الحقيقة الموضوع دة أنا كنت ناوى أكتبه كرد فى موضوع آخر و هو موضوع (أجمل رااااااااااااااااااااجل في مصر !!!) و لكن رأيت أنه من الأفضل كتابته فى موضوع منفصل عشان الموضوع دة بيثار كتير جداً جداً و بيلتبس على ناس كتييييير جداً ... الموضوع باختصار أثاره الرد التالى من أخى الفاضل nileheart فى الموضوع المذكور:

انا مش عارف الناس زعلانه ليه؟!!
هما اجبروا الرجاله كلها انها تشترك؟!!
اللى يروح يروح
واللى مش عاجبه لا يروح ولا يتفرج
..
واللى زعلان من وجود المسابقه من اصله فى بلدنا المسلم, بيزعل ليه لما فرنسا العلمانيه تمنع الحجاب فى المدارس؟
ماهى نفس المبدا
قمع المخالف لانه مخالف
الحقيقة ان الرد دة قد يبدو للوهلة الأولى منطقياً و عقلانياً و أنا أعذر أخى nileheart فى اقتناعه به عشان دى فعلاً قضية بتلتبس على كثير من الناس ... هل من حق كل من أراد الدعوة الى الرذيلة أن يفعل ما يحلو له طالما أن هناك من يدعو الى الفضيلة و طالما أن من يدعو الى الرذيلة لم يكره أحداً على اتباعه؟ المشكلة أن هذا القول هو لى لعنق الحقيقة ... من يدعو للرذيلة يريد ألا يجد مقاومةً من أحد فى دعوته و لذلك يقول لدعاة الفضيلة انتم أحرار و انا كمان حر و مالكوش دعوة بى و اللى مش عاجبه اللى أنا بقوله ميسمعنيش ... تعالوا نستعرض المعضلة الخطيرة وراء هذا الكلام فى عدة نقاط:

1- أصحاب الشهوات و الساعون فى الفساد سلعتهم لذيذة و مغرية و سهل جداً ان تجد أتباعاً كثيرين من عوام الناس "و إن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم" - الأنعام 119، "و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين" - يوسف 103

2- الساعون فى الاصلاح قليلون و سلعتهم لا تجد رواجاً الا بين من رحم ربى "قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون"، "قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُون"، "وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيل"، "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً"، "وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" ...

3- يبقى الحل ايه عشان ينتصر الساعون للاصلاح على الساعين الى الفساد؟ الحل هو ما جعل هذه الأمة خير الأمم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه"

4- طيب ما المطلوب للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر؟ الحديث الشهير الذى نحفظه جميعاً ... "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" ... و تغيير المنكر باليد يكون فقط لولى الأمر - كالحاكم و من ينوب عنه فى أهل بلده، و كالأب فى بيته و المدرس فى فصله و هكذا ... و يأتى بعده التغيير باللسان و هو النصح و الارشاد بالموعظة الحسنة و يأتى بعده القلب و معناه الاستنكار و الاعراض عن المنكر حتى يشعر من يفعلونه أنهم منبوذون و مذمومون عسى أن يكون ذلك رادعاً أخيراً لهم

5- نيجى للنقطة المثارة أعلاه بخصوص اننا نستنكر هذه المسابقة و فى نفس الوقت بنزعل عشان فرنسا بتمنع الحجاب ... و هذه النقطة تثار فى قضايا كثيرة جداً مشابهة ... و لكن المتأمل لما ذكرته الآن يجد أنه لا يوجد تناقض بين الموقفين ... نحن لا نستنكر من منطلق أننا أغلبية تختلف مع أقلية ... نحن نستنكر من منطلق اعلاء صوت الحق و استنكار الباطل بغض النظر عن الأغلبية و الأقلية ... لأن المقولات اللى من النوع دة بيحاول أتباع الشهوات ترويجها بين الناس لاسكات الناصحين و المصلحين ... و بما انها مقولة تلتبس لدى الكثيرين لما فيها من التفاف و اعوجاج فنجدها يتم ترويجها دون التفكر بعمق فى مغزاها و دون تفنيدها ...

(ملحوظة جانبية ... أخى نايل هارت أقسم بالله أنى لا أقصد توجيه هذا الكلام لك شخصياً و أنا أعرف تماماً أنك لا تقصد اطلاقاً الترويج لمنطق أهل الشهوات و حاشا لله أن أظن بك ذلك و لكنى أردت تفنيد هذا الرأى لأنه فعلاً بيلتبس على الكثيرين من الناس بما فيهم المثقفين و أصحاب الفكر الراقى)

باختصار ... لما بنلاقى حاجة غلط المفروض نستنكرها و نعلن رأينا فيها دون النظر للغلط دة جاء من الأغلبية أم من الأقلية .. و فى انتظار تعليقاتكم و آرائكم