تعرضت لتلك المهزلة ثلاث مرات فى فترة عشرين سنة
الأولى كانت من شركة وكيل موزع لإيه آر تى و كان شرط الحضور ان تكون معك الأسرة فى مكان ما بشارع الطيران بمدينة نصر و كان العرض الحصول على ريسيفر و إشتراك فى قنوات إيه آر تى بما يوازى مبلغ 160 جنيه شهريا لمدة ثلاث سنوات
و يومها ذهبت بمفردى بدون الأسرة و جلست مع رجل المبيعات ساعتين أكل دماغ و رفضت العرض بسبب عدم قدرتى المادية نظرا لمصاريف الدروس الخصوصية للأولاد فى ذلك الوقت فلم ييأس و طلب منى الإنتظار و أتى بعد دقائق معه مدير المبيعات الذى حاول بشتى الطرق إقناعى بقبول العرض و كان خلاصة ردى اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع و لكنى إسرديت العشرين جنيه الذى سبق دفعها .
المرة الثانية كانت فى محطة بتزين فى طريق الإسماعيلية و كان اللقاء فى شارع الثورة فى مصر الجديدة و كان مبلغ السداد ثلاثون جنيها تستردها بمجرد حضورك المقابلة و تضيع عليك لو لم تحضر فحضرت مع زوجتى و كان شرط الحضور بالملابس الرسمية (بدلة و كرافته)
و مضيت حوالى ساعة و نصف أكل دماغ عن كيفية قضاء الأجازات و الأماكن السياحية فى مصر و كان العرض تايم شير فى إحدى القرى السياحية فى شرم الشيخ و تكرر نفس الموقف و إحتار رجل المبيعات معى فقام و أحضر مديره الذى كان صفيقا و قليل الأدب و الذى إستغرب كيف لا يمكننى قبول العرض بالرغم من أن لدى سيارة ماركة كذا و زوجتى ترتدى حلى ذهبية فكان ردى أننى قد إشتريت تلك الأشياء فى الماضى عندما كان الوضع ميسور أما الآن فأنا أعيش فى تقشف حتى أستطيع تدبير مصاريف الجامعات للأولاد لدرجة أننى أبيع كل سنة بعض من الأرض الزراعية حتى أستطيع تدبير مصاريف الأولاد
و فى تلك اللحظة إنفجر مدير المبيعات فى ضحك هستيرى مفتعل قائلا عواد باع أرضه يا ولاد -فرديت عليه إذا كانت دى حاتريحك ما فيش مشكلة و تركناه و إنصرفنا .
المرة الثالثة كانت فى محطة بنزين كالتكس فى أول مساكن شيراتون
و حيث أن الشيب غزا شعرى فكان النصب بشكل جديد إذ أتى إلى أحد رجال البيع ينظر داخل السيارة كأنه يفتشها ثم قال لى إنت بقى لك قد إيه ما عملتش عمرة
فانفجرت فيه و لم أستطيع التحدث بهدوء و قلت له و حا أقابلك فى شارع الثورة فى عنوان كذا علشان نصباية جديدة و لا إيه -يا إبنى روح إضحك على حد تانى -أنا شبعت من طرق النصب دى و تركته و مشيت
بعد ذلك كلما أدخل محطة بنزين و أجد أى عرض أقول له لأ متشكر انا مش عايز منكوا حاجة كفاية نصب بقى .
المفضلات