زى الأيام دى من عشرة سنوات شاهدت اعلان فى التليفزيون كان فيه راجل كبير سنا مع زوجته يجلسان فى احد المتنزهات، ثم اقبلت عليهم سيارة كان شكلها غريب الى حد ما آنذاك يقودها ابنهما وزوجته الذان تركا السيارة وذهبا للجلوس مع الاباء، شدت السيارة انتباه الاب واستطاع بطريقة ما (أقتباس) مفاتيح سيارة ابنه، ودعا زوجته لنزهة (فى الخباثة) ، نشاهد خلال النزهة ما اراد ان يريه لنا المعلن من اماكنيات السيارة من تسارع ومناورة ...الخ ، واخيرا يعود الأب والأم للابن الذى كان قد اكتشف اختفاء السيارة ليضحك الجميع معا ويقول الأب للأم: العربية دى رجعتنا لأيام شبابنا
وقتها كان الاسم غريبا على مسامعى فلم تكن دايوو معروفة فى مصر سوى ببعض سيارات الريسر والسبيرو والتى تحمل لوحات المنطقة الحرة ببورسعيد ، كما ان اسم لانوس ايضا كان غريبا على الأذن، وقبل ان يعلن سعر السيارة توقع لها الناس رقم فى حدود ال 60 ألف جنيه مثلا مقارنة بسيارات نفس الفئة
ثم فاجئتنا دايو موتورز مصر بسعر اغرب من الخيال انذاك هو 40 ألف جنيه فقط للنسخة النصف كماليات(تكييف وكاسيت وباور ستيرنج) ، (كان سعر الأكسنت وقتها بنفس الكماليات حوالى 50 ألف جنيه ومثلها السويفت والشاهين قبل ان يضطر منتجوا هذة السيارات اللهبوط باسعارها للمنافسة)
وهكذا وفجأة نشأ طابور حجز على السيارة يبدأ عند دايوو موتوز مصر وينتهى عند حدود السودان ، ووصلت مدة حجز السياةر الى سنة تقريبا وبدأت المضاربة عليها وبيع ايصالات الحجز وكل الافلام اللى احنا عارفينها دى
وبعد حوالى سنة تقريبا بدأت السيارة تكون متاحة فى المعارض للتسليم الفورى وبدأت انتشارها الكاسح فى السوق المصرى حتى انها خلال عامين تقريبا باعت 40 ألف سيارة فى سوق صغير الحجم مثل مصر
فى البداية طبعا كانت السيارة تعامل معاملة الأميرات، قطع غيار فى التوكيل فقط ، صيانات مكلفة ،تركبها الفئة فوق المتوسطة، ومع الوقت ازدادت شعبية السيارة ووصلت ليد الطبقة المتوسطة واصبحت قطع غيارها فى كل مكان باسعار زهيدة وتعلم كل الحرفيين التعامل معها واصبحت (ورقة بوسطة)كما يقال على السيارة الناجحة فى سوق السيارات المصرى
وها قد مرت عشرة سنوات من الخدمة على هذة السيارة الناجحة فى مصر ، نتوقف قليلا لكى نقيم السيارة بعد عشرة سنوات من الخدمة لنجد:
1-محركات معمرة قليل منها جدا اللى احتاج للعمرة
2-مشاكل قليلة جدا يتعلق بعضها بالتبريد بدون تأثيرات فادحة على المحرك ويتعلق بعضها باجزاء العفشة وبعضها بأجهزة التكييف
3- العربيات بعد هذة المدة الطويلة من الخدمة شكلها ماسك نفسه ومبانش عليها العمر
4-الحالة العامة لأداء السيارات لم تفقد الكثير من رونق السيارة الجديدة
سيارة استطاعت النجاح فى تحدى الشوارع المصرية ، واستطاعت اكتساب حب واحترام المصريين، ونجحت فى كسر الحاجز بين المواطن المصرى المتوسط وبين مدرسة جنرال موتورز والتى لم يكن يعرفها قبل ذلك سوى سائق النص نقل ومواطنى الطبقة فوق المتوسطة من ركاب الأوبل، ولتمهد الطريق بعد ذلك لنجاح موديلات دايو-ثم جى ام دايو-شيفرولية، مثل النوبيرا والماتيس والأفيو والأوبترا والسبارك
تحية للسيارة اللانوس فى عامها العاشر فى مصر