الموضوع: "طِلب" ساكن في حي الطرب

مروه عبد الفضيل- ولاد البلد- عشرينات- 1/10/2007


قال عنه الأديب الكبير طه حسين أنه "القاعدة المصرية للأغنية الشعبية"..
فأغانية تقتحم مسامعنا زي السفينة اللي مالهاش مرسى ولا مينا، فيتراقص طربوشه ويميل على جبينه فتنطلق أهات السميعة (الله الله سمعنا يا ِطلب)..

محمد عبد المطلب.. عشقنا صوته وتمايلنا على أنغامه العفوية الممتزجة بخبرة سنوات مديدة، فرسخ الغناء الشعبي في قلوبنا كأنما نقش جذور مرحة غنائية في قلوبنا الحزينة، ولما لا، والأطفال والكبار يعرفونه صوتا وصورة، فلا أحد لا يعرف رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابة أهلا رمضان غنوا معانا أهلا رمضان رمضان جانا..
حسرة عبد المطلب
عشق عبد المطلب أرض هذا الوطن ورفض كل شيء من أجل البقاء على جذوره الإسكندرانية المشبعة بهدوء البحر وثورته أحيانا.. فمن عاصروه جزموا أنه كان متقلب المزاج أحيانا يثور لأتفه الأسباب، ولأسباب أكثر عمقا لا يثور بل يكون هادئ الطباع مطالبا من حوله بالتزام الهدوء لأنه أبسط الطرق وأسلمها لحل المشكلات، وظهر ذلك واضحا بعد أن طلب منه منير مراد أن يمزج أغنيته (الليل) ببعض الإيقاعات الخواجاتيه على حد تعبيره فما كان من عبد المطلب إلا أن يثور في وجه منير قائلا: "ناقص تقولي إلبس برنيطة؟! لا ولو الأغنية دي هتوصلني للعالمية ياخي بلاها".

هذا وفشلت كل محاولات المقربين منه في إقناعه بضرورة تحديث أغانية، ولم يستطيعوا أن يجعلوه يتخلى عن جلبابه المصري ورداءة العربي، فما كان من حل أمام مراد منير إلا أن يفكر في حيلة ليتحسر بها عبد المطلب عن رفضه لحداثة أغانيه فأهدى الأغنية للمطربة شريفة فاضل التي تغنت بها فكانت أغنية الموسم وأحدثت ضجة عالية ولاقت ردود أفعال واستحسان كبير.
مقاطعته لموسيقار الأجيال
بدأت رحلة محمد عبد المطلب مع الفن بعد أن أعجب الكثيرون بصوته وهو يتلو القرآن في إحدى كتاتيب الإسكندرية، التحق بعدها طلب بأحد المدارس الابتدائية إلا أنه لم يكمل تعليمه ويرجع السبب في ذلك إلى عدم حبة التعليم وانشغاله (بغرمفون) وهي إحدى الآلات التي كانت متواجدة عند صبي المقهى بقرية شبراخيت، فكان يهرب من المدرسة ليعزف على هذه الآلة التي لطالما التف حوله جيرانه وأصحابه ليتمتعوا بعزفه عليها ليكون تصفيقهم تشجيعا أكثر له، فقرر على الفور بدأ رحلة كفاحه مع الغناء الشعبي، فنزل إلى القاهرة ليمكث في أحد اللوكاندات التي وصفها (طلب) في أحد أحاديثه بأن سريرها مثل القش ووسادتها مجمعة من ورق الجرائد!

ولأنه عشق الفن ظل عبد المطلب يبحث عن متنفس فني له فوجد ضالته على مقاهي القاهرة مقصد الشعراء والفنانين، وبينما كان يقوم بإحدى هذه الجولات التقى صدفة بالفنان داوود حسن الذي أعجب بصوته وعلى الفور ضمه إلى الكورس في فرقته، وبدأت خيوط الأمل تعلن عن وميضها في حياته الفنية إلا أن هذا الأمل بدأ يتضافر حينما تقابل صدفة مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أثناء زيارته لمعهد الموسيقى العربية وبعد عدة أحاديث معا قام (طلب) بزيارته في مكتبة بالتوفيقية، وحكى له عن مأساته وعدم تواجد ولو قرش صاغ معه ليطعمه، فما كان من موسيقار الأجيال إلا أن وضع يده في جيبه وأعطي له 10 جنيهات دفعة واحده وتوطدت العلاقة بينهما وعمل معه في فرقته واشترك كذلك في عدد من اسطوانات موسيقار الأجيال مثل أحب أشوفك كل يوم، ووعده عبد الوهاب أنه سيصحبه معه أثناء سفره إلي باريس لتحميض فيلمه الوردة البيضاء، وعاش (طلب) على أمل السفر معه إلا أن عبد الوهاب وبدون أي إعتذارات سافر بدونه.

وعلى الفور قرر طِلب أن يقطع علاقته به لأنه على حد كلامه وقتها لم يفي بوعده له وقرر أن يشق طريقة ولا يعتمد على أحد، فبدأ بالغناء في الملاهي الليلية وكازينو بديعة مصابني وبدأت الأموال تتدفق علية من كل صوب، وفي هذا التوقيت أغرته السينما فقام بإنتاج فيلمين هما تاكسي حنطور والثاني هو الصيت ولا الغنى، إلا أن الفيلمين لم يحققا أي نجاح يذكر ليعاني عبد المطلب الإفلاس مرة أخرى.
لقطات في حياته
*تعاون محمد عبد المطلب مع ملحنين عده إلا انه ارتبط أكثر بالملحن الكبير محمود الشريف وقدما معا أحلى الأغاني الشعبية مثل مبيسألش عليه أبدا، وودع هواك، ويا أهل المحبة.

* تعاون كذلك عبد المطلب مع الملحن الكبير كمال الطويل في أغنية الناس المغرمين، ومع محمد فوزي في ساكن في حي السيدة، وغيرهم مثل سيد مكاوي ورياض السنباطي.

*حاول الكثيرين من المنولوجستات تقليده لكنهم جميعا فشلوا.

*سار على نهجه وبحثه عن رصانة الكلمة كل من الفنانين محمد رشدي وشفيق جلال.

*حصل عبد المطلب على وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر عام 1964

* عانى في أواخر أيامه من قلة مساحة صوته وهشاشته بعض الشيء لكن مع (طِلب) تتحقق مقولة إن دبل الورد ريحته فيه.

----------------------------------------------------------

أغانى طلب معايا علطول و مهما حاولت مابعرفش أسكت و بقعد أغنى وراه و بيبقى منظرى و الناس بتتفرج عليا فى الشارع فضيحة بس بجد باتسلطن أوى منه. :D :D :D :D

أنا برضه من عشاق سماع صوت عبدالمطلب و بحس بقوة الصوت و التمكن و قمة الإنسجام عند سماع أغنيه ,فنان أصيل رحمة الله عليه