لست أنا هذا المحصور ، ولكنه السوق .. فالمتابع لسوق السيارات ير أن المنافسة تحتدم بين كل من منصور وغبور على كل المستويات ..
فبعيداً عن سيارات الركوب .. يحتل منصور المرتبة الأولى لسيارات النقل الصغيرة والمتوسطة .
بينما على صعيد الأوتوبيسات فإن غبور يحتلها ببراعة .
والفئات السعرية والمواصفات العامة المنتشرة بين عموم الشعب المصري يتصارع عليها كل من منصور وغبور ، وفي فئة ما تجد شخصاً ما أو توكيل آخر يطل برأسه في مدى سعري قريب ثم يختفي بسرعة رهيبة ..
لقد صار الوكلاء يسارعون ويبذلون قصارى جهدهم للوصول بتسعير سياراتهم لمنطقة لا تتضمن منافسة شرسة من منصور أو غبور .. أحياناً ينجحون وغالباً يفشلون ..
لكن العكس غير صحيح دائماً فمنصور وغبور يطاردون التوكيلات الأخرى ليفسدوا عليهم هذه الخصوصية التي يتمنونها .
لقد كان دائماً سوق الياباني المتمثل في سيدة تويوتا الراقية كورولا التي تتربع على عرش السيارات المتوسطة ، يليها اللانسر ثم الصني .. بعيداً عن المنافسة مع بقية السيارات لا سيما الكورية منها التي تمثل أمام الشعب المصري سيارات أقل جودة ومتانة ، كما أن السيارات اليابانية الأصيلة سعت للابتعاد عن التنافس مع السيارات الأوربية الأغلى ثمناً وتكلفة .
ولكن الأمر لم يعد كذلك ..
ففي فئة السيارات الصغيرة نجد ما يلي :
أن المنافسة التي احتدمت طيلة عامين بين الشاريد الجميلية (نسبة إلى عبد اللطيف جميل ) والبيكانتو النصيرية . لم ترق للرجلين فقرر منصور دخول المنافسة الشرسة بالسبارك ، ولم يلبث غبور أن سعى لنزول سيارته الآي تن ..
وكانت النتيجة هي انسحاب الدايهاتسو من المنافسة على هذا السوق بسيارتها الشاريد أو الأكيورا الجديدة والتركيز على السيريون كبديل ياباني محترم بعيد عن نقاط التماس مع المصالح المنصورية الغبورية .
وفي فئة السيارات المتوسطة نجد أن غبور سعى لاستقطاب الفئة السعرية 60-70 ألف جنيه ليحتكرها وحيداً في ظل منافسة غير سوية مع لانوس أبو الفتوح القديمة ، واسبيرانزا أبو الفتوح الجديدة .
ورغم أن الأفيو لم تلق قبولاً جماهيرياً إلا أن منصور استطاع أن يجد لها مكاناً على الخريطة ليضرب به سيارة غبور الأعلى منها وهي النيو أكسنت التي تتسم بتفوقها الكبير تقنية وأداء على الأفيو .
هذه المنافسة الشرسة هي ما دعت نصير إلى التخلي عن تسويق الريو 1400 لصالح ريو 1600 ليبتعد بها عن فئة منتصف السبعينيات ، وينزل بسيارة وسط هي اللوجان بين الفيرنا والأفيو .
وعلى مستوى السيارات الأكبر ينزل منصور بسيارته المتميزة الأوبترا ليهز وضع غبور في سيارته التي نزل بها أصلاً لمنافسة الياباني بأنواعه وهي الإلنترا ، ليجد المستخدم نفسه بين خيارين هو زيادة المبلغ لاقتناء الياباني أو تقليصه واختيار الكوري .. ورغم أن المنافسة ذهبت بشكل جزئي لصالح غبور في البداية إلا أن الواقع يشير إلى أن الأوبترا والصني (مصرية التجميع ) صارتا هما منافستي الإلنترا بعد صعود أسعار الياباني لمستويات الأوربي .
ويستعد منصور لمجابهة سيارات غبور الجديدة السوناتا والإلنترا والآي 30 بنزول موديلات الإيبكيا واللينيا إلى السوق المصرية ليستعر الوطيس في الحرب بين الرجلين على السيطرة على السوق المصري .
في الوقت الذي يبدو فيه منصور متفرداً بتوكيل أوبل الذي يستغله لتحقيق ميزة تنافسية والتأثير على أسعار السوق في أوقات معينة تتحدد بعناية .
فالأسترا لم تنجح في مواجهة الأوكتافيا A4 ولا السيفيك .. لكنها حددت لهما السعر المناسب .
كذلك الفيكترا رغم تشابهها الجلي مع الميجان إلا أنه استطاع تأكيد مقولة مفادها أن الفيكترا تتفوق بمراحل عن الميجان رغم عدم وجود هذا الفارق الكبير بينهما عالمياً .
والملاحظ أن أعتى المنافسين للرجلين وأكثر المتضررين في الوقت ذاته هما :
محمد نصير الذي يضع سياساته السعرية على أساس التكامل بين الرينو والكيا حتى لا تتضارب مصالحه
فنجد البيكانتو ، ثم اللوجان ، ثم السيراتو ، ثم الميجان وكلها تبتعد عن نقاط التماس المباشرة مع أسعار منصور وغبور .
وعبد اللطيف جميل بسياراتيه السيريون والتيريوس اللتان تبتعدان عن النقاط السعرية الحادة لمنصور وغبور .
وفي نهاية اللوحة نجد توكيلات :
مجموعة سعودي : والذي يركز على الماروتي كأصغر وأرخص سيارة ، ويسعى لأن تحقق الألتو مكانة متميزة تتفوق بمواصفاتها وسعرها عن الأتوس والسبارك
والصني الجواد الرابح على مستوى السعر مع مواصفات معروفة في السوق المصري .
وأبو الفتوح الذي رمى كل أوراقه في أيدي الصينيين ، والتي لم يثق المصريون بعد في كفائتها من حيث الاعتمادية والأمان .
وتويوتا : التي صارت في موقف صعب حيث الكورولا مبالغ في سعرها فسعت لترويج الياريس بقوة أكبر من ذي قبل للوصول إلى فئة التنافس السعري المتميز وإلا كان خروج شرائحها السعرية من شريحة زبائنها أمراً محتماً .. رغم سيطرتها على سوق الميكروباص .
وميتسوبيشي : التي فشلت كل محاولاتها لإدخال أي موديل جديد إلى جوار اللانسر المكتسحة والتي لا زالت تمثل خياراً مهماً لراغبي الصناع اليابانية المتمكنة في السوق المصري ففشلت في تسويق الكولت رغم تميزها .. ولم يكن أمامها وللمرة الأولى في التاريخ أن تصدر موديلين تحت اسم واحد بأشكال وإمكانيات مختلفة ويحملان نفس سنة الصنع .
وفي النهاية تقبلوا خالص مودتي