للأسف الوضع أسوأ مما تتخيل,
البترول فى تقدير الخبراء أمامه 40 سنة, و للعلم فقط هذا تقدير متفائل أكرر متفائل,
فى مصر لن تكون بالمشكلة الكبيرة لأن البترول أصلا طاقة ناضبة فى مصر و مصر لم تكن أبدا من الدول الكبيرة المنتجة للبترول,
و نحن أصبحنا الأن نشترى حصة الشريك الأجنبى لتغطية الاستهلاك, أى اننا من وجهة نظر معينة أصبحنا مستورد للبترول لا مورد!
و التقديرات فى مصر تتراوح ما بين 7-10 سنوات سوف ينضب البترول المصرى بعدها تماما.
طبعا نضوب البترول سوف يكون كارثة على دول الخليج التى أصبحت فى وضع لا يحسد عليه من الأن, و يقال أن هناك مشاكل و تقديرات كاذبة تعطيها دول الخليج حول مخزونها الحقيقى, و أن المتبقى فعلا أقل من المعلن, و هذا الرأى يرجحه التخبط الحاصل فى عمليات التنقيب و الحفر فى السعودية و الحلول اليائسة التى أصبحت تستخدم فى الحفر هناك,
و الامارات ليست خارج نطاق الخطر, فهى دولة بترولية اساسا و فى نفس الوقت سياحية مدعمة ببعض الاستثمارات, و لكن هذا كله كان نتيجة لاستثمار البترول فى بناء بنية تحتية قوية تستطيع جذب هذه الاستثمارات, و عند نفاذ البترول, فان الامارات لن تستطيع الحفاظ على بنيتها التحتية و سوف تنهار السياحة و المشروعات الاستثمارية القائمة تباعا.
و حكاية ال100 سنة هذه لم أسمعها الا فى ليبيا, أعتقد أنها اشاعة حكومية هناك لتجنب اثارة البلبلة حيث تعتمد ليبيا أساس على البترول.
أما الطاقة البديلة فأبشرك لا يوجد بديل عملى للبترول, بل لا يوجد بديل من الأساس,
كل المحاولات من طاقة هيدروجينية الى خلايا الوقود الى السيارة الكهربائية كلها حلول غير عملية و لها مشاكلها التى لم يستطع العلماء تجاوزها الى الأن,
السيارة الكهربائية مشكلتها فى وزنها الزائد نتيجة لثقل وزن البطارية و المحرك, و تحتاج الى ساعات للشحن للسير مسافة قصيرة و سرعتها بطيئة لذا فهى غير عملية و البطاريات لها قدرات تخزينية محدودة.
السيارة الهيدروجينية خطيرة جدا و تنفجر مع أقل حادثة,
الطاقة الشمسية غير عملية و لها مشاكلها الفنية و باهظة التكاليف.
الطاقة النووية خطيرة جدا و أى تسريب أو عطل ما قد يتسبب بكارثة,
الحل الوحيد العملى هو الطاقة النباتية (الايثانول و الديزانول), خاصة و انه لا يحتاج الا الى تغيير بسيط فى نظام الحقن فى معظم السيارات, و لكن للأسف فان ما يكفى لخزان سيارة متوسطة يمكنه أن يطعم شخصا بالغا لمدة عام, و تسبب من الأن فى أزمة غذائية فما بالك لو اعتمد كوقود و تم تعميمه, انك تحتاج الى زراعة الأرض كلها ذرة حتى تستطيع أن تكفى احتياجات الولايات المتحدة وحدها!! و ربما لن يكفى.
للأسف فعلا نحن لا نملك البديل, و كل المحاولات ما تزال تفشل, و بعض الخبراء يقولون أنه لا بديل فعلى للبترول و أن معظم الأبحاث قد وصلت الى طريق مسدود, نعم فى بعض الأحيان هناك طرق مسدودة فى العلم!
أعتقد اننا سوف نعود الى ركوب الحصان (سيارة رياضية) و الحمار(سيارة اقتصادية) و البغال(سيارة متوسطة) و العربة التى تجرها الخيول(سيارة فارهة) و الجمال(سيارة دفع رباعى) و الثيران(جرار).