الموضوع: رؤية اسرائيلية لشبكة حزب الله في مصر

من اوائل عام 2006 و اجهزة المخابرات المصرية و الغربية و الاسرائياية كانت علي علم بعمليات تهريب يقوم بها حزب الله لصالح حماس -نيابة عن طهران- مستعينا بشبكات سرية في سيناء و مدن القناة"بورسعيد و السويس و الاسماعلية"

ولكن يوم الاربعاء الماضي 8ابريل القت قوات الامن المصرية القبض علي 49 رجلا"41 مصريا وسبعة من عرب اسرائيل و مواطن لبناني"
بتهمة دعم حماس و حزب الله و لم يذكر المصرييون شيئا عن ايران.
الاعتقالات بدأت في نوفمبر الماضي و مازالت مستمرة
أثار هذا الكشف مشادات كلامية بين القاهرة و زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وقد اعترف حسن نصر الله بأن رئيس الشبكة "سامي شهاب "ينتمي الي حزب الله و انه كان يقدم المال و الدعم اللوجيستي لحماس و قال نصر الله "نحن لا نخجل من ذلك".
و اتهم نصر الله النظام المصري بالعمل علي مساعدة امريكا و اسرائيل لابقاء فلسطنيي قطاع غزة تحت الحصار .
وردا علي اتهامات نصرالله وصف مصدر مصري نصر الله بأنه عميل ايراني و اتهمته القاهرة بالتأمر و التخريب ضد الحكومة لصرف الانتباه عن طموحات ايران النووية.
و الامر برمته عليه ستار كثيف من التغطية و السرية و افادت مصار دبكا الاستخباراتية انه لابد من الاعتراف بحقيقة وجود عمليات استخبارية في مصر ادت الي وجود شبكة ايرانية سرية تعمل في مصر منذ ثلاث سنوات .
وكما هو معلوم فان حزب الله يسهم في عمليات ايران السرية في الخارج من وقت الراحل عماد مغنية و امتنعت مصر من جهتها عن اتهام طهران علنا من التغلل العميق في امور امنها في حين ان الجانب الايراني وضع هذه العمليه في ذهنه لتجنب تعرض ايران للخطر بشكل مباشر في العملية.
وطبقا لملفات دبكا الاستخبارية فان هذه المجموعة المكتشفة مهمتها اكبر بكثير من الاهداف التي اعلنتها وسائل الاعلام المصرية و الاسرائيلية "وهي التخطيط لهجمات ارهابية في مصر وعلي اهداف اسرائلية في سيناء" وهي القيام بزرع بني تحتية و لوجستية للاستخبارات الايرانية بشكل سري علي طول شواطئ خليج السويس لكي تتواصل مع خلايا ايرانية مماثلة تعمل من الصومال و السودان قبالة خليج عدن و المحيط الهندي الي قناة السويس وذلك لمواجهة الوجود البحري الامريكي في تلك المياه.
و الهدف ايضا من وجود هذه الخلايا الانتقام من السعودية و الغرب وحركة المرور في قناة السويس في حالة توجيه ضربة عسكرية امريكية او اسرائيلية ضد منشأتها النووية.
و تحقيقا لهذا الهدف بدأ عملاء مجنديين من فبل ايران في عام 2006 بشراء الشقق السكنية في الطوابق العليا من البنايات الشاهقة القريبة من قناة السويس لذا فان اعتقال الشرطة المصرية لهؤلاء 49 شخصا ربما يكون قمة جبل الجليد من عملاء ايران المجنديين في مصر لان المخابرات الايرانية تعلم جيدا اهمية و جودها في المواقع المتقدمة القريبة من اسرائيل و دورها في تهريب السلاح الي قطاع غزة.
في يوم 17 مارس 2007 كتب موقع دبكا فايل
هناك ادلة علي تعاون ايراني فنزويلي و ان الحرس الثوري الايراني قد اقام شبكة للتهريب عبر صحراء سيناء و هذه الشبكة ممتدة الي موانئ قناة السويس و خليج السويس جنوبا حتي السودان و شمالا الي البحر المتوسط .
وقد حذرت اسرائيل مصر مرات عديدة بأن هناك عصابة متخفية ذات افرع عديدة تعمل في سيناء مما من شأنه ان يقوض جهود قوات الامن المصرية في فرض الامن هناك.
وقد جاء ذكر الشبكة الايرانية في مصر في حديث سابق بين وزيرة خارجية اميركا السابقة رايس و رؤؤساء وكالة المخابرات الامريكية مع وزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان و ذلك في اجتماعهم في العاصمة الاردنية عمان 20 فبراير 2007 عندها ابلغ سليمان رايس ان مصر تفتقر الي الامكانات العسكرية و الاستخبارية و المالية لكي تستطيع التعامل مع معاقل التهريب الايرانية التي زرعت علي طول قناة السويس بشكل فعال و كان رأيه ينص علي ضرورة التدخل الامريكي لتقليص الدور الايراني في عمليات التهريب.
ومنذ ذاك الوقت و عمليات تهريب الاسلحة الايرانية لفلسطيني القطاع في تزايد مستمر
و قد كانت العملية الاسرائيلية ضد حماس من ديسمبر 2008 الي يناير2009 هي التي اقنعت الامريكيين بضرورة الاستماع الي الوزير المصري منذ البداية.
لذا فان الشبكة التي كشفت عنها القاهرة الاسبوع الماضي كانت جزءا من العمليات العسكرية و الاستخبارية التي تقف وراءها الولايات المتحدة و اسرائيل لاقتلاع البنية التحتية الايرانية علي طول شواطئ البحر الاحمر و قناة السويس.
و منذ ستة اشهر بدأت القاهرة في كسر الحلقة الايرانية و تم ذلك بعدما عززت الولايات المتحدة قوتها البحرية في خليج السويس و البحر الاحمر
. و من هذا المنطلق قرر بارك اوباما الذي انتقل لتوه الي البيت الابيض ان الدخول في حوار مع ايران سيكون مفيدا للتخفيف من قبضتها علي الامور الاستراتيجية في الشرق الاوسط

وتأتي هذه العملية استمرارا لما يحدث في المنطقة من اعتراض سفن ايرانية محملة بالذخائر لتهريبها الي حماس و ذلك في يوم 21 يناير و ايضا تكملة للعملية التي تمت بالتعاون الامريكي مع اسرائيل بالهجوم الجوي علي قافلة اسلحة ايرانية في السودان كانت في طريقها الي مصر ثم الي حماس
لذا فان التراشق الحادث بين مصر وحزب الله يمثل الوجه الخفي للصراع القائم بين اثنين من الاوزان الثقيلة امريكا و ايران في هذا المجال الحساس

المقال منقول من موقع دبكا فايل الاسرائيلي ومن ترجمتي "فعذرا لأي خطأ غير مقصود http://www.debka.com/article.php?aid=1385
بتاريخ 11 ابريل 2009