يبدو أن سيارة «فولكسفاغن بولو» التي اشتهرت -إلى جانب متانتها وجودتها العالية- بصغر حجمها، كبرت ونمت قليلا. ولكنها على الصعيد التقليدي ظلت، وستستمر، كأصغر وأفضل سيارة من صنع ألماني لسنوات طويلة جدا، إلى أن جاءت شقيقتها الصغرى «فوكاس» أخيرا لتنافسها على صعيد الجودة. ويبدو أن المركبة الأخيرة احتلت مكان طراز «لوبو» (lupo) الصغير أيضا الذي لم يصمد في السوق طويلا، رغم جودته العالية أيضا، وهي الميزة الدائمة في طرازات «فولكسفاغن» التي لا تتهاون إزاءها أبدا. وعلى الرغم من أن الجيل الخامس من «بولو»، الذي يباع في بريطانيا بسعر غير متهاود يصل إلى 14.775 جنيها إسترلينيا، هو أخف وزنا من السابق، فإنه أطول بمقدار 5.5 سنتيمترات، وأعرض بـ 3.2 سنتيمتر. ومثل هذه الزيادات الطفيفة قد لا تبدو أمرا استثنائيا غير عادي، لكنها غيرت من شكلها الخارجي التقليدي، الذي أصبح مملا في نهاية المطاف، وأضفى عليها صبغة شبابية حببها من قبل الجنس اللطيف بنوع خاص. ليس هذا فحسب، بل إن الناظر إليها من مسافة ليست قريبة قد يظنها من طراز «غولف» شقيقتها الأكبر التي يباع منها حاليا في أوروبا أضعاف السيارات من الماركات الأخرى. كما أن مشبكها الأمامي الواسع الذي أعيد تصميمه كليا يذكّرنا فورا بالشقيقتين الكبريين أيضا: «شيريكو» و«باسات» فخر صناعة «فولكسفاغن».



وهكذا بعد 34 سنة من الإنتاج المتواصل تمكن الجيل الخامس من هذه السيارة الناجحة جدا أن يترك أثرا على صعيد شكلها الخارجي، وأن تتحول السيارة إلى مظهر يدل على «البلوغ» بعدما كانت تبدو أشبه نوعا ما بالسيارة اللعبة، بغض النظر عن متانتها ونوعيتها العالية. وهذا التحول لم يقتصر على الخارج فقط، بل طاول الداخل على صعيد التقنيات أيضا. وأول هذه التطورات تزويد المركبة الصغيرة بنظام جديد سباعي السرعات لنقل الحركة من نوع «علبة التروس ذات التغيير المباشر» (دي إس جي) ذي القابض الثنائي المتوفر حاليا في سيارات «أودي». وهذا النظام المتقدم، إذ يأتي مع محرك السيارة سعة 1.4 لتر، بقوة 84 حصانا مكبحيا، فإنه يوفر دفعا إضافيا خاصة في نسب السرعة الأولى والسابعة، مما يعني تسارعا رياضيا أفضل بكثير من التسارع العادي، الذي يبلغ 11.9 ثانية من نقطة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة، إضافة إلى التوفير في استهلاك الوقود الذي يبلغ 48.7 ميل في الغالون الواحد، وسلاسة في القيادة، خصوصا على الطرق الدولية السريعة. ونموذج «sel» من هذا الطراز ذي اللمسات الإضافية يتوفر بعجلات كبيرة نسبيا قياس 16 بوصة، التي يضفي عليها أيضا شكلا أكثر أناقة، وقدرة رياضية، وثباتا على الطرق، وجودة عالية. ويوفر هيكل السيارة السفلي (الشاسيه)، إضافة إلى عجلة القيادة الحساسة جدا، استجابة سريعة في أثناء القيادة النشطة. أما المقاعد في الداخل، ففضلا عن تنجيدها من النسيج الثقيل، تبرز الجودة العالية جدا، خصوصا بالنسبة إلى المقعدين الأماميين اللذين يوفران راحة استثنائية للراكب. وتحتوي السيارة أيضا على خدمات الوسائط المتعددة لأغراض الترفيه من راديو، ومشغل موسيقي لأجهزة «آي بود» ولذاكرات «يو إس بي». والجدير بالذكر أن جهاز الملاحة الإلكتروني، الذي لا يتوفر عادة سوى في السيارات الكبيرة الفخمة، يعني وجوده في السيارة ميزة إضافية خاصة. وأخيرا تأتي عجلة القيادة الثلاثية القضبان لتزيد من جاذبية السيارة، خصوصا بالنسبة إلى الشباب منهم.



والسيارة تتوفر أساسا بأبواب خمسة لاستيعاب أربعة ركاب، وإن كان بالإمكان وضع ثلاثة أطفال على المقاعد الخلفية. أما صندوق الأمتعة الخلفي فسعته معقولة جدا بالنسبة إلى سيارة بمثل هذا الحجم. ولكن مع طي المقعدين الخلفيين جزئيا، أو بالكامل، يمكن زيادة السعة بنسبة كبيرة.



وبإيجاز تصلح هذه السيارة، بشكل خاص، للشباب أو لمن يقتنون سيارة للمرة الأولى، أو كسيارة لعائلة صغيرة العدد، أو حتى كمركبة ثانية إلى جانب السيارة الرئيسية الأكبر، فهي تغطي، عمليا، احتياجات هذه الفئات كله.



من هنا أهميتها التسويقية التي ركزت عليها «فولكسفاغن»،كبرى شركات السيارات الأوروبية، والتي أخذت في الآونة الأخيرة تهتم أكثر فأكثر بسوق السيارات الصغيرة المقتصدة في استهلاكها للوقود والصديقة للبيئة. و قد يفسر ذلك إقدامها أخيرا على شراء حصة تبلغ 20 في المائة من شركة «سوزوكي» اليابانية للسيارات، للاستفادة من خبرتها في إنتاج المركبات الصغيرة ذات الاستهلاك المتدني للوقود، والمتوقع إنجاز صفقتها بحلول فبراير (شباط) المقبل.



وهكذا تأتي «بولو» بحلتها الجديدة المدمجة لتثبت أنها قد شبت عن الطوق، واكتست شخصيتها الخاصة التي تنفرد بها في عالم السيارات الذي يشهد كل يوم تطورا جديدا
سامحوني ادا كان الموضوع مكررر
منقول