الموضوع: عن الخلق و التطور و داروين و المادية ...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sab3aawy

انا من انصار ان العقيدة لا توضع على محك المناقشة فالعقيدة تبقى دائما فى اعماق القلب لتقود الأنسان الى الصواب، اما طرحها للخارج ووضها على ارض المناقشة العلمية مدعومة بنظريات مثل التصميم الذكى او اطلس الخلق هو شئ فى منتهى الخطورة لأننى هنا اكون قد دللت على صحة ماهو سامى وباقى بدلائل خاضعة للمناقشة قد يثبت بطلانها يوما، لذا ارى ان نبقى العقيدة بعيدا عن ارض النظريات العلمية، وهو طبعا مجرد رأى شخصى لاى شخص الحق فى ان يأخد به او يرفضه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعيسى

انا مع عدم وضع المعتقدات على المحك أبدا يعني احنا مش محتاجين لدليل على اعتقاداتنا (مع جزيل الشكر و التقدير للاخ صاحب المشاركة).
المشكلة ان اوقات بتحصل اشتغالات و يطلعو اي قصة و الناس البسيطة تقعد تمصمص شفايفها و تقول سبحان الله و بعدين تطلع القصة كلها فشنك و اللي طلع القصة اصلا يكون كافر و قصد انه يضحك علينا شوية زي مثلا موضوع البنت اللي مش عارف عملت ايه لامها و بعدين انسخطت و بقت شبه الحيوانات و في الاخر طلعت صور لتمثال معمول من الشمع و حد نشرها عشان يشتغل المسلمين.
الحمد لله احنا دينا متين و مش محتاج لأدلة و براهين و اي حد محتاج دليل على وجود الله كفاية بس انه يبص على نفسه و يشوف عظمة الله عز و جل في خلقه ساعتها هيتاكد انه اكيد صنع خالق عظيم مش صدفة ولا صنع اله عاجز محتاج لولد او فقير تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

أولاً أنا عايز أنوه عن ان غرض الموضوع مش وضع العقيدة على المحك اطلاقاً ... و أرجو ألا يكون قد فهم من كلامى أنى كنت أجد أى شكٍ فى وجود الله و خلقه للكون بعد دراسة نظرية التطور بل على العكس فما كنت و مازلت أؤمن به ايماناً كاملاً أن الكون و ما على الأرض من مخلوقات يحكمها نظام بديع محكم لا خطأ فيه يستحيل أن يكون نشأ صدفةً و تطور من تلقاء نفسه ... كل ما فى الأمر أنى كنت أبحث عن رد شامل و مفصل لكل تفصيلات نظرية التطور و أحسست أنى وجدت هذا الرد عند قراءة هذا الكتاب ...

و ثانياً نقطة أن العقيدة يجب أن تبقى فى القلب و لا توضع على محك النقاش هى نقطة صحيحة تماماً فى مجتمعاتنا حيث يغلب عليها التدين و ان ظهر فيها ملحد يظهر الحاده بين الحين و الآخر يكون شاذاً عن باقى المجتمع و منبوذاً من معظم الناس ... أما فى المجتمعات الغربية حيث توجد نسبة هائلة من الملحدين فاسمحولى بالاختلاف معكم فى ذلك ... فكيف نقنع شخصاً ملحداً بوجود الله ان لم نناقش معه نظرية التطور و ننفى فكرة نشوء الكون صدفةً بأدلة تقنعه؟ بل اننا اذا سلمنا أن العقيدة غير قابلة للنقاش لوجدنا صعوبة شديدة فى اقناع من يعبد البقر و الأوثان أن ينبذ معتقادته تلك لأنه سيرد علينا بنفس حجتنا ...

و الله سبحانه و تعالى يأمرنا بالتدبر فى خلقه و آياته لنصل منها الى ترسيخ ايماننا به ... و اقرأ معى ان شئت:

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)" -- سورة آل عمران ---- و الآيات تربط ربطاً واضحاً بين التفكر فى الخلق و بين الإيمان

"أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)" -- سورة العنكبوت ---- و الآيات تدعو صراحة لدراسة نشأة الخلق و تؤكد أن ذلك يؤدى للإيمان بقدرة الله تعالى على كل شئ و على أن يحيى الموتى و ينشؤهم النشأة الآخرة

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)" -- سورة فاطر ---- لاحظ أن الله تعالى هنا ساق الآيات الكونية الواحدة تلو الأخرى ثم أكد أن العالمين بهذه الآيات يؤدى علمهم بها إلى خشيته سبحانه و تعالى

"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)" -- سورة الملك ---- و الآيات تحثنا على دراسة خلق الله بل و التدقيق الشديد فى هذه الدراسة لنصل منها أن الله هو خالق هذا الكون حقاً .... و هناك العديد من آيات القرآن الكريم التى تلفت نظرنا لآيات الله فى كونه و تدعونا الى التفكر فيها فلو لم يكن لهذا التفكر فى الآيات علاقةً بترسيخ الايمان و العقيدة لما دعانا الله له ...


أضف إلى ذلك أن جميع علماء الإسلام الأجلاء الذين ألفوا فى علم العقيدة تجد باباً ثابتاً فى كتبهم بعنوان "الأدلة العقلية على وجود الله" --- فلو كان لا ينبغى مناقشة العقيدة بأدلة علمية لما وضعوا هذا الباب أصلاً فى علم العقيدة .... و العلم الحديث بفضل الله أتاح لنا دراسة المزيد و المزيد من التفاصيل الدقيقة لخلق الله و معرفة العديد من الأسرار الموجودة فى الخلايا و ادراك كم التعقيد الهائل فيها و التصميم المحكم البديع لها فلماذا لا نضيف كل هذه الاكتشافات لقائمة الأدلة العقلية؟ مع العلم أن كماً هائلاً من هذه الاكتشافات خرج من حيز النظريات الى حيز الحقائق كأثر الـ DNA و دوره فى وراثة الصفات و كتفاصيل عمل أجهزة الجسم و الانزيمات و البروتينات و غيرها الكثير و تنبنى عليه العديد من العلوم و الاختراعات و الأدوية



باشمهندس سبعاوى أريد أن أسألك سؤالاً فيما يتعلق بنقطة المآخذ على هارون يحيى سواء أكان فرداً أو مؤسسة كاملة ... ألا و هو أنى حين بحثت عن ردود على كتاباته لم أجد إلا هجوماً و سخرية و لم أجد ردوداً موضوعية كما فى المأخذ الثانى الذى ذكرته ... لذا أرجو منك وضع بعض الروابط التى تحتوى على هذه الردود الموضوعية للافادة ....

و بالنسبة للمأخذ الأول بخصوص اقتباسه من كتب غيره فكتابه "خديعة التطور" به ذكر للعديد من المراجع و لا تكاد فقرة واحدة فى أى صفحة من الكتاب تخلو من ذكر المرجع الذى اعتمد عليه الكاتب فى هذه الفقرة ... و لا أجد فى ذلك عيباً بل أجد أن هذا هو ما ينبغى لكل كاتب أن يذكره فى كتابته لأى موضوع علمى و ليس مطلوباً من كل من يؤلف كتاباً ألا يذكر فيه إلا اجتهاداته الشخصية فقط و ألا ينقل عن الآخرين ... فطالما يخرج الكاتب بعبرة و استنتاج من نقولاته عن الآخرين فقد أفاد و أسهم بما فيه الكفاية.

أشكركم على هذا النقاش الثرى المثمر و أرجو أن نستمر فيه ...