أين كنت طوال هذه الفترة قبل أن تصدر أغنياتك الأخيرة؟

قدمت ألبوماً كوكتيل بعنوان «صيف ساخن جدا» عام 1990 وتعرفت خلال هذه الفترة علي الشاعر أيمن بهجت قمر، ثم ابتعدت عن الفن منذ عام 1995 لأن والدتي كانت مريضة، وكان لازم أكون معاها، وخلال هذه الفترة اشتغلت كل حاجة، لأن الدنيا لطشت معايا.. اشتغلت علي تاكسي واشتغلت في سوبر ماركت وغطاس في البحر، وبعد كده سافرت ليببا واشتغلت هناك في سوبر ماركت واشتغلت في مجال الطباعة، وكنت باكسر في الحيط، واشتغلت كهربائي، وفي مكتبة.. كنت ببيع أقلام ومساطر وكتب.. أنا عانيت كتير قوي، لكن كان عندي يقين إن ربنا شايل لي الخير، لأني باصلي وعارف ربنا، وباصلي صلاة استخارة قبل أي حاجة باعملها.. ده أنا حتي صليت استخارة قبل ما آجي أعمل الحوار ده في «الدستور"!


كيف جاءت بدايتك الفنية الحقيقية؟


في مرة كنت بدندن لجورج وسوف وسمعني أيمن بهجت وساعدني أن أتعاقد مع شركة الإنتاج التي كان يمتلكها محمد فؤاد في ذلك الوقت، لكن الشركة قفلت وأنهينا التعاقد، وفي الفترة اللي بعدها كنت عايز أعمل حاجة، لأن الفن جوايا.. أنا والدي كان رقاق بيلعب مع عازف القانون عبد الفتاح منسي، وكنت عايز أغني، وعارف إن المطربين دلوقتي بيغنوا من غير إمكانيات صوت.. هو الأستوديو وبس، لكن أنا عندي إمكانيات. بعدها بدأت أعمل إعلانات وقدمت موال بصوتي في فيلم «عصفور من الشرق» مع نور الشريف وظهرت فيه، واشتركت بالغناء في مسرحية «جان دارك» و"علي جناح التبريزي» إخراج منير مراد، واشتركت في عدد من ألبومات الكوكتيل من بداية التسعينيات حتي عام 1994 وكنت أفضل المواويل لأنها بتعبر عن اللي جوانا، وعن أي حد تعبان، لأن أنا تعبان. بعدها توفيت والدتي عام 1999 ورجعت أحاول أعمل أي حاجة حتي عام 2007 عندما جاءني أيمن بهجت قمر وأخبرني أنه يستعد بالاشتراك مع الملحن محمد يحيي والموزع توما لإنتاج ألبوم غنائي لأحد المطربين، واختاروني أنا لينتجوا لي ألبوما، وأثناء التجهيز للألبوم عرض جمال مروان أن ينتج الألبوم بنفسه، فوافق أيمن بهجت قمر وتعاقدت مع جمال مروان علي إنتاج الألبوم.


> ما الذي تطمح لأن تضيفه للغناء أكثر مما قدمه المطربون؟


كل واحد عنده موهبة ولون هو موهوب فيه، لكن فين المونلوج النهاردة؟! مش موجود.. لذا قررت أن أحييه بطريقتي الخاصة.


> ما شكل المونولوج الذي تنوي تقديمه؟


النقد الاجتماعي اللي كان موجود من زمان، والذي قدمه إسماعيل ياسين وثريا حلمي وشكوكو، وهو الفن الذي لم يعد له وجود حاليًا.


> هل تري أن الغناء الشعبي أصبح بديلا لفن المونولوج؟


يمكن لأنه أصلا مفيش مونولوج.. الأغاني اللي بتتقدم حاليًا كلها أغاني عاطفية.


> هل تري إن أغنية «كنج كونج» تعتبر بداية جيده لك يمكنك أن تعتمد عليها في تقديم نفسك للجمهور؟


لم أقصد أن تكون أغنية «كنج كونج» هي بدايتي، والطريقة التي يتعرف بها الجمهور عليّ، فالأغنية تم تسريبها علي مواقع الانترنت، وفوجيء بها المنتج جمال مروان، وكلنا فوجئنا بها، لأن اللي يقدر ينزل أغنية يقدر ينزل ألبوم، فأسرعنا بتصميم البوسترات وحددنا اليوم - الأربعاء- ميعاداً لنزول الألبوم


> هل أغنية «كنج كونج» هي النموذج الذي تنوي تقديمه فيما بعد؟


الأغنية تعبر عن حالة ولا فيها إسفاف ولا ابتذال من اللي بيقولوا عليه.. هذه أغنية لها «مود» معين، وعندي أغاني تانية في الألبوم.. منها أغنية للأطفال أتحدث فيها عن إيه اللي ممكن الطفل يعمله قبل النوم. وأغنية بعنوان «كله بينفسن»، وكل أغنية منها تعبر عن حالة مختلفة.


