الاصدقاء الاعزاء رغم ادراكي ان الموضوع طويل الا انه في غاية الاهمية وارجو منكم الصبر علي قراءته كاملاً



في الآونة الأخيرة بدا اهتمام المجتمع الدولي يزداد بوضع مرض أنفلونزا الطيور بمصر حيث قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها يوم الأحد 12 ابريل 2009 "إن انتشار أنفلونزا الطيور في مصر يزيد المخاوف بين العلماء من إمكانية انتشار المرض عبر البشر". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الإصابة بأنفلونزا الطيور في مصر أصبحت أقل خطورة إذ لا تأتى على حياة المصابين بها، إلا أن العلماء يخشون من أن هذا الأمر بالذات، قد يجعل الفيروس أكثر قدرة على أن يتحول إلى وباء يقتل مئات ملايين البشر.
فمن الثابت علميا قدرة فيرس الأنفلونزا علي التحور والتغير باستمرار وهو ما يجعل من الصعب إيجاد لقاح فعال له. ويزيد من قدرة وفرصة الفيروس علي ذلك بقاء العائل (المريض) حياً. إذ يعني هذا نجاح الجهاز المناعي في التصدي للفيروس مما يجبر الفيروس علي تغيير شكله ليتغلب مرة أخري علي الجهاز المناعي. وهنا تكمن الخطورة القصوى!!!

فحتي ألان يمكن لفيروس أنفلونزا الطيور الانتقال من طائر إلي أخر أو من طائر إلي إنسان إلي جانب أنباء غير مؤكده علي قدرته للانتقال إلي الفئران وهو ما قد يكون الطامة الكبري. وهو ما يدل علي تحور المرض والخوف ألان من أن يكمل دورة تحوره ليصبح قادر علي الانتقال من إنسان مريض لأخر سليم. وعندها تكفي عطسة واحدة من إنسان مصاب بالفيروس الجديد لنشر وباء قد يكون عالميا. وطبقا للدراسات التي تمت منظمة الصحة العالمية. فان حدوث هذا سيخلف حوالي 3 مليون حالة وفاه في مصر وحدها وحوالي 6 مليون مصاب بالمرض ويحتمل أن يحصد أرواح 750 ألف بريطانى ضمن 15 مليونا سيلقون حتفهم في أوروبا. و10 ملايين في الولايات المتحدة وحوالي 50 إلي 70 مليون في أسيا.
منظمة الصحة العالمية تجرى بحثاً حول مدى إمكانية حدوث تغيرات في نمط المرض في مصر، التي تعد البلد الأكثر تضرراً خارج آسيا. حيث زادت الإصابات بالمرض هذا العام، وظهرت ثلاث حالات خلال الأسبوع الماضي جميعهم من الأطفال دون الثالثة، في حين كانت الإصابات قبل عام واحد تنحصر بين البالغين والأطفال الكبار. كما أن الإصابات هذا العام كانت أضعف من المعتاد، ففى حين اعتاد المرض على قتل أكثر من نصف المصابين به، فإن كل المصريين الذين أصيبوا بالمرض خلال هذا العام وعددهم 11 ما زالوا على قيد الحياة. إن هذه التطورات ترجح انتشار المرض، وتخشى منظمة الصحة العالمية من أن زيادة الإصابات بالمرض هذا العام بين الأطفال الصغار دون ظهور حالات مشابهة بين الكبار قد تنبئ بأن البالغين أصيبوا بالمرض دون أن تظهر أعراضه عليهم. ومن المقرر أن يبدأ البحث الذي تجريه منظمة الصحة العالمية هذا الصيف، حيث سيتم فحص دماء الأشخاص الذين قد يكونوا على اتصال بالطيور المصابة، إلا أن أعراض المرض لم تظهر عليهم.

