أن تجد نفسك مبصراً في بلاد العميان
ترى الخطر وتحذر منه ولا مجيب
ترى الحق وتشجع عليه ولا مستجيب
إذا أردت أن تحصل على حقك فآلاف يتطوعون لكسر هذا الحق ومنعك من الحصول عليه
وإذا أردت أن تنصر حق الآخرين لوجه الله تعالى تصير عدواً للجميع
لو نصرك الله على شخص ما يكرهك الناس
ولو ظلمت يشمت بك الناس
ولو فعلت ما يستوجب الشكر لا يشكرك أحد حتى من أحسنت إليه
ترى كل من حولك يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
ويحبون أن يسلبوا حق من فعل واجتهد وأصاب
لا تجد لك كرامة في وطنك
وتجد قيمك وقد صارت قيماً مثالية يستحيل الحياة بها
تريد أن تحتسب أمرك كله عند الله تعالى فهو النصير والوكيل
فتجد نفسك مذنباً عاصياً فقيراً
تريد أن تقوم بمبدأ رعايتك لمن أنت مسئول عن رعايته
فتجده يفعل كل السبل للخروج من عباءتك والتمرد عليك
هل قيمي صارت بالية
وهل الحق صار بعيد المنال إلى هذا الحد
وهل عجزت وأعجز كل يوم على تنشئة أولادي على ما نشأت عليه
وأي مستقبل ينتظرهم في ظل هذه الغابة المتوحشة التي تضيع فيها القيم والحقوق والعدل كل ساعة ودقيقة ..
يا ربي أنت تعلم أني لم أبغ إلا وجهك الكريم
وأقوم بما يمليه ضميري وواجبي نحو الآخرين
فلماذا أهون عليهم ؟
ولماذا يستبيحونني ؟
ولماذا يستحلون ويأكلون حقوقي ؟
لماذا صرت أشبه بجثة ملقاة في صحراء مقفرة تتنازعها الغربان والنسور ؟
أي أمل بعد هذا في هذه الحياة المقيتة
سئمت سئمت انتصار الكلاب
وإنا لله وإنا إليه راجعون