الموضوع: نصبَ.. ينصبُ.. فهو "نصاب"

يسر عبد الدايم- القاهرة- عشرينات- 14/8/2007




عصابة حمادة وتوتو، الشيطانية التي أحبتني، سنة أولي نصب، حراميه في كي جي تو، وأخيرا.. كده رضا..

كلها أفلام تكلمت عن أحدث طرق النصب.. قد يرى البعض أن ما جاء بها به مبالغة أو خيالا لأن "المخرج عايز كده"..

لكن الواقع يفوق السينما.. وما يحدث لبعضنا من النصابين يؤكد أن حروف وأدوات النصب لا تنتهي..
حول رصيد
ميسون أحمد،22 سنة، تقول: "استقبلت منذ أيام رسالة علي هاتفي المحمول من رقم غريب تفيد بتحويل 40 جنيه من رصيد الشخص مرسل الرسالة إلي هاتفي المحمول، وبعد وصول الرسالة بلحظات وجدت نفس الرقم يتصل بي قائلا أنه أخطا في الرقم الذي كان يريد تحويل الرصيد إليه، ويريد مني أن أقوم بتحويل الرصيد إليه مرة أخري.. فرفضت بالطبع، لأنه من الأساس لا يصلح تحويل الرصيد من كارت إلي خط".

هذه الطريقة تعد من أجدد وأحدث طرق النصب، وهناك من خُدع بها وقام بالفعل وبحسن نية بتحويل رصيده الخاص لمن حدّثه بدون أن يكون وصله أي شيء!

وهو ما حدث مع سارة عصام،25 سنة، التي استقبلت مكالمة علي هاتفها من فتاه لا تعرفها ولا تريد أن تفصح عن نفسها، وكل ما تقوله لها "أنتِ لا تعرفيني.. أنتِ لا تعلمي صوتي"، وبعد مرور دقيقتان أخبرتها أن رصيدها على وشك النفاذ وتريد التحدث معها في أمر هام جدا.. وترجتها أن تقوم بشحن رصيد لها كي تستطيع التحدث ثانية.. الفضول غلب سارة ودفعها لشحن رصيد جديد لمُحدثتها.. وبعدها اكتشفت أنها نصابه!.

الأمر لم يختلف مع محمد عمر،23 سنة، الذي يقول: "استقبلت في وقت متأخر من الليل مكالمة هاتفية من بنت تبكي بكاء شديدا وكنت لا أسمع صوتها من شدة البكاء قائلة:(أرجوك أنا في ورطة.. أرجوك أن تساعدني.. أنا أريد كارت شحن أو قم بتحويل رصيد لي وسوف أقم برد المبلغ فورا).. لم اشك للحظة أنها نصابه، وبالفعل شحنت لها الخط، وفي اليوم التالي اتصلت بالرقم رد علي شخص غريب قائلا الرقم غلط"!.
الحق جنازة
تفشي النصب في المجتمع جعل الشيخ "سالم أبو الفتوح" يفرد إحدى حلقات برنامج "فضفضة" على قناة "الناس" الفضائية لرصد أسبابه وسبل علاجه..

مما ذكره الشيخ؛ قصة لنصاب بارع دخل إلى المسجد بنعش كي يقوم المصلين بأداء صلاة الجنازة، وفجأة قال أحد المصليين: "لا تجوز الصلاة علي هذا الرجل لأنه مدين لشخص ولم يوفي هذا الدين"، فقام من في المسجد بتجميع المبلغ للمتوفى وخرج نفس الرجل لسداد المبلغ، ولكنه لم يرجع.. وطال الوقت.. ولا يوجد من بين المصليين من له صله بالمتوفى.. عندها قاموا بفتح النعش فلم يجدوا به سوى "وسادة"!.

وفي حكاية أخرى تحدث عن سائق تاكسي ركب معه في ساعة متأخرة من الليل رجل مسن يرتدي جلبابا ناصع البياض ولحيته بيضاء ويبدو عليه أنه رجل صالح.. وبعد دقيقتين من ركوب الرجل – وكان يجلس بالخلف- مد يده ليمسك كتف السائق بشده وهو يقول له بصوت عالٍ "أنت عارف أنا مين؟"، فرد السائق بخوف "لا أعلم".. فأجابه الرجل "أنا ملك الموت.. أنا جاي أقبض روحك"، عندها فزع السائق وقال وهو يرتجف من الخوف: "أرجوك اتركني أصلي ركعتين"، فقال له الرجل "اذهب إلى هذا المسجد وصلي ركعتين وأنا في انتظارك".. دخل السائق وقام بأداء الصلاة وخرج.. ولكنه لم يجد الرجل ولا التاكسي!!.
عزاء رجل مهم
"حتى العزاء لم يسلم من عمليات النصب".. هكذا قال أسامه حلمي،27 سنة، الذي يضيف: "كنت في عزاء لأحد الرجال المُهمين، وفجأة أثناء العزاء دخل 4 رجال "بودي جارد" إلي أبناء المتوفى قائلين لهم معنا في السيارة بالخارج شخصية مرموقة تريد حضور العزاء.. ولكن لابد أن نقوم باحتياطات أمنية للتأكد من سلامة المكان، ثم قاموا بجمع أجهزة المحمول من جميع من في سرادق العزاء وأعطوا لأصحابها أوراقاً تحمل أرقاماً مسلسلة لتسهل عملية استردادها.. لكنهم خرجوا وركبوا السيارة وانطلقوا بها"!.
شامبو بالمياه
أمل الشابوري،26 سنة، تحكي لنا عن موقف تعرضت له ولا تنساه، فهي طبيبة صيدلانية وتمتلك صيدلية خاصة بها، ذات يوم دخلت عليها فتاه وقالت لها أنها طبيبة صيدلانية لكنها ستقوم بإغلاق الصيدلية الخاصة بها بسبب سفرها، ولديها كمية كبيرة من الشامبو رفضت الشركة المنتجة استرداده، لذا فهي تبحث عمن يشتري الشامبو ولو بنصف الثمن، بالطبع وجدت أمل أن البيعة رابحة.. فأتمت الصفقة سريعا.. لكن كانت الفاجعة عندما فتحت العبوات لتجد أن ما بداخلها ماء بصابون!.
مؤتمر النصب العالمي
وأخيرا قصة مني عادل،24 سنة، التي تقول: "رُشحت لحضور مؤتمر عن مشكلات الشباب العربي يعقد بإحدى الدول العربية، وكان للمنظمة موقعا علي الإنترنت وكانوا يراسلوني علي الميل، وتعهدوا بدفع قيمة تذاكر السفر بشرط أن أتحمل أنا الإقامة في فندق معين، وبالفعل دفعت مصاريف الفندق عن طريق تحويل مبلغا من المال على حساب المنظمة كي يرسلوا لي تذاكر السفر، وبعد أن تم ذلك اختفت المنظمة، وعلمت بعدها أن الفندق أيضا ليس له وجود!


...

هذا ما عرفناه عن أجدد طرق النصب.. فهل لديك أنت المزيد؟.