الأخ أبو لمار
أحييك على برك بأمك وأقول لك من حقك أن تغضب من الكلام الذي كتبته زوجتك، وعلى تصرفها مع والدتك، ورغم كل ذلك لا أنصحك مطلقاً بالانفصال عن شريكة حياتك وأم بنتك، للأسباب التالية:
أولاً: واضح أنه حتى الآن يوجد حب بينكما وبقاء على العشرة، رغم كل ما حدث، بدليل استعدادها للعودة للعيش معك لو جئت لها بسكن مستقل، وبدليل سعيك للتحدث معها من دون علم أهلها وطلبك بعودتها، وحرصك على الإنفاق عليها وعلى بنتك حتى وإن امتنعت مؤخراً بدافع الغضب
ثانياً: الكلمات التي كتبتها زوجتك كانت في محادثة شخصية بينها وبين صديقة لها، وأنت أخطأت خطأ كبير بقراءة محادثات نسائية أغلبها - بسبب طبيعة النساء - تكون شكاوى من الزوج أو المعيشة، الخ. وأزعم أنا هنا – رغم رفضي لكل ما قالته - أنها كانت تنفس عن غضب بداخلها لكن خانتها الألفاظ. أخي الحبيب من منا لا يخطأ في حق الآخرين عند الغضب ويقول كلام أمضى من السيف؟
ثالثاً: التمس لها العذر، فهي ككثير من النساء تحلم ببيت مستقل، ومملكة خاصة بها. ومن خلال مشاهداتي في الواقع المعاش، قلة نادرة من النساء اللاتي يتحملن العيش في بيت عائلة، أو مع حماة، أو مع أهل الزوج. اعذرها ربما هي لا تشعر بخصوصية، ربما والدتك عنفتها أو ضايقتها في غيابك، أنا أقول ربما
رابعاً: واضح أن أهلها محترمين، ووالدها إنسان عاقل، بدليل عدم دفاعهم عنها أو اختلاقهم لأعذار لما شاهدوا ما كتبته لصديقتها. بل والدها اتصل بك عارضاً عليك إعادتها لو وفرت لها سكناً مستقلاً
خامساً: إذا كان لي رأي هنا فهو أن تتصل بوالدها وتطلب لقاءه خارج المنزل، وتجلس معه جلسة رجال وتحكي له بصراحة تامة عن كل ما يجول في صدرك وعن عدم مقدرتك على ترك والدتك. أنا أجزم أنكما ستتوصلان لحل وسط لأنه لا يوجد أب في الدنيا يريد أن يرى ابنته مطلقة بأطفال، وتأكد أنها هي نفسها غير مرتاحة في وضعها الحالي عند أهلها وستقبل بحل يحفظ بها كرامتها
الحل من وجهة نظري هو أن تستأجر شقة قريبة من أمك، في العمارة نفسها، أو في الشارع نفسه، إن أمكن.
بهذا يمكنك أن تبر أمك وتكون بجوارها القريب وتقضي كل مصالحها وتقضي معها بعض الساعات في اليوم، وفي الوقت نفسه تكمل حياتك الزوجية مع زوجتك، وبنتك. لا داعي للمحاكم أو القضايا، الحل ميسور بإذن الله المهم أن تستحضر نية الصلح
المفضلات