الظواهري والدويقة والمصلحة الدولية

* أحمد ابراهيم
لا شك أن الشريط الأخير للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لهو دليل جديد يضاف للأدلة السابقة على الفشل الذريع الذي مني به التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربهم على ما يسمى "الإرهاب"، ومحاولة لجهات دولية وإقليمية، إحداث تدهور للأمن العام على المستوى الداخلي، لتحقيق مصالح ضيقة.

وقال الظواهري في رسالة بثتها مؤسسة "السحاب" للإنتاج الإعلامي التابعة للقاعدة: إن حادثة الدويقة دليلا على "فساد الحكومات الإسلامية" ووصفها بأنها "عميلة ومدعومة من قوى العدو الصهيوني" على حد وصفه.

فهذا الشريط يؤكد أن الظواهري لا يزال ناشطاً ومنطلقًا ويتابع بدقة مجريات الأحداث على الساحة الدولية ، وأن أسطورة التتبع والتكنولوجيا الرقمية، والأقمار الاصطناعية التي تكشف حتى عن "الملابس الداخلية" لهي أسطورة فارغة ، روجت لها الآلة الإعلامية الغربية، التي لا بد أن يقع على مسئوليتها أي تبعات تترتب على مثل تلك الشرائط .

كما يدل الشريط الأخير على حاجة تنظيم القاعدة الماسة لبناء جسور داخل مصر ، بعد تأكيدات لفشل التنظيم في استقطاب أي أعضاء له في مصر ، وهو ما اعترف به ضمنا القيادي السابق في الجماعة الإسلامية وأمير التنظيم محمد خليل الحكايمة ، في أحد مقالاته .

وكانت وسائل الإعلام الامريكية والإسرائيلية أول من اهتم بالشريط ،الذي يبلغ مدته نحو خمس دقائق، حيث كانت شبكة سي بي إس المقربة من الدوائر الحكمومية الأمريكية أول من كشف عن الشريط.

كما اهتمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بمضمون الشريط وقالت : أرجع الظواهري أسباب وقوع كارثة الدويقة فى مصر إلى فساد حكومتها.

وأوضحت الصحيفة، أن الظواهرى قال "إن فساد الحكومة المصرية هو السبب الرئيسى فى وقوع كارثة الدويقة التى راح ضحيتها ما يقرب من 100 قتيل وجريح جراء الإهمال".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الظواهرى وصف الحادث بأنه أثبت فساد الحكومة المدعومة من الغرب والكيان الصهيونى، مؤكدا أن الحادث المأساوى أدى إلى اندلاع موجة من الانتقادات ضد الحكومة المصرية.

ويبدي المراقبون توجساتهم العميقة من أن استغلال مسألة الخوف من "الإرهاب" في خدمة مصالح ضيقة لأطراف إقليمية ودولية.