رائعة عبد الحليم حافظ ... البندقية اتكلمت

في وسط هذا الكم الغير مسبوق من الحسرة واللامبالاة و عدم الانتماء واليأس والسخط العام
احيانا بينتابني شعور غريب .... شعور باني محتاج اشعر بحبي لبلدي ولأنتمائي لها برغم عدم رضائي على أحوالها ..... لكني في الآخر باحبها ... شئت أو أبيت
......
الشعور ده مش اول مرة ينتاب الشعب المصري .... فيه فترة كان اليأس مجتاح الناس بشكل اكبر من اللي احنا فيه .... الفترة دي هي فترة ما بعد هزيمة 1967
كان الناس فاقدين الثقة في كل شيء .....وكان المنظور العام للدنيا اسود حالك ....
لكن الناس استعادت توازنها .... وبدأت تضحي بكل شيء استعدادا لمعركة الثأر .....وكان فيه مقولة شهيرة ... لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
.....
من هذه الحقبة العصيبة من تاريخنا الوطني الحافل
اخترت هذه الاغنية الرائعة ....
الكلمات مدوية كالرعد ... طلقات رصاص ...كتبها كاتب صحفي رائع اسمه محسن الخياط .... الكلمات نابعة من احساس رجل الشارع
الالحان للعبقري الفذ ... بليغ حمدي
والصوت .... عبد الحليم حافظ
...
قبل ما تسمعوها عاوزكم تقرأو الكلمات بتاعتها ..... وتعيشو معاها .... يمكن تخرجنا من الشعور بالاحباط اللي احنا فيه .... ولو لدقائق .... علشان نقدر نعيش

بكل حبي للحياة ولبلدي.. وبكل بسمة فوق شفايف ولدي
وبكل شوقي لفجري وشروقي.. وبكل نبض الثورة في عروقي
جيتلك وانا ضامم جراح الأمس.. حالف لرجعلك عيون الشمس ..... يا بلدي،
جيش الظلام.. جه يوم ما هاجم فجرنا
جرح السلام .. زرع الآلام في أرضنا،
وقلوبنا داست عالجراح.. وحلفنا ما نسيب السلاح،

إلا ان رجعنا بشمسنا.. وضحك لنا تاني الصباح
جيتلك وانا ضامم جراح الأمس .. حالف لرجعلك عيون الشمس يا بلدي،
.........
سكت الكلام.. والبندقية اتكلمت
والنار وطلقات البارود.. شدت علي ايدين الجنود.. وابتسمت

واحنا جنودك يا بلدنا وحبنا،
ماشيين علي طول الطريق اللي رسمناه كلنا،
جيتلك وانا ضامم جراح الآمس..
حالف لرجعلك عيون الشمس، يا بلدي،

يا شعب يا واقف علي باب النهار
قربت بصمودك طريق الانتصار،

وزرعت من تاني الامل في كل دار،
واتجمعت كل الأيادي.. من كل بيت طلعت تنادي
بلادي بلادي بلادي .. أنا نار تحرق أعاديكي،

بلادي بلادي.. أنا دمي نيل يرويكي،
بلادي بلادي.. من غيري اللي هيفديكي،
بلادي بلادي.. ها استشهد فدي أراضيكي،
بلادي بلادي.. ولا عمري أفرط فيكي،

بلادي بلادي.. وأموت وأنا باهتف بيكي بلادي
.......


والله الواحد انتابه شعور غريب من زمان ما حسش بيه

تصبحو على خير