السمكة الطبيبة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...
أسوق إليكم إخوتي بعض المعلومات مما قرأت و فوجئت بمعلومات يسجد لها العقل تعظيما لرب العالمين و ها أنا ذا أسرد لكم ما قرأت:
أحد علماء البحار كان يركب مركبة أبحاثٍ تحت سطح الماء ، لفت نظره أن سمكةً كبيرةً خرجت من سربها ، واتجهت إلى سمكةٍ صغيرة ، فتصوَّر كما هي العادة أن هذه السمكة الكبيرة توجَّهت إلى الصغيرة لتأكلها ، ولكنه وجد أنها وقفت إلى جانبها ، وبدأت السمكة الصغيرة تأكل من حراشف الكبيرة ، سجَّل عنده هذه الظاهرة .
بعد عشرة أعوامٍ تقريباً اكتشفت حقيقةٌ مذهلة وهي : أن هذه السمكة الصغيرة متخصصةٌ في علاج أمراض الأسماك كلِّها ، وكأن عهداً وميثاقاً غير مكتوبٍ بين أسماك البحر ، يقرر أن هذه السمكة الصغيرة ، المتخصصة بمداواة أمراض السمك الخارجية ، لا ينبغي أن تؤكل ، لذلك أجريت بحوثٌ كثيرة ، وتتبع العلماء مواطن هذا السمك ، الذي أعطوه اسماً خاصاً ، هذا السمك متخصصٌ بكل الأمراض التي تتوضع على حراشف الأسماك الكبيرة ..
جعل الله عزَّ وجل غذاءه على التقرُّحات ، والإنتانات ، والطفيليات، والفطريات ، التي تتوضع على حراشف الأسماك الكبيرة ، فالأسماك الكبيرة تتجه إليها لتعالجها من أمراضها ، وكأن هناك عُرفاً وامتناناً ، بل إن بعض الحالات الغريبة ، التي سجِّلت وصورت ، أن سمكةً كبيرة كانت تشكو قرحةً في فمها ، فتحت لها فمها ودخلت هذه السمكة الممرضة آمنةً مطمئنةً، لتعالجها من هذه القروح ، وفي الوقت نفسه هاجمت هذه السمكة ـ التي تعالج ـ سمكةً أكبر منها لتأكلها ، فما كان منها إلا أن أخرجت من فمها هذه السمكة التي تمرِّضها ، وولت هاربةً .
ما هذا العرف ؟ وما هذا العقد ؟ وما هذا الميثاق ؟ وما هذا القانون الذي هو مطبقٌ في كل أنحاء البحار ؟ أن هذه السمكة التي خلقها الله ، مزوّدةً بمنقارٍ دقيقً دقيق يصل إلى أدق الثنايا ، وأن هذه السمكة جهازها الهضمي يتقبَّل الفطريات ، والتقرحات ، والإنتانات ، وما شاكل ذلك ، وهو غذاءٌ لها ، وأن هذه الأسماك الكبيرة تتجه إليها حينما تشكوا من تقرحاتٍ ، بسبب ما يحدث بين الأسماك من احتكاك ، أو من معارك أحياناً .
الشيء الذي يلفت النظر ، أنه إذا كثرت هذه الأسماك أمام السمكة الصغيرة ، صففت وراء بعضها بعضا ، وكأنها مجتمعٌ متحضر ؛ ليس هناك ازدحام ، ولا تزاحم ، ولا تدافع ، ولا سباب ، وقفت هذه الأسماك الكبيرة ، وقد سجِّلت هذه الصورة بضعة عشرات من الأسماك ، تقف وراء بعضها بعضاً ، تنتظر دورها في المعالجة ، وقد تستغرق المعالجة دقيقةٌ أو أكثر ، وتنصرف إلى حال سبيلها .
إخوتي ... هذا خلق الله ، فأروني ماذا خلق الذين من دونه ، مليون نوع من السمك ، من أعلمهم جميعاً أن هذه لا تؤكل ، هذه لا يعتدى عليها ، هذه تقوم بمهمةٍ إنسانية ، من أعلمها ؟ هل هذه الأسماك عاقلة ؟
إخوتي ... تفكروا في خلق السماوات والأرض ، فهو باب كبير تتعرفون إلى الله من خلاله ، تفكَّروا ، دققوا ، لا يأكل أحدنا الطعام كما يأكل عامة الناس ، فكِّر في طعامك ، فكِّر في شرابك ، فكر في حاجاتك ، من سخرها لك ؟ من جعلها متوافرةً أمامك ؟ اللهم أرنا نعمك بكثرتها لا بزوالها .
هذه المعلومات قرأتها من كتاب للدكتور الرائع محمد راتب النابلسي....

ما رأيكم ؟

منقول