الموضوع: سيارة بروتون...نقلـــة نوعيـــــــــــــة للصناعة الماليزية

يشكل الصعود المتتالي لدولة ماليزيا على خط الاقتصاد والتنمية هزة كبيرة في عصر ساد
الضعف والتأخر معظم الدول الاسلامية، فها هي عملاقة الاقتصادوالتجارة والصناعة تتطلع الى المزيد من تحقيق الانجازات التي تؤهلها الى المنافسة مع الكبار، وتسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار. ماليزيا الدولة المسلمة فجرت مفاجأة من العيار الثقيل، حيث اقتحمت صناعة السيارات وأثبتت جدارة وقدرة فائقتين، وهي عازمة على تحقيق المزيد وذلك بدا واضحا من الخطوات المتسارعة في هذا المجال.. بروتون هو اسم السيارة التي أطلقتها ماليزيا، بروتون هي فخر الصناعة الماليزية فهي حقا نقلة نوعية بامتياز، فكيف بدأت هذه الصناعة وكيف تسير وأين وصلت الآن؟
[IMG]file:///F:/منوعات/معلوملت%20عن%20السيارات/سيارة%20بروتون___نقلـــة%20نو� �يـــــــــــــة%20للصناعة%2 0الماليزية_files/img.jpg[/IMG]

سيارة بروتون

Previous - Next

دبي - المحرر الاقتصادي:
مرحلة التأسيس
تأسست شركة بروتون في مايو عام 1983؛ لتجمع وتصنع السيارات وتوابعها من قطع غيار محليا، وأنتجت (بروتون ساغا) أول سيارة ماليزية التركيب والتصنيع الجزئي عام 1985 بتعاون مع شركة ميتسوبيشي اليابانية (وهي تمتلك 80 % من الأسهم والباقي للحكومة والقطاع الخاص الماليزي) ثم ما إن حلّ عام 1992 حتى توالت الموديلات بدءًا بـ إسوارا، ويرا، ستريا، بيردانا وهي أكبرها حجمًا، وأكثرها فخامة، وتيار وهي أضعفها انتشارًا، وبوترا، وغيرها من الطرازات التي توجت بإنتاج بروتون واجا الأخيرة، وتعني كلمة واجا باللغة الملايوية القوي روحًا وجسدًا، وأما معنى كلمة بروتون فهي ليست إلا اختصارا لاسم الشركة .
وتضم بروتون في ظل مجموعتها التجارية والصناعية في داخل وخارج ماليزيا، المصنع الرئيسي في (شاه علم)عاصمة ولاية سلانغور، والذي تبلغ مساحته 942 ألف متر مربع، ويحوي أقسام ومراحل التصنيع والتطوير والفحص والاختبار والتجميع وغير ذلك.
وقد ارتفعت القدرة الإنتاجية للمصنع من إنتاج 80 ألف وحد ة سنويًا في عام 1985 إلى 30 ألف وحدة العام الماضي، وأنتج المصنع حتى عام 1993 نصف مليون سيارة، وكان إنتاج (السيارة المليون) في ديسمبر عام 1996.
وارتفعت حصة سيارات شركة بروتون في السوق المحلية للسيارات بمشجعات خاصة من الحكومة من 11% إلى 74% عام 1993، لكن النسبة انخفضت قليلا إلى 65% عام 1999 بعد دخول منافسين جدد وقدرة قسم من المستهلكين على شراء السيارات الأوروبية، مع الإشارة إلى غياب السيارات الأمريكية تمامًا.
وبدأت ماليزيا في تصدير سياراتها الى العديد من دول العالم، كانت بنجلاديش أولاها عام 1986، أما بريطانيا وبعض الدولً الآسيوية فإنها تجذب الحصة الأكبر، وكانت البدايات قليلة مقارنة بالشركات الضخمة الأخرى؛ فقد صدّرت –حتى ديسمبر1999- إلى أوروبا 154 ألف سيارة، وإلى إفريقيا 1400 سيارة، وإلى الدول اللاتينية 4000 سيارة، وإلى أستراليا ونيوزلندة 14 ألف سيارة، وإلى أمريكا اللاتينية والدول الكارييبة 4600 سيارة.
