مبدئيا الحكاية دي حصلت لي أنا شخصيا و مستعد لتقديم المستندات اللازمة لاثباتها لأي مسؤول بالشركة الوطنية ....


أنا مواطن مصري أعمل و أقيم بالخرطوم منذ فترة قصيرة..... اخترت الحجز و السفر على مصر للطيران رغم أنها أغلى (و عقد عملي يقضي بتحملي لكلفة تذاكر الطيران) و رغم تواجد عدد لا بأس به من خطوط الطيران العاملة على خط القاهرة-الخرطوم و العكس مباشرة بلا توقف (الكينية و الأثيوبية و مارس لاند و الخطوط السودانية) بأسعار تصل أحيانا للنصف ..... و جدير بالذكر أن الخطوط الكينية أفضل بكثير من حيث مستوى الطائرات و الخدمة و الضيافة.


اضطرتني الظروف للسفر مرتين في نفس الأسبوع .... سافرت من الخرطوم للقاهرة مساء الثلاثاء التاسع و العشرين من مايو عام 2012 على متن الرحلة رقم 856 ... و كان التكييف يعمل تقريبا ب 10% من طاقته ...... مما تسبب في انزعاج شديد للركاب جميعهم من مصريين و أشقاء سودانيين و اضطر البعض (و منهم أشقاء سودانيين رغم تعودهم على الطقس الحار ) للتهوية بمجلة او جريدة !!!

تكررت نفس الظروف على متن نفس الرحلة المذكورة (856) يوم الخميس الواحد و الثلاثين من مايو عام 2012 لدرجة وصولي و التي شيرت و البنطلون الجينز مبتلان من كثرة العرق بسبب حرارة الجو داخل الطائرة..... و اضطررت للتوجه لمدير المحطة بمبنى الركاب 3 بمطار القاهرة لتسجيل شكوى مصحوبة برقم التذكرة و الرحلة ..... و تركت ارقام هواتفي بكل من مصر و السودان مع وعد بالاتصال بي ...... و حتى الآن لا حياة لمن تنادي (و لدي نسخة من الشكوى لمن يرغب) ....


القشة التي قصمت ظهر البعير كانت في رحلة العودة من القاهرة للخرطوم رقم 853 و المقرر لها الاقلاع الساعة 11:45 مساء يوم السبت 2 يونيو .... راجعت الرحلة قبل مغادرة المنزل و وجدتها تأجلت ربع ساعة لتقلع الساعة الثانية عشر منتصف الليل (تأخير لا بأس به - ربع ساعة فقط) .....

توجهت لبوابة الأمن بحقائبي (و كانت كثيرة و ثقيلة) ... بعد مرور الحقائب من جهاز الفحص قال لي أمين الشرطة أن رحلة الخرطوم تم الغاؤها و علي الرجوع لمكتب خدمة العملاء .... حملت حقائبي مرة أخرى و قمت بتحميلها على عربة للحقائب و عدت لمكتب خدمة العملاء ....... حيث نفى أن تكون الرحلة ألغيت و طلب مني العودة مرة أخرى للداخل لانهاء اجراءات سفري ...

عدت للداخل و مررت مرة أخرى من الأمن ...... و توجهت للكاونتر و تفاجأت بأن الرحلة في حال غير معلوم و قد تلغى لسوء الأحوال الجوية بمطار الخرطوم و على التوجه لمكتب خدمة العملاء (مرة أخرى !!) لمعرفة التصرف في تلك الحال .....

توجهت للامن ..... و قال لي ان علي اخذ المصعد للنزول لصالة النزول و الخروج ثم الصعود مرة أخرى ...... و كان أمامي ضابطي شرطة يحملان جوازات سفر رسمية (جواز لمهمة) عائدين لنفس السبب ..... و تركهم الضابط يمران بالعكس في البوابة (و سمح لي بالمرور مثلهما لحرجه مني) .....

عودة مرة أخرى لمكتب "خدعة" العملاء ...... أنقل لكم ما قاله الموظف لي و لكافة المسافرين (و بعضهم قادم من اماكن بعيدة مثل نيويورك للخرطوم عبر القاهرة ) : الأحوال الجوية سيئة بمطار الخرطوم..... و سوء الأحوال الجوية بقوانين الطيران يعتبر قوة قهرية Force Majeure و لا يعوض الراكب بأي شئ مهما طال التأخير ...... و حتى لو طلب الراكب تغيير موعد الرحلة يقوم بدفع الغرامة !!

سالت عن رحلة ال 7:45 صباحا و وجدت اماكن عليها و طلبوا مني 455 جنيه مصري أو 75 دولار ! ... قمت بالاتصال بشركة سياحة للاستفسار عن رحلة الخطوط الكينية و عرفت ان هناك رحلة في الحادية عشر و النصف (تذكروا هذا الوقت جيدا من فضلكم) و لكن التذاكر عليها غالية جدا لانه last minute rate .... صرفت نظر عن الفكرة و قررت الانتظار .....