كيف تقي نفسك وتقي أسرتك من هذا الخطر؟
1. تجنب تماما الاتصال بالطيور الحية عموما أي كان نوعها حتى الحمام والأرانب.
2. اشتري الدجاج والطيور المجمدة بدلا من الحية.
3. قاوم الفئران في منطقة سكنك بوضع الطعوم والمصائد ... وتذكر أن القطط والكلاب ربما تصبح عائل محتمل للمرض.
4. النظافة الشخصية وخاصة غسيل الأيدي باستمرار من أهم الطرق لتجنب المرض.
5. لا تخالط الأشخاص المصابين بالأنفلونزا.... وان اضطرتك الظروف لزيارة مريض فلا تصافحه أو تقبله ولا تمكث معه كثيراً ... لا تمكث بعيادة الأنف والأذن وهي مكتظة بالمرضي دون داعي وان كنت بصحبة مريض ما فانتظره بالخارج.
6. أكثر من تناول الفواكه الطازجة والخضروات فهي تساعد علي الرفع من قدرة الجهاز المناعي.
7. تشميس الغرف والأسرة وتهويتها جيدا هام للصحة العامة ويساعد علي قتل الميكروبات ومنها الفيروسات.

كيف تكتشف إصابة شخص ما بأنفلونزا الطيور وماذا تفعل.
1. إذا شعر احد المقربين منك بأعراض (ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من 38 درجة – تعرق – رشح - كحة – قئ – غثيان - إسهال) قم علي الفور بنقله إلي مستشفي الحميات ولا تنتظر وتحاول بنفسك علاجه وثق بان طبيب الأنف والأذن قد يكون اختيار غير موفق.
2. قم بإغلاق الغرفة التي كان ينام فيها أخر 3 ليالي ولا تستخدمها ... وإذا كان هذا غير ممكن فقم بارتداء قفاز وكمامة لمنطقة الأنف والفم ثم قم بتغيير فرش السرير بالكامل واستبدال المخدة بأخرى وكذلك الستائر والسجاد.
3. اغسل كل ما سبق علي درجة حرارة الغليان بالإضافة لكامل ملابسك التي كنت ترتديها أثناء تنظيف الغرفة باستخدام غسالة أوتوماتيكية.
4. قم بتظهير الأسطح الصلبة للغرفة كالموبيليات والأجهزة الكهربية والجدران بمحلول مطهر قوي (ديتول) ولا تنسي التليفون المحمول وريموت التلفاز وكل ما كان علي اتصال مباشر بهذا الشخص. ولا تنسي ارتداء واقي الأنف والقفاز الطبي.
5. لا تستخدم أدواته الشخصية أبدا. وأضف إلي سائل تنظيف الإطباق قليل من المحلول المطهر. قم بالتخلص من فرشاة أسنانه وماكينة الحلاقة الخاصة به بعد تطهيرها جيدا.
6. نبه علي كل المتواجدين بالمكان إتباع تعليمات النظافة الشخصية والوقاية بكل حزم. ومراجعة الطبيب في حالة الشعور بأي أعراض.

