هدوء ... شوية هدوء يا ناس .... فى ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن نريد بعض الهدوء .... شوية ... فترة هدنه و راحه للودااااااااااااااااااااا ااااااان ...
تبدا الودان فى عملها منذ ان يولد الانسان .... فهو يتعرف على ابيه من صوته لما يخش البيت ... ويفضل يجعر و يقول فين الاكل ...... او لما يستجوب المدام و يقولها .... انتى خرجتى رحتى فين يا هاااااااااااااااااانم انهارده ؟؟؟
ثم يبدا فى التعرف على زمارة بتاع غزل البنات .... و شخلله صاجات بتاع العرقسوس .... و هوهوة الكلاب ...... و سيرينه عربية الاسعاف ...
ورزع بتاع الانابيب .... و بتاع الروبابيكيا ... و صوته المميز الرخيم ...لما يقول .... بيكيييييييييييييييييييييي يييا
يكبر شوية ........ و يدخل المدرسة و يبدأ فى التعرف على اصوات جديدة .... جرس المدرسة ..... و شخيط المدرس و المدرسة ... و قد يصل الامر الى ان تستخدم كوسيله للعقاب ... قرصه ودن ....
فالودااااااااان يا سادة مثلها مثل سله المهملات ... و لكنها تختلف فى انها تسقبل مرغما عن انفها كل النفايات الصوتية البشرية و غير البشرية ....
اصوات ادمية قد تكون رومانسية و حالمه ...تبدا بأغنية "هو..هو نامى يا ننه" ثم عبد الحليم و نجاة . و واخرى قد تكون مزعجه مثل شخير الاب ...
اوعبارة ابيحه طلعه من معتادى الاجرام و البلطجية ....... تخترف سمعك بدون استئذان .... او دى جى حنه بنت اخت الست " كزرونه "
و على مر العصور و التاريخ .... وعى الانسان اهميه "الودااااااااااان" فى حياته فدخلت فى الامثله الشعبية " الزن على الودان امر من السحر "
و لم يقتصر فقط على الوظيفه الفسيولوجية لها و انما ايضا تطرقت الى الدلاله على المكان و المنطق مثلا " ودنك منين يا جحا "
و احتلت " الوداااان" مكانه عالية عند المرأة ... فهى تزينها باثمن الحلى و لا تتوانى فى خرمها لكى تعلق بها قرطها الذهبى ......
و لم تنساها ايضا السينما المصرية و المشهد الشهير لعبد المنعم ابراهيم و زينات صدقى لما قالها " ودااااااااااااااانك ده ... اللى عاوزة تتاكل " و رغم عدم منطقية الكلام.. ردت قائله " ياختى " ....... فلم تسلم الوداااااااااااااان من غير العاقل و العاقل .......
كما انها حماله اسية و تقوم بدور حيوى و مساعد للعين ايضا فتحمل دراعين النضارة ... و تستعمل ايضا كجيب علوى للاقلام و السجاير الفرط ....
و بالرغم من كل هذة المعاناة ... الا ان الوضع بالنسبة لى مختلف شويه ..... انا عندى عقده من الصوت العالى .... حاولت جاهدا انى اتعايش مع هذة العقدة فلم استطع ..... اقوووم مفزوعا و لو حتى فى عز الليل ... على صوت سقوط غطاء حله على ارضيه المطبخ .... لا استطيع دخول محلات الكشرى بسبب قرع الاطباق و الملاعق و الشوك .... حتى زنه الدبانه معدتش طايق اسمعها ......
بحثت كثيرا لكى اتعرف على سبب تلك العقده ..... و للاسف وجدت السبب ... علمت اننى عندما كنت طفل رضيع عمرى بالشهور ... كانت والدتى كانت والدتى تتركنى مع اختى الكبيرة – تكبرنى بحوالى 12 سنه – لكى تقوم هى بتنظيف و ترتيب المنزل .... و طبعا ككل الاطفال احتاج انا الى من يهزنى و يلاعبنى كى اتوقف عن الزن ... و بما انى كنت طفل غتيت و مبسكتش و عاوز كل شوية حد يشلنى ... لجأت اختى الى حيله جهنميه كى اتوقف عن البكاء ..... نظرت تحت السرير فوجدت " طشت " نحاسى كبير .... و بجانبة " مغرفة " نحاسية ايضا كبيرة ... ثم ابتسمت ابتسامه ماكرة....
و انا زى المغفل .........و نظرت الى ... فكلما أشعر بالملل و ابدأ بالبكاء .... فتقوم هى بضرب طرف الطشت بالمغرفه النحاسية ليصدر صوتا رنانا ..
فانتبه انا و تتجمد ملامحى و تبرز عيناى الى الامام ..... الى ان ينتهى اثر الصوت ... ثم اعيد الكرة و ابدأ فى البكاء ... فتقرع هى "الطشت " مرة اخرى
فيصيبى شعورا بالذهول ... و هلم جرا .......
فنصيحه الى كل ام و اب ...... تخلصوا من كل محدثات الصوت فى منزلكم رحمه بأـبنائكم ابتدأ من ال"طشت " الى " الشخشيخه "
المفضلات