غدا هناك دعوة عالمية لاطفاء الأنوار لمدة ساعة من 8:30 الى 9:30 مساء,
المفترض أن يكون ذلك دعما للبيئة, و سوف يرصد جوجل معدل انطفاء الأنوار فى هذا الوقت,
هو الموضوع مثالى لهذه الدرجة؟ لا أعتقد!!
منذ عام 1973, عندما استطاعت دول الأوبك رفع اسعار البترول بصورة فلكية عبر منع تصديره الى الدول المؤيدة لاسرائيل, دخلنا فى دوامات اعلامية و مثاليات عن البيئة و الطاقة النظيفة و ترشيد الاستهلاك, الى اخر هذا الهراء,
الموضوع ليس بهذه المثالية,
فبعد ان استطاعت دول الأوبك و الدول العربية خصوصا تحقيق نصرا سياسيا مهما فى 1973, أنشأت منظمة اسمها "وكالة الطاقة الدولية", هدفها الأساسى هو البحث فى كيفية الضغط على دول الأوبك, و التحكم بأسعار النفط صعودا و هبوطا بحسب الرغبة.
و كانت الخطة التى يمكن تلخيصها فى ثلاثة كلمات "البيئة - البدائل - النفط عالى التكلفة",
قامت الدول الغربية بدعم بدائل النفط, مثل الطاقة الكهربائية, و الشمسية, و طاقة الرياح, و الطاقة النووية بحجة البحث عن بدائل بعد نفاذ النفط(رغم أنهم يعلمون أن هذه التكنولوجيات لا يمكنها أن تحل محل النفط), كل ذلك بالترافق مع استخراج النفط عالى التكلفة, مثل النفط الثقيل فى كندا,
الخطة الثالثة هو الحديث عن البيئة و أضرار الطاقة الأحفورية عليها, لحث المواطنين على تخفيض الاستهلاك.
كل ذلك يدور فى فلك واحد, الضغط على دول الأوبك, و اجبارهم على تخفيض اسعارهم و التحكم بهم, و منعهم تماما من استخدام سلاح النفط مرة أخرى,
هل تعلمون لماذا لم يستخدم العرب سلاح النفط مرة أخرى أثناء اجتياح لبنان عام 1982, أو أثناء الانتفاضة الثانية (رغم ان الدعوات لاستخدام سلاح النفط كانت صاخبة),
ببساطة صرح أكثر من مسئول وقتها, للأسف لا نستطيع!
ان تهديدات الغرب المستمرة بدعم بدائل الطاقة الأحفورية, و دعواتهم المستمرة لخفض استهلاكه, و تلويحهم بدعم استخراج البترول الثقيل مرتفع التكلفة, أربك حسابات العرب تماما, و وضعهم تحت ضغط دائم يطالبهم بانتاج البترول بأكبر كمية ممكنة حتى لا يعطوا الفرصة للبدائل كى تسطوا على حصتهم من الأسواق,
لذا فان الحديث عن سلاح النفط أصبح ترفا لا يتحمله العرب!

من الطريف اذن ان يتفاعل البعض مع دعوة اغلاق الأنوار غدا, و كأنهم يتعاطفون مع جلاديهم!
أرجوكم افتحوا الأنوار غدا.


نقل للمنتدى الأجتماعى بمعرفتى

مشرف المنتدى العام