زادت حوادث العربيات .. و بقي صعب إن تلاقي شخص ميعرفش عالأقل شخص أو إتنين ماتوا في حادث .. و في عصرنا هذا الواحد اما بيموت .. البروفايل بتاعه عالفيس بوك مبيموتش .. بيفضل موجود و لكن بلا روح .. لا بيتدخل عليه ولا بيتجدد .

و من الأشخاص اللي أعرفهم و ماتوا في حوادث سيارات كان فيه منهم إتنين عندي علي فيس بوك .. و الحقيقة زيارتي للبروفايلات بتاعتهم بعد ما ماتوا أثرت فيا .

أول واحد كان معرفة سطحية تماماَ .. صديق لأصدقائي .. شاب للأسف ككثير من الشباب حالياَ بيفتخر بالحاجات الغلط اللي بيعملها .. و أخر profile picture كان حاططها لنفسه .. كانت صورة له ماسك كانزاية بيرة .

الحقيقة الموقف كان محرج جداَ .. الناس بتدخل تكتبله أدعية عالبروفايل بتاعه .. و في الجانب صورة له ماسك علبة بيرة .. مات و تركها .. لا يستطيع أحد تغييرها .. إمكانية تغييرها ماتت معه .. مكنش يعرف إن الصورة دي هتكون أخر صورة .. مكنش يعرف إنها صورة هتجاور أدعية لمتوفي بالرحمة و أن هذا المتوفي هو هو نفسه .

الشخص الثاني كان شاب 18 أو 19 سنة بيدخل عالجروب بتاعتنا اللي عاملنها لمحبي السيريون علي فيس بوك .. و كان بيقعد يسأل في حاجات للعربية و لاحظت من أسألته حبه للسرعة .. و بعد فترة .. دخل عالجروب قال إنه عمل حادثة دمر فيها السيارة و الإيرباج فتح .. و سألته عن تقرير التوكيل و لم يرد .. و عندما تأخر في الرد .. دخلت البروفايل بتاعه عشان أشوف فينه .. لقيت رسائل الله يرحمك و هتوحشنا و ربنا يغفرلك .. و إكتشفت إنه توفي .. راسلت أحد أصدقائه لمعرفة ملابسات وفاته .. عرفت إنه بعد ما عربيته إتدمرت .. كان راكب مع تلاتة صحابه عربية واحد فيهم .. و طبعاَ إنتم عارفين الباقي .. سرعة و غرز .. و العربية إتقلبت بشكل عنيف .. واحد مات و واحد جاله نزيف في المخ و إتنين أصيبوا بكسور قد تصير عاهات!

فضولي خلاني أتفرج عالبروفايل رغم إني لم أقابله يوماَ .. لقيت أخر quiz عمله بعنوان how many sex partners will you have before you die

الحقيقة توقفت امام العنوان و راح مني الكلام .. هو طبعاَ كان بيعمل الكويز و مش عارف إن before you die دي فترة قصيرة جداَ !

و لكنه عمله .. و مات ! و راح .. و بقي الكويز في صفحته ليعبر عما كان يدور بخاطر شخص هو تحت الأرض في قبر مظلم و موحش .. عاري من كل شئ في الدنيا سوي قماشة بيضاء هي كفنه .. بلا حراك و بلا روح بينما نحن نتكلم .

الحقيقة انا مش عارف أربط الحاجات اللي قلتها ببعض عشان أطلع بنقطة معينة و لكن هي أفكار .. حسستني بحاجات معينة ..

الإنترنت بقي عامل زي صحيفة الأعمال ! يعني ممكن تخش علي صفحة واحد ميت .. تعرف إيه أخر حاجة عملها قبل ما يموت .. بل إيه أخر حاجة فكر فيها .. و إيه أخر رحلة طلعها .. و تشوف صورها .. و تشوف مين كانوا صحابوا .. و كان بيحب أفلام إيه و مزيكا إيه .

غير كدة .. إحنا ساعات بنستهيف حاجات و قد يكون الباقي لنا في الدنيا ساعات معدودة .. و قد تكون هذه الحاجات .. غير قابلة للمحو .

الأبهات اللي بيجيبوا لأولادهم سيارات بدون رقابة .. عشان يموتوا فيها.

السرعة و الجنون و إن الواحد مبقاش عارف هيرجع بيته ولا لأ .

الحقيقة انا مش عارف انا عايز أقول إيه بالزبط .. أتمني تكونوا فهمتوا أي حاجة