قمت بالاتصال بزوجتي بالخرطوم لأسألها (نسكن بالخرطوم بالقرب من المطار و نشاهد و نسمع الطائرات عابرة من فوق البيت) ..... الطائرات تقلع و تهبط بشكل طبيعي ..... اتصل بعض الركاب السودانيين بأقاربهم بالخرطوم و تأكدوا من عدم سوء الأحوال الجوية ...... و لا يزال موقف مصر للطيران كما هو ..... التحديث التالي للاخبار في الحادية عشر .... ثم الثانية عشر .... ثم الثانية عشر و النصف (على سماعات الاذاعة الداخلية لصالة الركاب) .....

قمت بالذهاب بصحبة العديد من الركاب لمكتب مصر للطيران و طلبنا حضور مدير المحطة المناوب...... و من الواضح انه لم يكن على قدر كاف من التدريب على كيفية خدمة العملاء و امتصاص غضبهم ...... كان عدوانيا و غير متقبل للنقد من الركاب ......

في نفس الوقت راودتني فكرة .... اتصلت ب 140 .... طلبت رقم مبنى الركاب 1 بمطار القاهرة ..... اتصلت ..... و علمت أن رحلة الطائرة الكينية على الممر و جاهزة للاقلاع !!!

و لا يزال مدير المحطة على عناده بأن البرقية من سلطات الطيران المدني السوداني للسلطات المصرية لا تسمح بهبوط أي طائرات بالخرطوم لسوء الأحوال الجوية ........ حاولنا ابلاغه - بكل ذوق و تحضر - بأن الرحلة الكينية في طريقها للاقلاع (علمنا فيما بعد انها تاخرت للاقلاع لظروف مرضية لاحد الركاب و لكنها كانت جاهزة و مستعدة للاقلاع فورا في موعدها !!) .... و أنه من المؤكد وجود سبب اخر لتاخير الرحلة ......... رفض تصديقنا او الاستماع لنا ...... قلت له سنحرر محضراً بشرطة السياحة .... فكان رده "اعملوا اللي انتوا عايزينه !!!" ......

معلومة جانبية بدون خروج عن النص ...... سعر التذكرة 2012 جنيه سوداني (الخرطوم-القاهرة-الخرطوم) ...... سعر التذكرة على الخطوط الكينية في حدود 1100 جنيه سوداني ...... الرحلة مدتها ساعتين و نصف ....... و في اغلب الاحوال ترسل مصر للطيران أسوأ طائراتها على ذلك الخط رغم ارتفاع سعر التذاكر بالمقارنة بالمسافة و بالخطوط الأخرى ......


توجهنا لشرطة السياحة ..... و لا داعي لذكر ما كان يحدث من كسل و عدم رغبة في العمل من الشرطة ..... سالت الركاب عمن يرغب في تحرير المحضر و توجه الكثير معي .....


فاصل كوميدي : حاول موظفي مصر للطيران "إقناع" أمين الشرطة بأن البرقية موجودة لديهم بسوء الاحوال و انهم سيستخدمونها في الرد على المحضر ..... و لكن صممنا على عمل المحضر ...... رفض تحرير المحضر لأكثر من أربع متضررين !!!!!

صممنا على الاستمرار في تحرير المحضر و كان ذلك في الساعة الثانية عشر و نصف بعد منتصف الليل...... قمة الكوميديا : أثناء تحرير المحضر قامت الاذاعة الداخلية باذاعة ان الرحلة 853 المتجهه للخرطوم ستقلع في "حوالي" الساعة الثانية صباحا "تقريبا" !!!


حوالي؟ تقريبا؟ ما علينا

استمررنا في تحرير المحضر و بعد خمس دقائق نفاجأ باذاعة اخرى بأن الاقلاع في الواحدة و النصف صباحا (يعني سيبوا المحضر يا حلوين و اجروا لاحسن ما تلحقوش الطيارة لان فاضل 55 دقيقة بس !!!)

و تركنا المحضر و جرينا لنلحق بالطائرة ....... التي اقلعت في الثانية و ليس الواحدة و النصف ......

و اثناء تواجدنا في البوابة ..... اشتكى راكب سوداني غاضب قادم من أثينا عبر القاهرة للخرطوم من انتظار طويل بدون فندق ..... و عند تحدثي مع الموظف رد بمنتهى العنجهية ان البرقية لم تسمح بالاقلاع ..... حاولت اقناعه بموضوع الرحلة الكينية بلا جدوى ......... نفس أسلوب إعلام حكومة المخلوع !!!



الخلاصة : خدمة زفت .... سعر غالي ..... كذب على الركاب .........


النتيجة : سأحجز تذاكر أجازة العيد على الخطوط الكينية لي و لزوجتي رغم أني اشتريت التذاكر على متن مصر للطيران بالفعل ..... و سأقوم بالغاء تذاكر مصر للطيران و تحمل الغرامة فور تأكيد حجز الكينية لأني لا يشرفني الطيران مرة أخرى على مثل هذه الشركة ........ تكييفات معطلة و اسعار غالية و سوء معاملة و كذب !!!


على استعداد للرد بالمستندات الرسمية لمن يرغب

أحمد شادي

راكب على متن الرحلة 853 مساء السبت 2 يونيو (تم تأجيلها للثانية صباح الأحد 3 يونيو)