بلغنى أن السيد على قمحاوى.. أرسل إلى نائبه شديد حصاوى.. وجلسا يحتسيان شراب الشعير معاً.. ويتجاذبان أطراف الحديث بالصومعة.. وسأله عن أسباب تلك الزوبعة.. التى أثارتها هذه الفرقعة.. عن صفقة القمح المشبعة.. بحشرات ذات أصناف متنوعة.. فمنها ما يطير ومنها ما يمشى على بطنه ومنها ما يمشى على أربعة..
فقد دأبت الحكومات المتوالية على استيراد أنواع عديدة من العلف.. لمواطنينا حتى يشتد بأسهم ويزداد الخلف.. فقديماً قالت أم كلثوم فى قصيدة الأطلال.. عن صفة معظم الرجال.. واثق الخطوة يمشى ملكاً.. وقد صار هذا الآن محال.. لأن النظام الملكى اندثر وزال.. وقد تغيرت صفات الرجال وتغير الحال..
فأصبح تائه الخطوة يمشى برطعة.. وفوق الظهر يحمل بردعة.. تاركاً زمام أمره لمن يتولى أمره لاغياً عقله ليطول عمره.. مصدقاً تلك العبارة المكررة المزعومة.. عن السلع التموينية المدعومة.. وعلى رأسها ذلك الشىء المخيف.. المسمى مجازا بالرغيف.. فقاموا باستخدام كل ما لديهم من عوامل.. من أجل جعله يحتوى على الغذاء الكامل.. فتم تزويده بالعديد.. من المسامير لكى تمده بالحديد..
وتم أيضاً مزجه بالأخشاب.. فصارت أمعاؤنا منه كالدولاب.. وقد أوصى أحدث الأبحاث والنشرات.. بضرورة مده بالحشرات.. وهنا سأله قمحاوى عن الكميات.. قال الحصاوى بالعشرات وليس المئات.. فهناك نسبة مسموحة.. من الحشرات فى القمح يا قموحة.. ويتم تزويده أيضاً بالديدان.. كالطعم بالسنارة كى يجذب الإنسان..
ويتم وضعها عند طحنه فيه.. ليصل الدعم إلى مستحقيه.. ويتم وضع براغيت الست على وجه الرغيف.. مع الردة حتى تعطيه الشكل الظريف.. وبعد عمل الخبز يتم نقله إلى هناك.. حيث الجماهير الغفيرة طابوراً عند الأكشاك.. وهنا تشدو عفاف راضى إلى شعب المحروسة.. الواقفين بالطابور: سوسة سوسة سوسة.. نملة صرصار وناموسة.. سوسة واللى حاياكله يبقى حمار ولا جاموسة..
وهنا انفعل قمحاوى وطبع على خد الحصاوى بوسة.. وقد أوصت وزارة الصحة عند أكل الرغيف إخوانى الأعزاء.. فى وجبة الإفطار والغداء والعشاء.. عليكم بتزويد المائدة بفردة حذاء.. لضرب الرغيف اذا زحفت به الحشرات إلى الوراء
المفضلات