هل صادف احدكم مشكلة مثل هذه....
و الله هذه المشكلة منعتني من النوم ليلتين كاملتين لانني اعايشها مع صاحبها و للاسف اول مشكلة تعرض علي من صديق و لم اتكمن من ايجاد اي حل واقعي و لا يتعارض مع تعاليم الدين ففكرت في اخواني في نايل موتورز و فيهم الحكيم و الخبير و العالم بأمور الدين اكثر مني
لي صديق اعرفه منذ ايام الدراسة و هو انسان خلوق جدا جدا و خدوم لاقصي درجة و بدون اي مقابل و يتفاني في عمل الخير لاي انسان و هو متزوج من انسانة فاضلة و له عروستين في منتهي الجمال و الروعة في الكي جي و الابتدائي و يعول والدته بمعني الكلمة فهو له ثلاثة اخوة غيره و لكنه العائل الحقيقي لوالدته بالرغم من ان اشقائه حالهم ميسور جدا و لكنه احنهم علي والدته فهو كثير التقبيل ليديها و اذا مرضت فينقل اقامته و اولاده اليها و يعرضها علي اكبر الاطباء بالرغم من انه مجرد دور انفلونزا فهو يفعل اشياء كنت آراها مبالغ فيها و لكنني اقتنعت تماما بما يفعله لدرجة انني اصبحت اقلده في علاقته بوالدته
مشكلته الحنان فهو حنون جدا لدرجة تجعل والدته لا تعيره اي اهتمام فهو في كل الاحوال يرضيها حتي لو سبته بخلاف اخوته القساه تجد امه تعاملهم معاملة مثالية لدرجة انني كنت انصحه احيانا ان حنانه الزائد هذا غير صحي في هذا الجو فهو المدير في عمله و لديه من الموظفين و العمال ما يقرب من 50 موظف و عامل الا انه امام والدته لا يقوي علي رفع عينيه ..فهو بالفعل نموذج يحتذي به في رضاء الوالدين لدرجة حرمان نفسه من بعض المزايا مقابل طلب من والدته سيرهقه ماديا كمثلا تغيير اثاث شقتها و دهانها من جديد و يحرم اولاده من الرحلات المحببة اليهم بسبب طلبات والدته التي لا تطلبها الا منه
لدرجة انني نصحته ذات يوم ان بيتك و اولادك لهم عليك حقوقا لابد ان تضعها ايضا في اولوياتك بعد شكاوي بنتيه من عدم تفرغ ابيهم لهم مقابل خدمة امه في اشياء غير ضرورية و يوجد اخوة له لا يقومون بأي دور
حتي اتي الي صديقي هذا منذ يومين و الحزن ظاهر عليه حتي مجرد ان سألته ما بك انفجر في بكاء غزير احزنني كثيرا و حكي لي ان امه لا تقدره كما ينبغي بل انها لا تحبه ابدا فبالرغم من حبه الشديد لها ارضاء لله عز وجل الا انها تعامله بقسوة شديدة الي ان حدث موقف ابكاني معه و هو ان اخيه الصغير تطاول عليه بكلمات جارحة و اتهمه اتهامات شديدة و امه عندما علمت اجبرته علي ارضاء اخيه الصغير بالرغم من قلة ادبه و تجاوزه علي شقيقه الاكبر بدون اي داعي و عندما سرد لها قصة تطاوله و هي تعلم ان صديقي هذا لا يكذب ابدا كذبته امام شقيقه الصغير و زوجته و بناته عندما اخبرها و لاول مرة بحياته ان تكون محايدة صفعته علي وجهه امام الجميع فما كان عليه الا ان احتسب هذا كله عند الله و كتم في نفسه فزاد ضغطه زيادة رهيبة اضطر ان يحتجز بالمستشفي يوم بليلة و لا كلفت الام نفسها بأن تنهي الازمة و تدين تصرف الشقيق الاصغر حتي بعد رؤيتها لابنها في المستشفي التي دخلها لاول مرة بحياته
فهو يتسأل لماذا تفعل امه معه كل ذلك بالرغم من عطفه عليها.. و للاسف حالة الحنان الزائدة التي كان يتميز بها تحولت الي تمرد و لا يردد سوي كلمة واحدة الا كرامتي و كبرايائي امام بنتي و زوجتي خاصة و ان والدته تعامل اسرته ايضا بنفس القسوة بالرغم من حنانها علي اولاد اشقائه مما زرع في نفوس ابنتيه و هما طفلتين شعورا بالكراهية و الاضهاد من جدتهم
فالحقيقة انا عاجز حتي الان بماذا انصحه و هو الذي كان القدوة لنا في البر بالوالدين و هو حالته النفسية سيئة جدا و هو قريب جدا من الله عز وجل و لكن نفسه لا تقبل ان يعود لسابق عهده بأمه و في نفس الوقت اتمني ان اجد نصيحة اقدمها له غير كلمة الصبر التي ارددها دائما عليه لدرجة انه ملها
اسف للاطالة و لكن هذه المشكلة تؤرقني كثيرا
محمد فهمي