> كيف ترد علي الاتهامات الموجهة لأغنية «كنج كونج» بأنها نموذج للأغاني المسفة؟


لو كنا بنتكلم عن كلمة «خرونج»، فهي ليست كلمة مسفة.. بدليل أن نجماً كبيراً مثل عادل أمام قالها في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة".. أنا مقولتش أي كلمة مسفة، ولا في إيحاءات في الأغنية، والحكم للناس بعد ما تسمع الألبوم، لأنه بيمسنا كلنا، وأغنياته بتمس كل واحد مطحون في البلد.


> هل لديك account علي موقع الفيس بوك علي اعتبار أنك غنيت عنه في أغنية «كنج كونج»؟


آه عندي وبدخل عليه، وكنت عارف الفيس بوك قبل الأغنية، لكن ما كنتش بدخل عليه كتير.


> ما الفرق بينك وبين أي مطرب شعبي موجود علي الساحة الفنية؟


أنا لم أقدم نفسي للناس علي أني مطرب شعبي.. أنا بأقدم نفسي أني مطرب يرغب في إحياء فن المونولوج، والفرق بيني وبينهم الموضوع والحكاية اللي كل واحد مننا بيتكلم فيها.


> لماذا اخترت اسم أبو الليف تحديداً ليكون اسمك الفني؟


أبو الليف هو اسم الشهرة بتاعي من زمان من أيام الجامعة.


> ألا تري أنه غريباً علي مطرب أن يختار لنفسه اسم أبو الليف خصوصا إن اسمك الذي تعرف به بين أصدقائك هو نادر؟


ليه غريب؟! ما هو في عيلة البغل وعيلة الحيوان، وبعدين الناس ليها الصوت مش الاسم.. طب ما إحنا بنسمع الحجار ووسوف.. في مطرب يبقي اسمه وسوف؟!


> يري البعض أن الغرض من اختيارك اسم أبو الليف هو عمل شو إعلامي لنفسك؟


هذا ليس حقيقي، لأن أبوالليف هو اسمي من زمان ومش مقصود منه أني اعمل أي فرقعة.


> كيف تختار كلمات أغنياتك؟


أنا ماخترتش الكلمات.. أنا ماكانش ليَّ رأي في الكلمات اللي غنيتها.. بس كان ليّ شوية إضافات. أما الرأي الأول والأخير كان لشركة الإنتاج ولأيمن بهجت قمر ومحمد يحيي وتوما.. أيمن كان بيكتب الكلام، والملحن يلحن، وبيتصلوا بيَّ آجي علشان أسمع اللحن واخد الورقة وأدخل أغني مرة واحدة بس.


> مع بداية ظهورك الفني تردد أن شخصية أبو الليف شخصية خيالية بسبب عدم ظهورك إعلاميا، وتردد أن أيمن بهجت قمر هو نفسه أبو الليف.. هل سمعت هذا الكلام؟


اه سمعته.. بس أيمن ماشتغلش كهربائي وأيمن لم يلتحق بمعهد الكونسرفيتوار، كما فعلت، فأنا كنت أدرس آلة «الأوبوا» لمدة عامين، لأن المعهد لم يكن يضم قسما للوتريات، وبعدها قمت بدارسة آلة الكمان.


> هل استكملت دراستك في معهد الكونسرفيتوار؟


أنا ماكملتش دراسة في الكونسرفيتوار، لأني بصيت للشغل.. أنا كنت عامل بنداً شرقياً وبنداً غربياً.. كان عندي حاجة مهمة أني أشتعل واصرف علي نفسي.


> هل اصطدمت بآراء الشعراء والمحلنين فيك من قبل؟


بالعكس، لم تكن هناك آراء سلبية، فكل من طارق مدكور وحسن دنيا ومحمد مصطفي كلهم عايزين يعملوا شغل معايا.. حتي أما قابلت حلمي بكر في اللجنة بتاعة نقابة المهن الموسيقية، كان معجبا بصوتي، وكان في اللجنة نفسها كل من حسن شرارة ومنير الوسيمي وعبدالعظيم محمد.


> كيف قدمت نفسك للجنة؟


غنيت لجورج وسوف ووديع الصافي، وساعتها طلب مني حلمي بكر أن أعيد الغناء مرة أخري.


> من هو الجمهور الذي تتوجه له بالغناء؟


الجمهور اللي يعجبه كلامي يبقي هو ده جهموري.


> هل تعتقد أن الشهرة والنجومية ستغير من شخصيتك؟


ربنا يعلي مراتبي ويوطي نفسي.


> هل أنت متزوج؟


لأ مش متزوج ..أصلي كنت هأكلها منين؟!


