التبرير موضوع له جهات متعدده ممكن نتكلم فيها اولها اننا لازم نتفق ان الموضوع ده مش مرتبط بشعب ولا ثقافه ولا لغه ولا دين الموضوع موجود فى كل البشر ولكن بنسب تختلف من شخص لاخر وكمان بيختلف طريقه تعامل كل فرد مع التبرير "كصفه"
وبالتالى ممكن نقول ان مفيش حد مبيبررش لان تعريفنا للتبرير مش بس انه دفاع عن باطل وانما التبرير هو ايجاد مبررات"اسباب" لاثبات صحه وجهه نظر معينه او رؤيه كل شخص المختلفه لموضوع ما ولذلك ممكن نقول ان التبرير صفه عامه موجوده عندنا كلنا "ودى مش صفه وحشه على فكره"
طيب المشكله فين بقي لما كلنا بنبرر "افكارنا وسلوكياتنا وافعالنا ومواقفنا وبندافع عنهم" المشكله في حاجتين هم تقبل الطرف الاخر واحترام رأيه والحاجه التانيه التعصب الاعمى لوجهه معينه ودول اللى بيخللوا التبرير يتحول من طرح اسباب اتخاذ وجهه نظر معينه ليكون حرب لازم تخرج بمنتصر واحد وطعن فى رأى الطرف الاخر وعلشان كده التبرير في حد ذاته مش حاجه وحشه انما التطرف والتعصب فى الرأى هو اللى مش كويس
فى نقطه كمان حابب اتكلم فيها وهى ان فى اسباب كتير لمدافعه الانسان المستميته عن تبريره فلازم لما نتناقش فى اى موضوع ناخد فى اعتبارنا الخلفيه اللى ممكن تكون سبب فى التبرير ده وغالبا اللى بيتمسك باستماته عن وجهه نظره بيكون بيعمل كده بدافع الخوف او كرهه الشديد لشخص الطرف الاخر "واللى بيخليه على استعداد يكون كداب قدام نفسه وقدام الناس على الاعتراف "على الاقل" باحترام رأى الطرف الاخر"
وعلشان اوضح النقطه دى مضطر اجيب مثال سياسي اجتماعى فسامحونى
ايام ثوره 25 يناير كان الوضع العام ان جيل الخمسينات والستينات وما فوق اغلبه مش عايز يحصل تغييير للقياده وكان فى مواجهه مستميته منهم لده "اظن كان التبرير بتاعهم غير منطقى بالمره للشباب" ولكن بشويه تحليل حتلاقى انهم بيدافعوا ومش عايزين يحترموا وجهه نظر الشباب لان الشباب مكانش عنده حاجه يخاف عليها احسن تضيع وكان شايف ان ضهره للحيط وبيقول"حيحصلنا ايه اكتر من اللى احنا فيه" انما هما كانوا شايفين ان تعبهم وشقاهم فى حاجه بتهدده وكانوا حاسين انهم ممكن لو حصل تغيير يخسروا بيوتهم او شغلهم او استثماراتهم "لان التغيير مجهول" وده اللى خلاهم يدافعوا باستماته عن رايهم "الخوف"
بعد فتره الزخم اللى حصلت بعد 2011 كتير من الشباب لقي ان فى ضريبه للتغيير اللى عملوه ومنهم كتير خسر حاجات سواء وظيفته او تقليل مرتبه او تقليل اجزاء من متطلبات حياته"كهرباء او ميه او بنزين او امن " وبالتالى بدأ جزء من الشباب يبرر لنفسه اى حاجه بتحصل غير التغيير زى جيل الستينات ايام الثوره بسبب "الخوف برضه"
وبالتالى ممكن اى من الطرفين يكون غلط وهو عارف انه غلط انما خوفه خلاه يدافع بشكل كبير عن رايه بل وكمان يسفه اى رأى مخالف ليه
فلازم اننا قبل منقلل من حد بيستميت على رأيه وبيحاول يوجد مبررات ليه اننا نفكر انه ممكن بيعمل كده خوفا او لانه عنده اسباب قاهره بتخليه يتصرف بالشكل ده مش الكل مغرض او جاهل او متعصب
حاجه كمان لازم نقولها عن التبرير ان مفيش حاجه فى الدنيا ابيض بس او اسود بس كل حاجه ليها ايجابيات وسلبيات ولكن الفكره "لاننا شعب متعصب بزياده" اننا اى موضوع بنشوفه يا نشوف الابيض بس "لو على هوانا" يا نشوف الاسود بس"لو ضد رغباتنا" وبالتالى غالبا بيكون طرفين النقاش والتبرير على غلط ومحدش فيهم شايف الصوره صح وقيس على ذلك من اول اهلى وزمالك لحد اى عهد رئيس سابق او حالى الكل شايف الموضوع يا ابيض يا اسود بالرغم ان كل حاجه فيها وفيها وكل حاجه وكل حد له ايجابيات وسلبيات لنا ان نختلف ونتفق فى حجم كل منها انما فى النهايه فى ايجابيات وسلبيات
ولو عايزين نتفرج على اللى احنا عاملينه فى نفسنا خلينا ندخل على بروفايل اى مواطن حتلاقى يا اما متفائل جدا والدنيا وردى وردى يا اما متشائم والدنيا سوده سوده سوده يا اما مؤيد يا اما معارض ولا اقولك بلاش بروفايلات اتفرج على القنوات الفضائيه يا اما تعريض على حق او باطل يا اما شويه ناس متأمره مش شايفه غير السواد علشان هو اللى بيحقق مصالحهم ومحبه عليهم يشوفوها والعه مفيش وسط مفيش حد بيقول الحق الا لو بيحقق مصالحه دول بيبرروا باستماته اى حاجه بتحصل حلوه او وحشه ودول عندهم تبريرات عكسيه لاى حاجه حلوه بتحصل
يبقى النهايه العيب مش فى التبرير العيب فى عدم احترامنا لبعض ولاراء بعض وضياع ثقافه الاختلاف والنقاش وكمان العيب فى اننا بندخل اى مناقشه علشان نفرض وجهه نظرنا وده غلط احنا بندخل اى مناقشه علشان نطرح وجهه نظرنا ومبرراتها وعلى الطرف الاخر اما يقتنع او يحتفظ بوجهه نظره ونخرج فى النهايه اما نظل مختلفين "مع احتفاظ كل منا باحترام الاخر" او نتفق على وجهه نظر موحده "غالبا خليط من وجهتى نظرنا"
تحياتى.
المفضلات