الموضوع: مشكلة اسريه

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أخي الكريم ,

جزى الله خيرا كل الزملاء والزميلات الذين قاموا بالرد وبارك الله فيهم وصرف عنهم كل مكروه , اللهم ءامين

أخي الحبيب كيف حالك , أعانك الله على ما أنت فيه ورزقك الصبر وزودك التقوى

حبيبي في الله , من خلال متابعتي مع حضرتك فمشكلة حضرتك مزمنة وانصح حضرتك بما يلي

1- تدرع بالصبر والحلم إزاء ما يصدر عن الزوجته من إيذاء أو قصور أو تقصير، وتحمل ما قد ينشأ من تصرفاتها،

2- عاملها باللين والتسامح والعفو والصفح مستنيراً بما جاء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة، قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)

وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم : "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله"

وذلك لأنه إن كره منها خلقا سره آخر، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمنة مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، ومعنى لا يفرك: لا يمقت ولا يسخط.

ولأن المرأة لا تسلم احيانا من المخالفات أو تجاوزات في التصرفات احيانا، وبذل لذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته استمتعت بها على ما فيها، فاستوصوا بالنساء خيرا"

والصبر على الزوجة من خير الأعمال، ولون من ألوان القربة والطاعة، ومن أعظم الاسباب لبقاء الحياة الزوجية، واستمرار المودة والسعادة

لكن متى ظهرت من المرأة أمارات العصيان والتعالي والتمرد على زوجها،

فللزوج إذاً أن يتبع الأسلوب القرآني في العلاج من خلال قوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً)

فالمنهج الإسلامي لا ينتظر حتى يقع النشوز بالفعل وتعلن راية العصيان وتسقط مهابة القوامة، فلابد من المبادرة في العلاج ؛

ولابد من المبادرة باتخاذ الإجراءات المتدرجة في العلاج

(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً)

وبيان الخطوات التي أرشدت إليها الآية الكريمة كما يلي:

1- الوعظ المتضمن النصوص الشرعية وبيان المصالح المترتبة على امتداد الحياة الزوجية:
فيلزمك تذكيرها بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من بيان منزلة الزوج وما له من حقوق،

كقول صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح).

وقوله: (لو كنت آمراً أن يسجد أحداً لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها).

وقوله صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة فرضها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي أبواب الجنة أيها شئت).

وقوله صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة).

وحديث أسماء بنت زيد حين جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه، فقالت: السلام عليك ياسيدي يارسول الله بأبي أنت وأمي، أنا وافدة النساء اليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وبما جئت به، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضي شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج والعمرة بعد العمرة، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل اذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم في هذا الأجر والخير؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله، ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسائلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يارسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي الى مثل هذا، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: أفهمي أيتها المرأة، وأعملي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله: فانصرفت المرأة وهي تهلل).

2- الهجر ويأتي على أسلوبين: إذا لم يفلح الوعظ في علاج المشكلة انتقلنا إلى وسيلة أخرى في العلاج وهو الهجر، والهجر على أسلوبين:

الأول: هجرها في الكلام مدة لا تزيد على ثلاثة أيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال: يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
ولا ريب أن حق الزوجة في حسن الصحبة أولى.

الأسلوب الثاني: الإعراض عنها في المضجع

3- الوسيلة الثالثة: الضرب غير المبرح:

وهذا الضرب يجب أن يكون ضرباً غير مبرح

وإن لم تجدي تلك الوسائل قال تعالى فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها

فإن لم تجدي هي الأخرى فتسريح بإحسان , وصدقني قد يكون هذا هو العلاج

ولكن تتبع السنة في الطلاق , بأن يكون طلقة واحدة في طهر لم تجامعها فيه ولا تخرج من بيته

لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً

أخي الكريم عذرا على الإطالة , وإن أصبت فمن الله وحده , وإن أخطأت فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان

وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد