حسم الصيادون المصريون الذين عادوا إلى مصر مؤخرا الروايات المتعددة، التى تضاربت حول عملية تحرير المركبين، اللذين اختطفا فى الصومال لأكثر من خمسة أشهر، مؤكدين أنهم قاموا بتحرير أنفسهم دون مساعدة من أحد على الإطلاق، بعد محاولات لجهات عديدة ادعاء البطولة، والقفز على الانتصار الذى حققوه على خاطفيهم، وأن ما حدث جرى بتخطيط الدولة والجهات الأمنية.

وأكد سيد حلبى الشناوى، أحد الصيادين العائدين، أن كل ما قاله حسن خليل صاحب المركب «ممتاز 1» والذى سافر إلى الصومال بعد اختطاف المركبين بشهر ليتفاوض مع القراصنة هو كذب وافتراء لكى ينجو بنفسه من المصير الذى وضعنا فيه بعد أن أخذنا للعمل بعقود فى الصومال بشكل غير شرعى، وأخذ جوازات سفرنا لهذا الغرض، ثم «غرر» بنا وأرسلنا إلى أرض، ليس من حقنا الصيد فيها.

سيد حلبى الشناوى هو الذى صرخ من بين الصيادين وسط المشاعر الفياضة من عائلاتهم ومن بعض المسئولين الذين استقبلوهم على رصيف الميناء فور هبوطه من المركب قائلا: «أناشد الحكومة المصرية بأن تأخذ حقى من حسن خليل» نافيا كل البطولات التى رواها خليل عن نفسه مؤكدا أنهم هم الذين قاموا بتحرير أنفسهم دون مساعدة أحد، ورد حسن خليل قائلا: «لا تعليق على ما يقوله سيد ولا أحد يقوم بمعركة وحيدا».

الشناوى أكد أن موقف الدولة المتخاذل حيالهم كان السبب الرئيسى فى رفضهم أى مساعدة بعد تحريرهم أنفسهم وقال: «لم نتلق أى مساعدات أثناء عملية التحرير من أى جهات؛ ولكن بعد إتمام العملية علمت الجهات الأمنية وبعدها بربع ساعة، تلقينا اتصالا لعرض المساعدات والدعم، ورفضنا وقلنا بأن العملية انتهت بأيدينا».تحية الصيادين من فوق مركب «سمارة» لجموع المستقبلين
وقال الشناوى اسألوا الشيخ اليمنى الذى جاء بصحبة خليل ليتفاوض مع القراصنة، ومعهم 120 ألف دولار لدفعها للفدية، إلا أن القراصنة رفضوا تماما هذا المبلغ مطالبين بـ 500 ألف دولار ولم نر خليل بعد ذلك إلا بعد تحريرنا أنفسنا.

وأكد الشناوى أن الصيادين لم يعرفوا على ماذا يتفاوض حسن خليل والذى أبلغهم بهذا الكلام هو يوسف بعقوبة أحد الصيادين من المطرية، لافتا إلى أن الصيادين على متن أحمد سمارة هم الذين بدأوا تحرير الصيادين ثم من بعدهم مركب ممتاز1، مشيرا إلى أن الصوماليين أنفسهم كانوا شهودا على كل الأحداث، وستتضح الحقيقة من استجواب القراصنة الصوماليين الثمانية الذين أخذتهم الجهات الأمنية عند وصول المركبين إلى ميناء الأتكة بالسويس.

من جهة أخرى، أبدى عطا الله محمد، أحد الوكلاء بميناء الأتكة بالسويس، استياءه وثورته بسبب حديث بكرى أبوالحسن شيخ الصيادين بالسويس، بإسناد هذه البطولة للحكومة.

وأعرب الصيادون المصريون العائدون من الصومال عن سوء المعاملة التى تعرضوا لها من جانب القراصنة الذين كانوا يمنعون مياه الشرب عن الصيادين، ويأخذ القراصنة هذه المياه للاستحمام بها.

الأهالى استغربوا من وجود دور لوزارة الخارجية رغم أنها ظلت طوال الفترة الماضية تتعامل مع أهالى الصيادين على أنها ليست طرفا فى المفاوضات، الصيادون فجروا مفاجأة عندما أشاروا إلى اجتماع سرى جرى بين حسن خليل صاحب المركب، والسفير أحمد رزق وبعض الأجهزة الأمنية داخل إحدى الغرف بمطار القاهرة فور وصوله إلى القاهرة، بعدها خرج خليل ليروج للقصة المفبركة حول اصطياد القراصنة، ولا يعرفون تفاصيل اللقاء السرى الذى مازال غامضا.