أما المملكة العربية السعودية، فقد دخلت (بروتون) إلى السوق السعودية عام 2006 عند إطلاقها سيارات واجا ومن خلال علاقة شراكة وتعاون ممتازة مع شركة الراشد والثنيان للسيارات. واعتبر القرار بدخول السوق السعودية تطوراً طبيعياً باعتبارها لاعبا رئيسيا في صناعة السيارات، وبعد مرور 20 سنة في هذا المجال هناك حضور ممتاز في أكثر من 24 بلداً حول العالم، حيث إن تدشين سيارات بروتون في المملكة شهادة ودليل على سعي بروتون لتعزيز شراكتها في السعودية.
وتعتبر السعودية, كبرى أسواق المنطقة، التي بدأت مع سيارات بروتون GEN2 وواجا والسافي الدخول اليها في 2006 وسجلت النجاح في تسجيل ارقام قياسية بالمفارنة مع الدول الاخرى، السيارة في المملكة، وهذا الإنجاز الذي يتحقق قد وضع (بروتون) على قائمة أكثر عشر سيارات مبيعاً في المملكة.
ودخلت كذلك الى أسواق رئيسة اخرى مثل المملكة المتحدة وأوروبا الغربية والشرق الأوسط وعبر جنوب شرق آسيا وأستراليا، ويجدر بالذكر ان بروتون تنتج سيارات تناسب كل الاحتياجات, حيث تنتج سيارات عائلية, شبابية وسيارات قوية وذات فخامة وسيارات اللوتس الرياضية ذات السمعة العالمية.
(بروتون) بدأت كعامل أساسي في التطوير الوطني, وشهدت تسارعا جيدا في منحى تطوير قدراتها من خلال نقل التقنية من شركائها الاستراتيجيين والتعاون التقني مع الآخرين. وسيارات بروتون هي على المسار الصحيح لإنجاز المهمة المطلوبة منها في المستقبل، وترنو إلى تحقيق وعدها ببناء سيارة بشغف، سيارة تسر من يقودها ويملكها.
وفي عام 2007 أطلقت شركة بروتون الماليزية لإنتاج السيارة أحدث طراز لها وهو (بيرسونا)، وتعتزم تصديرها إلى سنغافورة وتايلاند وإندونيسيا وبريطانيا وأستراليا وذلك بسبب محدودية السوق المحلية.
وكان من بين أهداف إنتاج طراز بيرسونا، استبدال طراز ويرا الذي بلغ من العمر 14 سنة به، ومن المتوقع أن يرتفع عدد مبيعات الشركة خلاله. وتحظى هذه السيارة بمعدل مبيعات عال نظرا لطرافتها. وتعد (بيرسونا) من أبرز مثيلاتها ذات القدرة الحصانية 1600 وذلك لتجاذب أسعارها بين 44999 إلى 55000 رنجيت ماليزي .
الترويج
وفي مجال التسويق ايضا لجأت الحكومة الماليزية الى أسلوب فريد من نوعه في تسويق سيارة بروتون الماليزية الصنع، حيث دعمت المتطوع الماليزي شمسور الجال ليتنقل بالسيارة في 118 دولة حول العالم ليثبت قوتها ومتانتها. وذكر المتطوع الجال الذي وصل الى الكويت ضمن جولته الطويلة بأنه انطلق بسيارته بروتون موديل (ساتريا جي تي) المصنعة عام 2001 ، في رحلة يمر خلالها بـ 118 دولة موزعة على القارات الخمس يعود بعدها للمدينة التي انطلق منها من ماليزيا وهي مدينة "جوهور بارو" مسقط رأسه، على أن يقوم بشحن السيارة عبر المحيطات التي تفصل بين القارات غير المتصلة بيابسة. وقال انه اكتشف مدى قوة سيارة "بروتون" حينما قطع بها الجبال الوعرة والطرق غير المعبدة ليصل الى الكويت وهي الدولة رقم 19 في ترتيب الدول التي سيزورها، مضيفا بأن وكيل السيارة في الكويت وهي شركة بحرة التجارية (إحدى الشركات التابعة لمجموعة الساير) أبدى إعجابه بقوة تحمل السيارة لوعورة الطرق التي مرت بها خاصة طرق أفغانستان وقال انه لم يجد في السيارة أية قطعة تحتاج لتغيير بعد ذلك السفر الطويل.
