مع بداية حلول فصل الصيف يكثر السؤال والاهتمام حول نوعية سائل التبريد الذى يجب استخدامه فى السيارة وقد يتساءل البعض عن كيفية اختباره بشكل علمى صحيح وكيف يتم تحديد النوع والمواصفة المناسبة لسيارة بعينها وللإجابة على هذه التساؤلات يجب أولا معرفة ما هى وظيفة سائل التبريد فى الأساس ولماذا لا ينصح باستخدام المياه العادية؟.
يقول المهندس هشام مهنى مدير أحد مراكز التكنولوجيا المتقدمة والبيئة وصيانة السيارات أنه لابد من معرفة أهمية سوائل التبريد بالنسبة للسيارة حيث تعتبر أهم وظيفة لسائل التبريد هى التخلص من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتراق الذى يتم فى غرف إحتراق المحركات والتى تمتد بالطبع إلى أغلب أجزاء المحرك وذلك للحفاظ على المكونات المعدنية الأساسية للمحرك من خلال منظومة تعرف بدورة سائل تبريد المحرك يتحرك فيها السائل بفعل مضخة حاملا الحرارة المرتفعة ليصل بالسائل إلى مبادل حرارى (الرادياتير) وبمساعدة مروحة تبريد يتم التخلص من الجزء الأكبر من تلك الحرارة.
وعلى ذكر كل من:
1) حركة السائل
فأنه يجب أن يمتاز هذا السائل بسلاسة فى الحركة والتدفق فى ثنايا المحرك المختلفة ومواسير التبريد والأهم هو الاحتفاظ به فى الحالة السائلة دائما (ليست الصلبة ـ تجمد، ولا الغازية ـ تبخر).
2) المكونات المعدنية للمحرك
فإنه يجب معرفة أنواع هذه المعادن المختلفة المكونة للمحرك المراد إضافة السائل فى دورة تبريد والتأكد من خلو هذا السائل من مكونات تساعد على الأكسده لتفادى حدوث الصدأ وكذا خلوه من مكونات تؤدى إلى التآكل الكيميائي.
3) التبريد
يجب أن يتميز السائل بقدرته العالية على التخلص من الحرارات المرتفعة عن طريق احتوائه على بعض الإضافات.
ولأجل كل ما ذكر نخلص إلى أن أهم ما يميز سائل التبريد الجيد من خصائص هي:
1) رفع درجة غليان سائل التبريد.
2) منع تجمد سائل التبريد.
3) منع حدوث التآكل الكيميائى فى الأجزاء المعدنية للمحرك ونظام التبريد.
ومن الجدير بالذكر أن المكون الأساسى لسائل التبريد فى السيارات هو مادة الايثيلين جليكول وهى مختلف النسب والتركيزات من سائل لأخر ويعبر عنها بالنسبة المئوية المدونة على العبوة.
وهناك أيضا السيليكات والفوسفات وهى مناسبة جدا لمنع التآكل الكيميائى للحديد والألومنيوم. وكذا أحماض الكربوكسيلات التى تحل محل السيليكات والفوسفات أو يتم الخلط بينهما بنسب معينة.
ولاختبار كثافة وصلاحية سائل التبريد يتم ذلك بواسطة جهاز اختبار يعرف بـ Anti freeze hydrometer.
وهو عبارة عن جهاز صغير يشبه القارورة بداخلها مؤشر متحرك وفقا لكثافة السائل ليشير إلى تدريجين متقابلين على السطح الخارجى للقارورة بعد سحب عينة من السائل لداخل القارورة بواسطة أنبوب صغير وضاغط يدوي.
وتجد على أحد جوانب القارورة تدريجا سالبا وعلى الجانب الآخر تدريجا موجبا يعبر السالب عن درجة تجمد هذا السائل والموجب يعبر عن درجة غليانه وبما أننا نسعى الى تقليل درجة التجمد ورفع درجة غليان السائل فأننا نستطيع التمييز والمقارنة بين أنواع السوائل المختلفة.
ونجد أن أغلب الشركات المصنعة للسيارات تنصح عادة بإستخدام سائل تبريد تكون المادة الفعالة فيه نسبتها أكثر من 50% وأنه يجب التنويه إلى أن تلك النسبة غالبا ما تضع المؤشر فى جهاز الأختبار عند درجة تجمد ـ 37 درجة مئويه والتى تقابلها درجة غليان + 129 درجة مئوية.
ومن هنا يجب أن نؤكد على ضرورة انتقاء نوعيات جيده ومضمونة أو مرشحة من قبل الشركات المنتجة للسيارات وضرورة الإلتزام بالكثافات الموصى بها من قبلها وتوافر الإضافات الخاصة وفقا لنوعيات المعادن المستخدمة فى هذه المحركات وتغييرها فى المواعيد الموصى بها من قبلها وتنظيف دورة سائل التبريد بالطرق المشار إليها من خلال المصنعين.
منقول