سيارة جديدة.. مشروع مؤجل!

12 November, 2008
منذ فترة و أنا أفكر في شراء سيارة جديدة، مع أن سيارتي الحالية و لله الحمد (زي الحصان) ولكنني شخص أمل بسرعة و أحب التغيير، و أعتقد ثلاث سنوات مع نفس المركوب فترة كافية خصوصا و أنني اشتريتها مستعملة، إلا أنني دائما ما أسوف الموضوع إلى ان أنتقل إلى المنزل الجديد، ففي نظري مجنون من يسكن في بناية ويشتري سيارة جديدة، لأنه يتوجب عليه يوميا أن يحسب عدد الضربات و(الشحفات) التي في سيارته بسبب ضيق المواقف وعدم تورع كثير من السواقين عن خدش سيارتك بدم بارد!



المهم بعد انتهاء عملية الانتقال (قويت قلبي) واستغليت فسحة من الوقت ضمن جدولي المزدحم وقمت بزيارة خاطفة إلى صالة عرض الفطيم وهو الوكيل الحصري لسيارات التويوتا و اللكزس في الدولة، و أنا أمني النفس بشراء سيارة جديدة.
ومع وصولي للمكان ظنت لوهلة من شدة الازدحام الحاصل أن الوكالة تقوم بتوزيع سيارتها على الزبائن ببلاش، أو على أقل تقدير تقوم بتوزيع هدايا مجانية (كورولا مثلا مع كل سيارة لكزس) فحشرت نفسي بينهم من باب ( الحشرة مع الناس عيد) لعل وعسى يكون لي نصيب إذا كان هناك توزيع.. إطار للسيارة أو حتى مقود مستعمل !!
إلا أنني اكتشفت لاحقا أن أغلب الموجودين قادمين (للطماشة) والتعرف على الموديلات الجديدة لهذه السنة وتجميع الكتيبات والكاتولوجات المجانية، إلا أنني وسط الزحام لمحت من تتسم على ملامحه (البحبحة) والجدية في الشراء أحدهم جاء برفقة (المدام) وشرعا في تقليب جميع سيارات المعرض وهو يحاول اقناعها بسيارة كورولا أو كامري ولكن يبدو أنها لا ترضى (باللكزس) بديلا! و آخر جاء مع ابنه أو ابنته.. الجنس في الحقيقة لم يكن واضحا بالنسبة لي!!
بعد فترة طويلة من الانتظار التفت إلي أحد المندوبين (بالعربي عطاني وجه) فسألته عن سعر سيارة اللكزس الفورويل التي تم تغيير شكلها بالكامل هذه السنة، فعاجلني برقم خيالي يزيد عن موديل العام الماضي بمائة ألف كاملة.
تناولت الألة الحاسبة من على طاولة ذلك المندوب وشرعت أضرب أخماسا في أسداس أحسب الأقساط التي يتوجب عليها دفعها في حالة إقدامي على الشراء، إلا أنني سرعان ما رميت الآلة جانبا وكأننني أصبت بتماس كهربائي، مقاوما لرغبة ملحة برميها في وجه ذلك المندوب الذي كان مصرا بأن السعر يعتبر زهيدا مقابل الخصائص والمميزات المتوفرة في السيارة.
وبمناسبة الحديث عن السيارات فأحد الأصدقاء أرسل لي مقالة جميلة وطريفة في نفس الوقت تتكلم عن أسوأ 10 مميزات يضحك بها مصنعوا السيارات علينا، ..إليكم الرابط..
خرجت من المعروض و بداخلي تدور صراعات خفية ما بين الاستمتاع برائحة مقاعد السيارة الجلدية وعليها الأكياس البلاستيكية وقيادتها بدون مخفي (تظليل) لمدة ستة أشهر، و بين استمرار (مسيرة الوفاء) لسيارتي الحالية التي بدأت عوامل الزمن تزحف على هيكلها وبراغيها.
واثناء انشغالي بتلك الصراعات النفسية قابلت عند الباب أحد الأصدقاء الذي اقتنى للتو (سيارة الأحلام) ، وكان كريما معي بأن سمح لي (بلفة) سريعة حول المعرض برفقته علمت خلالها أنه استلم السيارة قبل أيام قليلة بعد فترة انتظار لم تتجاوز الخمسة وعشرين يوما كونه على علاقة مباشرة بالمدير الياباني –من قال إنه اليابانيين ما يسوون واسطات!- في حين يتطلب على الشاري العادي أن ينضم إلى لائحة انتظار طويلة تمتد إلى سته أشهر على الأقل!
الغريب أن أغلب الناس يتظاهرون بعدم تقبل الشكل الجديد لهذا الموديل وكذلك الأمر ينطبق على اللاندكروزر الجديدة فإذا ما سألت أي شخص عن رأيه في الشكل الجديد سيجيبك مباشرة: “بايخ. الشكل القديم أحلى بكثير”!!
ولكن يبدو أن الموضوع لا يتجاوز غريزة “مقاومة التغيير ” التي عادة ما تظهر مع كل إطلاق موديل جديد فأرقام المبيعات الهائلة وقوائم الانتظار الطويلة تقول عكس ذلك!
المهم أنني قلبتها فوق .. تحت..يمين .. يسار.. فلم أجد موطئ قدم وسط قائمة الأقساط الشهرية التي يتبخر معها نصف الراتب مع بداية كل شهر.. لينتصر في النهاية نداء “مد ريولك على قد لحافك” و أنتقل بعدها إلى الخطة (ب) وهي عبارة عن خطة خمسية شاملة لصيانة السيارة، بدأتها قبل العيد باستبدال الإطارات و(الجنوط)، وهو ما أعطاني شعور بالتجديد النسبي!
وبعد العيد مباشرة قمت بإدخالها إلى إحدى الورش لتصليح بعض الأعطال الكهربائية العاجلة.. خرجت بعدها السيارة (عروس) من جديد… و إن كانت فقدت بعضا من ضروسها..ولكن الحمدلله على نعمة الصحة والعافية… والدهن كما يقولون.. في العتاقي!!


منقول عن أسامة
وللعلم القصة حدثت في الإمارات :)