عن الخلق و التطور و داروين و المادية ...
منذ أن درست مادة الأحياء فى الثانوية العامة (و كنت من خريجى "الدفعة المزدوجة" و التى كانت تمثل آخر دفعة للثانوية العامة بنظام السنة الواحدة) -- أقول منذ درست مادة الأحياء و على وجه الخصوص الفصل الذى يتحدث عن التطور و الفروق التشريحية بين الانسان و الغوريلا و أنا أشعر بأن هناك شئ خاطئ و خطير فى ذلك الموضوع أكاد أشعر أن تصديقه يتعارض مع الايمان الكامل بالله الخالق القدير ...
و ظل هذا الشعور فى عقلى الباطن أو فى خلفية تفكيرى ... الى أن اقتحمت الانترنت حياتنا و ظهرت مواقع موسوعية رائعة كـ"ويكيبيديا" و غيرها و ظهرت مواقع التورنتس كـ isohunt.com و غيرها و التى تتيح تنزيل أطنان من الكتب على هيئة ملفات PDF أو Word بمجرد البحث عن اسم الكتاب ...
و بدأت فى البحث و الاطلاع فى هذا الموضوع و تفريعاته (التطور Evolution - الانتقاء الطبيعى Natural selection - الطفرات Mutations - السجل الحفرى Fossil record ... الخ) و فوجئت أن الموضوع محل خلاف هائل بين علماء الأحياء و الكيمياء الحيوية و غيرها من العلوم البيولوجية حيث انقسم هؤلاء العلماء لفريقين متضادين:
الفريق الأول ينكر الخلق و ينكر وجود الله كليةً و يعتبر أن الكون كله نشأ بالصدفة البحتة و أن الله ما هو الا "خيال" فى عقول بعض الجهلاء و العامة و يتخذون من دارون رسولاً لهم -- و على رأس هؤلاء أستاذ فى جامعة أوكسفورد يدعى ريتشارد دوكنز و معه فى هذا الفريق جيش طائل من العلماء من مختلف الجامعات -- تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً
و الفريق الثانى هو جيش من العلماء يقرون بوجود خالق عظيم للكون و يؤمنون بنظرية تسمى "التصميم الذكى" أو Intelligent Design و هى نظرية تنقض تماماً نظرية التطور لدارون و تفيد أن كل الكائنات الحية تم تصميمها و خلقها على يد خالق عظيم مبدع مطلق القدرة -- و منهم علماء ألفوا كتباً عديدة تستفيض فى شرح الأدلة العلمية على ذلك كمايكل بيهى و غيره و هناك مركز بحثى كامل فى مدينة سياتل بواشنطن يتبنى البحث العلمى فى هذاالمجال و هو معهد الاكتشافات Discovery Institute
بل و قد رفعت العديد من القضايا فى عدة ولايات أمريكية لاجبار الجهات المسئولة عن التعليم فى المدارس بتدريس النظريتين جنباً الى جنب أو بالغاء تدريس نظرية التطور تماماً و الاكتفاء بنظرية التصميم الذكى.
و الحقيقة أنى قمت بالاطلاع على بعض مقالات و كتابات الفريقين و كنت فى كل مرة أشعر بالحاجة لمزيد من القراءة فى هذا الموضوع الشائك الخطير ... إلى أن هدانى الله لقراءة كتاب رائع فى هذا الموضوع و فى ذات الوقت بسيط بما فيه الكفاية لكى يفهمه غير المتخصصين من أمثالى (أنا أصلاً مهندس و أعمل فى مجال البرمجة و بالتالى فإن دراستى بعيدة عن هذا المجال تماماً) و هو ما أردت أن أعرضه عليكم و أدعوكم لقرائته ... و هو كتاب من الكتب القليلة التى تشعر أنك تريد اكمالها من الجلدة للجلدة فى جلسة واحدة ....
الكتاب مؤلفه هو الكاتب التركى عدنان أوكطار و الذى يكتب بالاسم المستعار "هارون يحيى" -- و الكتاب بعنوان "خديعة التطور" أو Evolution Deceit و يشرح فيه الكاتب بأسلوب رائع و ممتع العلاقة بين نظرية التطور و الفكر المادى و الفلسفات العديدة المبنية عليهما ثم يبدأ فى التفنيد العلمى بأسلوب سهل و مقنع للغاية لكل فروض و أساسيات نظرية التطور ...
من أكثر الفصول روعة فى الكتاب الفصل الثالث بعنوان "آليات متخيلة للتطور" و الفصل التالى له بعنوان "سجل المتحجرات يدحض نظرية التطور" و الذان لم أملك أثناء قراءتهما إلا أن أردد "ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك" لكنى أنصح بقراءة الكتاب بالترتيب من أول صفحة ... و ستخرجون بمحصلة نهائية بعد قرائته بايمان راسخ بقدرة الله تعالى و ابداعه فى خلقه و سترون كيف أن علماء الفريق الأول من أتباع داروين هم مثل حى لمن عميت أبصارهم و ماتت قلوبهم و ممن قال عنهم الله تعالى:
"وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ" -- الأنعام 111
و ذلك أنه مع وفرة الأدلة على الخلق و توالى الاكتشافات العلمية التى تؤكد الخلق و تنفى التطور و الصدفة من حفريات و من اكتشافات فى مجال الكيمياء البيولوجية و الطب و التشريح و الوراثة و غيرها من العلوم -- الا أنهم لا يزالون يبحثون عن أى قشة يتعلقوا بها فى مستنقع التطور و عالم الصدف!
الكتاب متوفر على هيئة PDF للتنزيل المجانى فى موقع الكاتب هارون يحيى جزاه الله خيراً و متوافر بعدة لغات و هذا رابط الكتاب باللغة العربية:
http://www.harunyahya.com/download/d...d.php?id=14766
لو لم يعمل الرابط أعلاه جرب هذا الرابط:
http://api.fmanager.net/api_v1/xmlap...=file,id=14766
------------
خالص تحياتى،،،
جندى مجند