أرباح بروتون
وحققت شركة السيارات الوطنية «بروتون هولدينز» الماليزية أرباحاً قبل خصم الضرائب بلغت 218ر162 مليون رنجيت للسنة المالية المنتهية في 31 مارس 2008م، مما يعكس ارتفاعاً بقيمة 780 مليوناً مقابل الخسارة قبل الخصم بلغت 129ر618 مليون رنجيت خلال العام السابق له. في حين ارتفعت العائدات لتصل إلى 628ر5 مليارات رنجيت مقارنة مع 911ر4 مليارات رنجيت.
وقال رئيس الشركة محمد أزلان هاشم في مؤتمر صحفي ــــ في حينه ـــ إنه من حيث حجم المبيعات، فإن الشركة تعتزم زيادة حجم مبيعاتها الكليـة أكثـر بضعف واحد ليصـل إلـى 300 ألف سيارة مطلع عام 2010، ووصفت مبيعات الشركة في كل من أسواق الصين وآسيان بأنها مشجعة جداً.
وأيضا حققت شركة بروتون للسيارات الوطنية الماليزية أرباحاً بلغت قبل خصم الضرائب بقيمة 7ر58 مليون رنجيت خلال الربع الأول من سنتها المالية الحالية مقارنة بخسائر قبل خصم الضرائب تبلغ 8ر46 مليون رنجيت في نفس الفترة من العام الماضي.
وتعد الأرباح رابعها على التوالي للشركة عندما تمكنت من إنعاش استراتيجيتها لإعادة انتزاع لقب الرائدة في سوق السيارات المحلية.
وذكر بيان صادر عن الشركة أن الدخل أيضاً ارتفع إلى 7ر1 مليار رنجيت عن 14ر1 مليار رنجيت في نفس الفترة من العام الماضي، مدعوماً بحجم مبيعات طرازيها الجديدين هما (برسونا) و(ساغا)، وأن الأرقام أثبتت قدرة الشركة على التحسن في سوق السيارات المتنافسة وأكدت على أن استراتيجة إنتاج سيارة مناسبة بسعر مناسب في وقت مناسب فعال جداً. وتتوقع الشركة أن يستقر هذا الأداء مع نهاية هذه السنة المالية.
بروتون برسونا السيدان
طرحت شركة بروتون الماليزية السيارة الجديدة بروتون برسونا السيدان التي حققت نجاحا ومبيعات كبيرة داخل السوق الماليزي فور طرحها لتعزز حضور الشركة وتواجدها داخل الأسواق العالمية بطرح الطراز السيدان الأكثر رفاهية ورحابة ليواصل النجاح الكبير الذي حققه شقيقه الهاتشباك.
وأظهرت السيارة بروتون برسونا كفاءة عالية في أثناء الاختبارات الشاقة التي أجريت عليها كما أظهرت السيارة ثباتا عاليا قلما يتواجد في هذه الفئة بفضل التكنولوجيا المتطورة والرائدة المزودة بها في هذا المجال وهي تكنولوجيا وهندسة شركة لوتس البريطانية المملوكة لبروتون الماليزية بالكامل.
كما وفرت السيارة بروتون برسونا مرونة واضحة ولاقت تجاوبا سريعا مع متطلبات القيادة الديناميكية وذلك بفضل محركها المتطور كامبرو FM IA الذي يعمل من خلال 4 اسطوانات 1600 سي سي ويولد قوة قدرها 110 أحصنة والمدعوم بناقلي حركة أحدهما اوتوماتيك اربع سرعات والأخر يدوي خمس سرعات.