ما الذي يجب عمله إذا تحولت أنفلونزا الطيور إلي وباء؟؟؟
هذا هو السؤال الأصعب ولا يحب معظم المتخصصين الإجابة عليه. فمجرد تصور هذا يكون مرعباً لأقصي الحدود. خصوصا في بلد مثل مصر تكتظ بالسكان في مساحة محدودة من الأرض. وفي ظل وعي ثقافي وصحي ضعيف وانخفاض الرعاية الصحية اللازمة لمواجهة مثل هذا الوباء.
ولك أن تتخيل أن بريطانيا وهي من أهم الدول المتقدمة في المجال الطبي وبها مستشفيات مجهزة لمواجهة ظروف الحجر الصحي والتعامل مع الأوبئة. تتوقع وفاة ما يقرب من 750 ألف مواطن.. فما بالك بمصر؟
سأحاول قدر استطاعتي تلخيص أهم الخطوات التي يجب إتباعها.
1. العقار الوحيد المعترف به دوليا كعقار قادر علي علاج مرضي أنفلونزا الطيور هو عقار تاميفلو 75ملجم (Tamiflu® 75 mg) وهو مضاد للفيروسات فمويّ لمعالجة أو لتجنّب الإصابة بالأنفلونزا هذا العقار يهاجم فيروس الأنفلونزا ويمنعه من الانتشار داخل الجسم
2. إرشادات قبل تناول الدواء: إذا شككت أنك تعاني من الأنفلونزا، عليك استشارة أخصائي بالعناية الصحية (الطبيب، الصيدلاني) قبل تناول دواء تاميفلو. احرص على تناول تاميفلو خلال48 ساعة من بداية ظهور الأعراض. كلما أسرعت في تناول الدواء، حصلت على نتائج أفضل.
3. كيفية تناول هذا الدواء :
a. لمعالجة الأنفلونزا لدى البالغين : الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة فئة 75 ملغ من دواء تاميفلو، مرتين في اليوم لفترة 5 أيام متتالية. ليس من الضروري تناوله مع الطعام ويجب بدأ العلاج خلال يومين اثنين من ظهور أعراض الأنفلونزا، لكن تذكر، كلما أسرعت في تناول الدواء، حصلت على نتائج أفضل
b. للوقاية أو لتفادي الإصابة بالأنفلونزا لدى البالغين (أي إذا كنت تعيش أو تعمل مع زملاء يعانون من الأنفلونزا، وتزيد لديك بالتالي نسبة الإصابة بهذا المرض الكثير العدوى، من أفراد العائلة التي تعيش معهم، إلى محيط المكتب، خلال أداء فريضة الحج ، الخ...) : تناول كبسولة واحدة من دواء تاميفلو فئة 75 ملغ مرة واحدة في اليوم طالما أنك على اتصال قريب من المصابين بالأنفلونزا.
c. لمعالجة أو لتفادي الإصابة بالأنفلونزا لدى الأطفال والمراهقين: حتى هذا التاريخ، لم يتم تسجيل شراب دواء تاميفلو للأطفال.
4. التأثيرات الجانبية الممكن حدوثها : ممكن احتمال دواء تاميفلو عموما بشكل جيد. التأثيران الجانبيان الأكثر انتشارا هما الغثيان والتقيؤ. إن تناول تاميفلو مع الطعام قد يقلص من إمكانية حدوث هذه العوارض الجانبية. إذا لاحظت ظهور أي تأثيرات جانبية غير المذكورة ، أو إذا كنت قلقا حول التأثيرات الجانبية التي تعاني منها، الرجاء استشارة أخصائي بالعناية الصحية. ... يحفظ دواء تاميفلو في درجة حرارة الغرفة في أقل من 25 درجة م. يفضل في مكان جاف.
5. انصح الجميع بالانتقال للسكن في المناطق قليلة السكان والطوابق العليا بصورة مؤقتة أثناء حدوث الوباء لا قدر الله.
6. تجنب الشقق ذات التهوية الرديئة ... أو المنافذ التي في اتجاه واحد والتي بها غرف بعيدة عن الشمس.
7. احتفظ في منزلك بطعام كافي من الحبوب والمعجنات ولا تقم بالخروج من المنزل إلا للضرورة.
8. استخدم المطهرات دائما واحرص علي أن ينام كل شخص في سرير مستقل.
9. قم بغلي الماء والألبان قبل تناولها ولا تعرض طعامك للحشرات .... تخلص من الحيوانات الأليفة واعلم أن حياتك وحياة أسرتك أهم بكثير.
10. راقب درجة حرارة كل المتواجدين معك بانتظام.

أشياء يجب عليك الاحتفاظ بها في منزلك دائما.
1. كتيب للتوعية بالمرض .. وفي هذه الحالة يمكنك الاعتماد علي هذا المحتوي.
2. ميزان حرارة دقيق.
3. مادة تطهير قوية يعتمد عليها .. انصح بالديتول .. علي أن تكون بكميات تتناسب مع عدد أفراد الأسرة.
4. قفازات طبية وكمامات للأنف معقمة.
5. كميات كافية من الأطعمة تكفي عدة أيام.
6. عقار تاميفلو بواقع علبة لكل فرد إن أمكن.

وفي النهاية أحب أن أقول أن الاستماع لنصائح وإرشادات المتخصصين والعلماء اقصر الطرق لتجنب مثل تلك الكوارث وهو من سمات المجتمعات المتحضرة. اما المجتمعات المتخلفة فانها تلقي باقوال متخصصيها وعلمائها ولا تلقي لهم بالاً

د/ محمد جمعة
مدرس الميكروبيولوجيا العام والتطبيقية
معهد الميكروبيولوجي
جامعة هانوفر
جمهورية ألمانيا الاتحادية