> كيف استقبلت عائلتك شهرتك المفاجئة بعد طرح أغنيتك علي الإنترنت؟


أنا وأخواتي الاثنتين ما كنش فيه ترابط بينا، لأنه بما أني مش متجوز ووضعي مش مستقر، هاروح لهم أعمل إيه؟! وأنا فعلا كنت لما باروح كنت يا إما عشان آكل أو أستلف منهم فلوس، وبالتالي كنت ضيفا ثقيلا عليهم. عشان كده عملت أغنية «كله بينفسن»، فهي تعكس الحالة التي كنت أمر بها، وكل الأحداث السيئة اللي حصلت في حياتي. لكن بعد ما الاغاني بتاعتي نجحت وأخويا عرف من ولاده بنجاح أغنياتي، بقي كل شوية يكلمني ويقولي «عامل إيه؟».. هي الدنيا كده.


> خلال السنوات السابقة أين كنت تسكن؟


أنا كنت عايش في القاهرة، لكني لم يكن لدي مصدر رزق لأدفع إيجار الشقة، رغم أنها كانت إيجار قديم بأربعة جنيه في الشهر، لكن ماكانش معايا فلوس ادفع، والنور كان متأخر علي قد كده، فقمت ببيع الشقة لصاحب البيت، ورجعت إسكندرية، وكنت باستلف من ولاد عمي.. اللي يديني 10 جنيه واللي يديني خمسة جنيه، وبعد شوية رجعت القاهرة تاني، وقمت باستئجار كافيتيريا في مدينة السادس من أكتوبر، لكن المشروع فشل.


> يبدو من حديثك أنه لم يكن هناك من يقف بجانبك ويساندك في تحقيق حلمك؟


مفيش حد كان بيساندني غير ربنا.. كل واحد في نفسه.


> ألم تكن في حياتك قصة حب؟


أنا بحب ربنا، لأن اللي هاحبها دي.. مش لازم أخرج معاها.. هادفع منين؟!


> كيف يمكن أن تغني أغاني عاطفية وأنت لم تعش قصة حب؟


أنا حبيت مرة أيام المعهد، ولم تكتمل قصة الحب، لأنها اتجوزت بسبب ظروفي المادية.


> لماذا لم تفكر في الغناء في الكازينوهات والملاهي الليلية كما يفعل عدد كبير من المطربين في بداياتهم؟


عرض عليّ ان أغني في كباريهات، لكن أنا رفضت أني آكل من فلوس الكباريهات وأن أغني للسكاري.. ده غير إن الناس اللي داخلة كباريه دي عمرها هاتفهمني.. أنا غنيت في أفراح وفي نوادي، لكن كباريهات لا.


> ألا تخشي التحول لمجرد يفيه ينتهي مع الوقت؟


أنا لو ايفيه.. صوتي مش هيبقي كده، وأنا اتمني من الله أن الموضوع مينتهيش.


> كيف تحرص علي تطوير نفسك حتي لا تتحول لظاهرة تنتهي مع الوقت؟


أنا حريص علي تدريب صوتي علي المقامات المختلفة.


> النجاح علي الانترنت يختلف عن نجاح الألبوم خصوصا في ظل حالة الكساد التي يعاني منها سوق الكاسيت.. هل تتوقع النجاح لألبومك؟


أتمني النجاح للألبوم، وعارف أن الحاجة الحلوة بتفرض نفسها.


> سمعنا عن مشكلة بينك وبين المطرب تامر حسني، فما هي التفاصيل؟


الموضوع كله أن تامر حسني اعترض علي وجود اسمه ضمن أغنية «تاكسي» وأنا مش فاهم هو معترض ليه؟! هو مش بيقول أنه بيساند المطربين؟! طب فين الكلام ده؟! وبعدين مع كامل احترامي لتامر حسني، وكل معجبينه.. أنا معملتش حاجة تستدعي منه كل ده، وبعدين اشمعني محمد حماقي ما اعترضش؟! أنا بأغني من قبلهم هم الاتنين.. زي ما قلت في الأغنية.. أنا فعلا باغني من تالتة ابتدائي، لكن النجاح ده بتاع ربنا.


> ما أطرف المواقف التي تعرضت لها بعد نجاح أغنياتك؟


كنت في نقابة المهن الموسيقية منذ فترة قريبة وكان في مجموعة شباب رايح يقدم ورقة، ففاجأوني بسؤالهم :حضرتك أبو الليف بتاع «كنج كونج»؟ وقالوا أنهم من أشد المعجبين بالأغنية وبأغنية تاكسي. وطلب أحدهم رقم تليفوني وقال لي أختي عايزه تكلمك. وهناك موقف آخر تعرضت له عندما كنت أرغب في استخراج جواز سفر، وفوجئت بالموظفة تنظر في جواز سفري وتقول لي: أنت بتشتغل مطرب فين بقي؟ فنظر لي بعض الشباب الواقف بجواري، وقالوا: «أنت أبو الليف»؟ فقلت لهم نعم، فتغيرت طريقة حديث الموظفة معي 180 درجة، وقالت لي: ابنتي بتحبك قوي ومعجبة بأغنيتك وحافظاها.





و على فكرة أنا بحبو جداً