العام هما مصدر الثقة بالإضافة إلى الالتزام من قبل المطور”. ولفت المهندس عبد المنعم إلى أن انتعاش المنطقة وجذب المستثمرين سيعتمد على الجهد الذي ستبذله المملكة القابضة في وضع الأفكار التطويرية والجدوى الاقتصادية وتسويقها، متابعاً “نتوقع قدوم المزيد من الشركات السعودية والخليجية والأوروبية للمنطقة خلال الفترة المقبلة”. يذكر أن شركة المملكة القابضة أوضحت أن أعمال بناء البرج الذي يزيد ارتفاعه على 1000 متر ويحتوي على فندق وشقق فندقية وشقق سكنية ومكاتب بمساحة 500 ألف متر مربع سيكون ضمن المرحلة الأولى لمشروع مدينة المملكة بجدة والتي تقع شمال مدينة جدة وتحتل مساحة 5,3 مليون متر مربع وتطل على البحر الأحمر وخليج أبحر. وذكر بيان الشركة أنه تم التوقيع على اتفاقية شراكة بدخول مجموعة بن لادن السعودية كشريك في شركة جدة الاقتصادية بحصة 16.63 في المائة. وبدخول مجموعة بن لادن تغيرت حصص الشركاء في شركة جدة الاقتصادية لتمتلك المملكة القابضة 33.35 في المائة وشركة أبرار العالمية القابضة 33.35 في المائة وعبد الرحمن شربتلي 16.67 في المائة. وتمتلك الشركة المملوكة بنسبة 95% للأمير الوليد حصص أقلية في بعض الشركات العالمية الكبرى وأبرزها “سيتي جروب
عقار المملكة”.