ولى تعقيب على المقال الهادف :
قد قرأت كثيرا من المشاركات ، و لم اعقب بحرف واحد . مع كثير اختلافى مع كاتبها..شأنه شأن كل من يكتب بعواطفه اكثر من عقله .. فكل هؤلاء لا يجدى معهم عرض وجهة نظر مغايره ، فضلا عن معارضه ، سوى جدال عقيم ( منهى عنه عند متبّعى محمد صلى الله عليه و سلم " .. انا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك الجدال و لو كان محقا " )و الاحاديث كثيره .فى ذلك . فأمر مرور الكرام .
لان هؤلاء لن يتخلوا عن مشاعرهم التى يتخيلونها ( اراء ) ولو نشروا بالمناشير !لانهم لا يبحثون عن الحق او الحكمة فى اى قضية ، و انما عن مرأة لنفوسهم فى الاخرين .. تجملهم !او تجاملهم
قال مظهر الحكمة الالهية صلىالله عليه و سلمعم عندما نزلت اية "يا أيها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ".. و ساله احد اصحابه ما معناه : او ليس قد أمرنا بالامر بالمعروف و النهى عن المنكر ؟؟ ( كأنه يلمح الى تعارض المفهومين ) و اجاب الحكيم الهادى موضحا ان لا تعارض هناك و لكن اختلاف الحكم باختلاف الموطن :
اذا رأيتم هوى متبعا .. و شحا مطاعا .. و اعجاب كل ذى رأى برأيه : فعليكم انفسكم لا يضركم من ضل .
هذه الحالات المستثناه من النصح او التوجيه ، و التى تتطلب ممن تبعه بصيرة بعقل من يخاطبه
قبل التكلم تجدهم هم المحصورين فى سجن الانا خاصتهم .. الرأى ما يرونه فقط
و الحكم ما يحكمون به فقط ..و من يعارضهم ، فورا و قبل تحليل و فهم قوله يشعرون
تجاهه بعداوة ما ، ثم يلتمسون لها من حشو الرأى ما يبررها ..و سرعان ما تشتعل نار العداوة بل و الاقتتال احيانا .. فهذا يجند لرأيه عصبه .. و الاخر كذلك و كل حزب بما لديهم فرحون
و الشيطان يراقب و ينقض على الاقل دينا و مجاهدة لغضبه ، فينطق غلى لسانه بأول سبة أو تحقير للاخر ، وهو يعلم ان الاخر فى نفسه فرعون كبير لن يقبل بالتصغير و التحقبر .. فتشهر السيوف و تراق الدماء
التاريخ ملىء بالامثله على ما اقول ..ولهذا الحكيم سبحانه ينهانا من وضع اول قدم فى هذا المزلق الخطير .. المعروف نهايته سلفا (خاطبوا الناس على قدر عقولهم )
المتعّصبون ( و الكلمة مشتقة من العصّابة التى تربط بها الرأس ) قد احكموا القفل
على رؤوسهم و ما احتبس فيها من فكيرة .. راقتهم طبعا و لاقت هوى مع نفوسهم . فهم الى الابد عبيد نفوسهم..
و النفوس هى العقبة التى امتحننا الله بها لاغير
ان كنا عبيده هو حقا ان نتخطاها ( فلا أقتحم العقبة ، و ما أدراك ما العقبة ،فك رقبة ) ..من اسر الهوى ...... و انّى لهم ذلك و هم يرفضون بل و يعادون من يناديهم باسم الدين
اخرجوا من رحم نفوسكم المظلم الضيق
فتكون ابدا اجابتهم بقولهم أ و لسان حالهم : بل انت انضم الينا .. و كن معنا و الاّ فانت عدونا .
فداعى الدنيا ، و الشيطان بتزييناته يدعوهم من حيث تشتهى النفوس و تميل ..و لهذا تستجيب النفس الغير مجاهدة سريعا له..
و داعى الاخرة يدعوهم من حيث تكره النفس و تنفر ، اذ حفت الجنة بالمكاره .. و لهذا تستصعب الاجابة ، او تبطىء و تسوف ( اثاقلتم الى الارض )
و داعى الله ( صلى الله عليه و سلم )يدعو النفس من حيث تفنى
و تموت ( موتوا قبل ان تموتوا ) اى موتوا عن الهوى لتحيوا بالله
( استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم )
و لهذا تمتنع النفس و تأبى من الاستجابة الحقة ، مكتفية بظاهر من قشور الدين ..الا لمن سبقت له العناية
و الله و ان لم تنزل هذه الايه ، فالعقل الناضج بالفطرة كان سيدع من هؤلاء شانهم الى ما هم فيه ( لكم دينكم و لى دين ) فكل ميسر لما خلق له ، و سبحان من أودع فى كل قلب ما أشغله .
عافانا الله و اياكم من الباطل ذو الالف وجه ، و نظمنا فى سلك جند الحق و رزقنا و اياكم جميعا
فرقانا يرينا الحق واضحا و الباطل واضحا و جنبنا اللهم كل الفتن
و اغفر لنا .. فما دخلنا هنا لنزداد ذ نو با او نتبع هوى او ننشر فتنه او نرتكب لغوا
لا يفيدنا فى امر الدنيا او الاخره
و السلام عليكم و على كل من قرا كلامنا و دعا لنا بالعفو و المغفره ..
فما من كامل
ألاّه صلى الله عليه و سلم
و شكرا
المفضلات