السلام عليكم يا شباب



أحب أوضح في البداية إني أحب أهلي ومرتبط بهم جداً، علشان كده محرج منهم وعايز أخليهم يتوقفوا عن هذا التصرف بدون حدوث خلل في علاقتي بهم. سأشرح الموضوع بإسهاب، وعذراً على الإطالة مقدماً..



أنا صعيدي في الأصل أنتمي إلى قرية بعيدة عن القاهرة جنوباً بـ 400 كيلومتر تقريباً، وبما أني درست في القاهرة واشتغلت فيها بعد التخرج كان حلمي يكون لي فيها شقة.. خصوصاً بعد ما تعذبت وأنا حديث التخرج في التنقل بين الشقق والغرف المشتركة مع آخرين، وعدم قدرتي على دفع الإيجار مرات كثيرة، الخ..



جاءتني بالصدفة فرصة للسفر إلى الإمارات وادخرت الحمد لله مبلغ ودفعته مقدم شقة في منطقة واعدة في القاهرة كانت قيد البناء وقتها وكلفتني بالجراج وتحسينات أخرى تقريباً نصف مليون جنيه، خصوصاً أنها كانت بالتقسيط وحملة بأعباء مالية. وضغط على نفسي كثيراً طوال الأربع السنين التالية لشرائها وأنا أسدد في أقساطها، ثم فرشتها فرش حلو وتزوجت فيها..



قضيت فيها أنا وزوجتي 14 يوم من شهر العسل بالتمام والكمال ثم سافرنا لأني كان عندي التزامات شغل. قبل السفر، تركت نسخة من المفتاح مع أخي لأني كنت ناوي أوكل محامي لتسجيل الشقة في الشهر العقاري وتحسباً لأي طارئ، وتركت نسخة مع حماي كنسخة احتياطية لأني كنت ناوي أنزّل زوجتي للولادة في مصر..



لكن للأسف الأمور انحرفت عن قصدي كثيراً، وبدأت بعض التصرفات التي لم تعجبني وسأبيّنها كالآتي:



أولاَ: أصبحت الشقة "فسحة" للأقارب إلى القاهرة، يقصدونها للإقامة وتغيير الجو بدون علمي وبدون إذني. ففي يوم من الأيام مثلاً فوجئت بأخي وزوجته يقيمان في الشقة منذ أسبوعين دون أن يعلمني. بل وقاما بتغيير وضعية الأنتريه والصالون وأشياء أخرى في البيت وفقاً لذوقهما!



ثانياً: أصبحت الشقة "محطة" للانتظار. الطبيعي والمعتاد أن يسافر الأهل من مطار أسيوط الدولي أو سوهاج الدولي أو الأقصر الدولي لأنها قريبة ومباشرة لمدن الخليج. فجأة وبدون مقدمات أصبح مطار القاهرة الدولي هو المقصد الأول!! فلابد من الاستراحة ليومين في شقتي قبل السفر! وحفظ المأكولات في الثلاجة لبعض الوقت حتى لا تفسد!!!



ثالثاً: فوجئت لأكثر من مرة ببعض الأهل الآخرين مثل أختي وزوجها يقيمان في شقتي دون علمي!


رابعاً: أخي قرر فجأة دراسة الماجستير في القاهرة والإقامة في شقتي للمذاكرة والتركيز! فجأة هكذا سقطت من نظره الجامعات في الصعيد! وهو ما فعله بالفعل دون علمي حيث نقل كتبه وملابسه وأقام في الشقة للدراسة لمدة سنة متقطعة. أكمل السنة في الماجستير ثم توقف.. لم أشأ أحرجه لأنه كان بدأ في الدراسة بالفعل وقتها..



خامساً: أخي هذا أيضاً أصبح لديه نغمة نقل مقر عمله إلى القاهرة، لماذا؟ بحجة أن المقر الرئيسي للشركة في القاهرة وسيرتاح فيه. كنت حاسماً معه وقلت له هل بإمكان مرتبك تحمل مصاريف زوجتك وأولادك وإيجار شقة؟ فسكت. بكلامي هذا أوضحت له رفضي القطاع لسكنه وأسرته في شقتي بحجة أني غير موجود، حتى يتوقف عن موضوع نقل مقر العمل..



سادساً: حماي، والد زوجي، له جولات مشابهة يطول الحديث عنها، حتى أنني فكرت في تغيير كالون البيت بسببه..



أكثر شيء ضايقني وجعل صبري ينفد لما نزلت للأجازة وفتحت الشقة وجدتها غير مرتبة وشفاط المطبخ مفتوح والحشرات جاءت من المنور، غير أواني المطبخ مستخدمة وبعضها تُرك على حالته! وعرفت فيما بعد أن أختي وزوجها كانا هناك!



ثم لما دخلت الصالون وجدت كنبة الصالون الرئيسية وكأن شيء ما مكبوب عليها!


أنا عزمت على تغيير المفتاح لكن الحياء منعني. للأسباب التالية:


1- أنا وإخواني وأخواتي طول عمرنا يد واحدة في الرخاء والشدة، حتى أن زوج أختي الكبيرة يتعجب من شدة حبنا لبعضنا البعض. لهذا السبب لا أريد أن أسيء التصرف فأخسر أحب الناس إلى قلبي ومن هم من دمي ولحمي..


2- ليس للعائلة مقر آخر في القاهرة، وبالتالي شقتي أصبحت المقصد الدائم لهم عند سفرهم لأي سبب من الأسباب. أنا لا ألومهم لكنهم بالغوا في الموضوع..


3- حماي وأخو زوجتي تربطني بهم علاقة مودة واحترام ولا أريد خسارتهما بمنعهما من دخول شقتي في غيابي، خصوصاً وأنتم تعرفون أن النسب كاللبن أقل شيء يعكره


ايه رأيكم.. كيف أتصرف بذوق وأدب في هذا الموضوع؟