النهارد انا راجع على الدائرى بالسيارة الريجاتا انا وزوجتى بعد ما خرجنا من كارفور ، وبعد ما عدينا مخرج القطامية بشوية فى طريقنا الى مدينة نصر، وسيارة نقل فنطاس بمطقورة ماسك الشمال ومالوش دعوة بالدنيا واللى فيها

طبعا بعد ما يأست من انه يسيب الشمال رحت واخد يمين منه ومعدى، وإذا فجاه طقت فى دماغه انه يرمى يمين ، والكلام ده كان وانا بالضبط على يمينه وفى نص المسافة بين اول سيارته وآخرها (حوالى 20 متر لأانه جارر مقطورة) ولقيت الهول بيعينه جاى عليا من الشمال ، انا حطيت ايدى على الكلاكس ورميت الديريكسون يمين على الآخر علشان اكسب المسافة على يمينى قبل الرصيف ورجلى ماتت على الفرامل علشان يعدى منى قبل ما يفعصنى فى الرصيف، وتليت الشهادتين ونزلت عليا سكينة وهدوء اللحظات الاخيرة فى الحياه وانا براقب دوبل العجل الخلفى لمقطورة الفنطاس الفنطاس وهو عمال يقرب منى وانا بقرب من الرصيف وبقى كل همى ان الإصابة تكون بعيدة عن زوجتى، كل اللى انا بحكيه ده حصل فى مدى لا يتعدى خمس ثوانى، وانتهت الثوانى الخمسة بصوت طرااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااخ، وعربيتى حسيت انها اتشالت واتهبدتى من على الأض وكل اللى انا شفته المراية الشمال اللى جنبى طارت زى الصاروخ على الأسفلت واذ فجأتان اكتفت ان الطرااااااخ خلصت وان النقل عدا منى وانى لا اتقلبت ولا طلعت فوق الرصيف والعربية لا تزال تمشى على عجلاتها الأربع برغم الإصابة، والموتور داير واديها غيار لقيتها بتستجيب، كل ده فى الثانيتين التاليتن للطراخ، انا مصدقتش نفسى ولوهلة توهمت ان دى اوهام المتوفين حديثا اللى مش بيتقبلوا بسهولة فكرة انهم اتوفوا، لكن فى الثانية التالية اقتنعت اننى على قيد الحياه، الغريب فى الموضوع انى لم افقد اعصابى لحظة ، ولما سائق العربية النقل ركن على جنب ونازل يزعق كما هو تراثنا العتيد فى مسألة خدوهم بالصوت، انا حسبتها فى الثوانى التالية وقلت، انا لو وقفت واتخانقت هتبهدل بدون لازمة ، وفى نفس الوقت لو كبرت دماغى ومشيت هيطمع فيا وممكن يطلع يجرى ورايا، فرحت مهدى وقعدت اقول له اى كلام فاضى من جوة العربية واشوح بإيدى، وبعدين عملت نفسى هركن ورحت مشوحلة بإيدى بما معناه (غور فى داهية ، هو انا هاخد منك ايه يعنى) وواخد بعضى وماشى وموقفتش حتى ابص اشوف العربية فيها إيه ، بصيت بس فى مراية الصالون واطمنت ان مافيش حاجة بتخر، الغريبة ان السيناريو ده كله خد اقل من نصف دقيقة من أول ما ياست انه يسيب الشمال لحد (هو انا هاخد منك إيه يعنى)، لما وصلت البيت اكتشفت ان الحادث اسفر عن تدمير الرفرف الشمال والفانوس الامامى الشمال والمراية الشمال، بس انا كنت ولا زلت مخدر تماما بفكرة نجاتى من موت محقق، وكل ما افتكر منظر دوبل الكاوتش الخلفى المفترس وهو فى طريقه لاعتصارى بحس ان كلل حاجة فى الدنيا هايفة ومالهاش لازمة وبالتالى مش زعلان اوى على العربية ، وياللا اهو رزق السمكرى والبوهيجى،