الموضوع: تجربة سكودا فابيا 1.6 تيبترونيك 2008- منقول

تجربة سكودا فابيا 1.6 تيبترونيك 2008

من موقع فنات

أجمل، أكبر، أكثر رحابة وأمان... هذا هو شعار سكودا فابيا الجديدة.
استطاعت سكودا التشيكية مع سيارتها الهتشباك الأصغر فابيا منذ أن أطلقتها لأول مرة بالعام 1999 من الوصول إلى أعلى درجات النجاح والتفوق واستطاعت بيع أكثر من مليون ونصف وحدة منها. ولكونها أصبحت متقادمة ولم تعد تتمتع بالتصميم العصري والقدرة على المنافسة أمام طرازات عتيدة ومتجددة دوماً مثل شقيقتها فولكس فاغن بولو وأوبل كورسا وبيجو 207 ورينو كليو وفيات بونتو وغيرها... ارتأت سكودا أن تصنع لنا سيارة جديدة تحقق جميع المقاييس الموضوعة لها لكي تبقى على نهج سابقتها بل ولتذهب بالنجاح إلى أبعد من ذلك. ولم يكن عناء السنين من سكودا ليذهب مع الريح بل ليظهر للعالم بأن طرازها الجديد هو الأقوى والأجمل والأكثر تنافسية ضمن فئته، ألا وهو طراز فابيا الجديد بجيله الثاني والذي أثبت منذ طرحه بالأسواق مباشرة جدارته وأعلن حرب المنافسة الشرسة على منافسيه، بفضل تلبيته لذوق الشباب بتصميمه الأوروبي العصري جداً وجودته وعملانيته وقوته. لذا أحببنا أن نجرب هذه السيارة المتميزة فعلاً ولنتعرف وإياكم على نقاط القوة والضعف لهذه السيارة الأوروبية.
التصميم الخارجي:
لا شك بأن تصميم فابيا الجديدة أجمل من السابق وبأشواط! فسكودا جعلت فابيا الجديدة تتحلى بتصميم مختلف تماماً ومستوحى من شقيقتها رومستر الجديدة، ليتمتع بخطوط بيضوية عصرية جداً وذات انسيابية عالية بدلاً عن المستقيمة مع تناغم واضح بين الوجه الشرس والمرح الضاحك في نفس الوقت بقالب يرفع شعار البساطة تولد الجمال!
من الأمام يبرز الصادم الكبير بخطوط بيضوية راقية وأخرى بارزة تتكامل مع شقيقاتها المنتهية أعلى غطاء المحرك، وعليه جميع فتحات التهوية سواء العلوية بشفراتها الشاقولية من البلاستيك والمحاطة بالكروم الرياضي اللامع، أو السفلية الوسطية بشفرات كالأسنان المتفرقة لتدع ربما المبرد يلتقط نفس أفضل! كذلك على جنبي الصادم هناك فتحتين جميلتين وعليهما الأضواء الكاشفة للضباب.

وتبرز الأضواء الأمامية البيضوية الكبيرة والمدمجة والتي تشبه العيون الغاضبة، أما غطاء المحرك فهو بدوره مميز بخطوطه الانسيابية الأنيقة خصوصاً الخطين الأوسطين واللذان يجمعان ويحتويان شعار سكودا المفعم بالكروم أسفل غطاء المحرك. أما الزجاج الأمامي فهو واسع ويوفر إضاءة ورؤية أفضل للمقصورة الداخلية.

من الجانب، تمتد الخطوط الأنيقة والحديثة لتشمل جانب السيارة، ويلاحظ ارتفاع خصر السيارة من الأمام باتجاه الخلف، حيث يبرز خط يبدأ من زاوية نهاية الضوء الأمامي ليصل لمقابلتها أعلى منها للضوء الخلفي، كما يبرز السقف الجميل والذي يشبه قليلاً القبعة خصوصاً إذ كان لونه مغاير للون السيارة وهذه ميزة اختيارية في فابيا الجديدة. كذلك الأبواب جميلة جداً والنوافذ عريضة ومستمدة من الرومستر خصوصاً بالدعامة المتوسطة والعريضة، والمرايا كبيرة، أما الإطارات فهي تتمتع بجنط مصنوع من الكروم وبتصميم خماسي الأذرع قمة في الأناقة وبقياس 15".
بالانتقال للخلف، نلاحظ التصميم الشبيه بالوجه المبتسم. ويبرز الصادم الخلفي الكبير بحجمه وبخطوط بيضوية واضحة، كذلك غطاء الصندوق المدمج مع الزجاج الخلفي الكبير أيضاً، وأبرز ما في المؤخرة هي الأضواء الجميلة جداً بلونها الأحمر المشرق وحجمها الكبير والمسحوب قليلاً للجانب.

وعلى العموم فابياً تتمتع فعلاً بالتصميم الشبابي الأنيق والرياضي الطابع حتى! ويمكننا شكر سكودا على الخروج بهذا التصميم والذي يمثل نقلة نوعية لطراز فابيا.
المقصورة:
بمجرد فتح باب الفابيا السلس طبعاً، التمسنا بنظرة عامة مدى العناية الفائقة بالجودة والأناقة الواضحة للمقصورة، وبالجلوس على المقاعد القماش المريحة وبمتابعة النظر للأمام، لاحظنا لوحة القيادة الأنيقة والبسيطة في نفس الوقت.
فهناك الخطوط الناعمة أعلى التابلو كذلك فتحات التهوية بشكلها المربع والمحاط بالكروم على الجانبين والمستطيل بالوسط، وفتحة جيب التابلو بجزأيه علوي وسفلي مبرد لتكون بذلك أجمل ما في لوحة القيادة، أما لوحة العدادات فهي كلاسيكية ولا تمت للحداثة بصلة ولا تحتوي على أي لمسة فنية تجميلية عدا عن دوائر البلاستيك الكرومي! كذلك بالنسبة للمقود فهو بدوره كلاسيكي بتصميمه وكبير بحجمه، بالمقابل كان على الأبواب بعض اللمسات على مسكة الباب.

