أخي الكريم،
في البداية أنبه عليك بضرورة أن تعامل أبيك الذي بلغ من العمر 62 عاماً بوصية ربك: "وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما".. مهما صدر منه من قول أو فعل..
أنا قرأت الموضوع ولي الملاحظات التالية:
أولاً: والدك لا يكرهك، لكن أسلوب تربيته لك خطأ. يظن في نفسه أنه بالشدة عليك – وأنت ولده الوحيد - سيصنع منك رجلاً.. هو - وللأسف كثير من آباءنا - يعتقد مخطئاً أنه بلين الجانب من قول أو فعل سينعكس سلباً عليك في قادم الأيام..
ثانياً: أنت تقول أنك "نداً" لأبيك طوال الوقت، وتخالفه في تفكيره.. بدلاً من لومه طوال الوقت هل سألت نفسك أنت عن أسلوبك في الكلام معه أو طريقة عرض رأيك المخالف عليه؟
ثالثاً: أنت الآن كبرت وتخرجت من الجامعة وتوظفت فلماذا تمعن في ترديد مواقف حدثت في الصغر ، خصوصاً أن الطرف الآخر هو أبوك؟. من منا لم يتعرض للضرب من أبيه؟ من منا لم يُحرم من شيء يحبه سواء مأكل أو مشرب أو لعب في يوم من الأيام؟
رابعاً: لماذا لم تفكر في أن تصاحبه؟ هل جربت أن تدخل له من مدخل يحبه؟ لكل إنسان مدخل ومؤكد أنك تعرف ما الذي يميل إليه قلب أبيك..
بدلاً من كراهية أبيك وخصامه، لماذا لا تصادقه وتأخذه كمهمة عمل في حياتك؟ لماذا لا تعد خطة لإصلاح بعد أخطائه (معالجة مشكلة النظافة مثلاً من خلال ترغيبه في الصلاة)..
جرّب واصبر على أبيك وتأكد أن كل لحظة من برك إياه وإحسانك إليه سترد لك في يوم من الأيام..