وبالجلوس في المقعد الخلفي المرتفع قليلاً عن المقاعد الأمامية نجده واسع ومريح جداً لشخصين بالغين بالإضافة لطفل، وذلك على صعيد الأكتاف والأقدام، كما أن جيوب التحميل عديدة ومفيدة جداً حتى ضمن الأبواب بالإضافة إلى حاملات الأكواب.

التجهيزات عديدة ووفيرة وهي تشمل كيسين هواء ونوافذ ومرايا كهربائية الحركة ومسجل صوت CD مع مبدل أسطوانات (احذروا أين موجود!) أسفل مقعد مرافق السائق مع سبيكرات عديدة وعالية النقاوة كذلك مخارج AUX، بالإضافة إلى مكيف فعال جداً حتى مع أوقات الحر القاسية فضلاً عن الزجاج الملون. كما يوجد أنظمة ESP وABS وكومبيوتر رحلة ومؤشر لضغط الهواء بالإطارات ومقياس لدرجة الحرارة الخارجية ونظام تعديل ارتفاع الأضواء الأمامية كهربائياً.

على صعيد الرحابة الداخلية، فابيا الجديدة جاءت أكبر من الجيل الأول وبتصميم أفضل بشكل أضفى مزيداً من الرحابة والعملانية للركاب بالداخل رغم بنائها على قاعدة العجلات والبالغ طولها 2462 مم فقد زاد طولها الإجمالي بـ 32 مم وارتفاعها بـ 47 مم بينما انخفض عرضها بمقدار لا يذكر 4 مم. ولتبقى الفابيا واحدة من الأكبر والأوسع ضمن فئتها. أما صندوق الأمتعة فهو واسع ومناسب لحجم جيد من الحاجيات.
وعلى العموم مقصورة فابيا الجديدة أوروبية برحابتها وإنارتها وجودة بنائها العالية لتكون بذلك أفضل من سابقتها، ولكنها حافظت على الكلاسيكية ولم ترتقي لمستوى الحداثة التي تلقاه الخارج فكان ينقصها بعض اللمسات.
المحرك وعلبة السرعة:
جهزت فابيا الجديدة بأحدث حركات المستخدمة لدى الشركة العملاقة فولكس فاغن المالكة لها وعددها سبعة، أربعة تعمل على البنزين وثلاث تعمل على الديزل، ولم يرد لبلدنا الحبيبة سوى محرك واحد منهم بنزين بسيارة التجربة بسعة 1.6 لتر ومن أربع أسطوانات و 16صمام، وموصول بعلبة سرعات أوتوماتيكية من ست سرعات بسلاسة مثالية لتوصل الحركة للعجلات الأمامية الدافعة.
تبلغ قوة المحرك هذا 105 أحصنة بخارية تتأتى عند 5600 دورة للمحرك أما عزمه فيبلغ 15.3 كغ.م عند 3800 دورة في الدقيقة. أما تسارعه فيبلغ 11.5 ثانية للوصل بالسيارة من حالة التوقف إلى سرعة 100 كم/سا وسرعته القصوى 185 كم/سا، أما مصروفه للوقود فيبلغ وسطياً 260 كم لكل 20 لتر من الوقود.
على الطريق:
بالانتقال للحصة العملية من تجربتنا وهي القيادة على الطريق. سنخبركم عن تجربتنا التي خرجنا منها برضى تام عن هذه السيارة التشيكية العتيدة صاحبة الروح الشابة والنفس والأداء الرياضي.
فعند إدارة المحرك النشيط جداً التمسنا مدى قوته وفعاليته ولكن لا نخفي عليكم أن صوته مرتفع ومزعج أحياناً ربما بسبب سوء في عازلية المقصورة لصوت المحرك على عكس ما هي عليه لصوت الطريق! وبمساعدة علبة السرعة السلسة والمتجاوبة تماماً سرنا على الطريق والذي حاول جاهداً منذ البداية إظهار جميع مفاجآته للصيف بالحرارة العالية والضجيج عدا عن المطبات الوفيرة والحفر المتتالية بشكل يحتم عليك تجربتها، ولكن والحق يقال بأن الفابيا كان له بالمرصاد وظلت صامدة حتى النهاية فكانت مريحة جداً على المطبات والحفر كما أنها كانت متجاوبة تماماً عند المناورة وبتسارع أكثر من جيد وعزم عظيم على المرتفعات والإقلاع بعد التوقف حتى مع تشغيل المكيف على أعلى درجة! وعن الثبات والفرامل الحديث يطول فبمساعدة نظامي الـ ABS والـ ESP الأمور في الفابيا صاحبة أربع نجوم في اختبار "Euro NCAP" أفضل بكثير وبدعم من الفرامل القوية والثابتة الرائعة.

بالنهاية لا يسعنا سوى شكر شركة سكودا على جهودها التي ظهرت جلياً في فابيا الجديدة ويمكننا أن نقول بأن سكودا نجحت تماماً بصنع سيارة هتشباك جميلة التصميم وشبابية جداً وبمقصورة أرحب وأوسع وتجهيزات معتادة ومفيدة وجو أوروبي راقي يناسب العائلة الصغيرة إلى المتوسطة وبسعر منافس جداً لسيارات فئتها الأوروبيات. كما أننا نثني بالشكر على وكالة سكودا في سوريا والتي قدمت لنا وافر الخدمات والمساعدة لنغني بها تجربتنا هذه.