واشتملت بروتون برسونا السيدان علي قائمة طويلة من التجهيزات والكماليات جعلت السيارة أكثر رفاهية وراحة لجميع مستقليها، حيث راعت شركة بروتون في سيارتها الجديدة استغلال أدق التفاصيل، كما اكدت الشركة ايضا علي الطابع الرياضي في أدق السيارة فقد زودت السيارة بجنوط سبور 15 بوصة لزيادة ثبات السيارة وكراسي رياضة تمنح مستقلي السيارة اعلي درجات الراحة وعجلة قيادة متعددة الاستخدامات .
مرحلة كفاح
الماليزيون قاموا بادخال صناعة السيارات في بلادهم على الرغم من الصعوبات التي واجههوها من بعض الشركات التي كانت لا ترغب في التعاون معهم .
فشركة بروتون تعتبر الابن البار لشركة متسوبيشي، حيث كانت متسوبيشي الداعم الأول لبروتون وكان هنا تعاون كبير جدا بين الشركتين.
وكانت هناك بعض الشركات الاوروبية التي تعاونت مع بروتن مثل شركة سيتروين الا ان الاخيرة رفضت ان تكمل هذا التعاون عندما شاهدت التطور الملحوظ في بروتون و رفضت ان تنقل تقنيتها اليهم .
وكانت كل محركات سيارات بروتون من صنع شركة متسوبيشي إلى عام 2005، فقد تم اصدار اول سيارة ماليزية 100% تحت اسم جين gen2، ومن عام 2006 قامت الشركة باستبدال جميع المحركات التي كانت من صناعة متسوبيشي الى محركاتهم الخاصة والتي القي عليها اسم (كام برو) CAM PRO.
المصنع
هناك اماكن يصب فيها قوالب حتى تشكل الهيكل الجانبي والسقف والقاعدة وباقي أجزاء جسم السيارة الحديدية الخارجية، طبعا كان كل جزء منها على حدة ، حيث تبدأ عملية التصنيع من مرحلة صب القوالب التي تشكل هيكل السيارة الخارجي حيث تكون قد تحولت الى الحالة الصلبة وبهذا تكون أجزاء هيكل السيارة جاهزة.
تؤخذ أجزاء السيارة التى قد شكلت في القوالب مسبقا الى قسم اللحام، حيث تقوم أجهزة تعمل بالروبوت الالي بعملية تلحيم الأجزاء الكبيرة مع بعضها البعض وهذه الاجزاء هي الجنبين الأيمن والايسر والسقف والقاعدة .
وبعد ذلك تنقل الهياكل الى مكان آخر حيث تركب بقية القطع مثل الابواب وغطاء المكينة (الكبوت) والشنطة ثم تحمل الى قسم البوية أو الطلاء .
في قسم الطلاء هناك أربع طبقات يجب أن تطلى بها السيارة وهي:
مانع للصدأ و طبقة ضد الحرارة وطبقة أساس وطبقة الطلاء الخارجي. بعد ذلك تؤخذ السيارة الى قسم تركيب الماكينة والجربوكس وما شابه ذلك و تكون العملية آلية مع مساعدة من بعض العاملين.
ثم تنتقل الى مرحلة تركيب الأجزاء الداخلية مثل : الطبلون - الدركسون - الأزارير - أغطية الابواب - السقف - الكراسي - فرش الارضية .
بعد ذلك يقومون بتركيب اللمبات والكشافات والاصطبات الخارجية و بعض الاكسسوارات مثل شعار الشركة واسم السيارة والكفرات مع الجنوط ، وهذه تعتبر العملية الأخيرة في قسم التصنيع .
ثم تنقل السيارة الى قسم الاختبار وهو يشبه الى حد كبير الفحص الدوري المعروف للسيارات، حيث يتم في هذا القسم اختبار الماكينة، يصف الطبلون ويختبر توازن السيارة والاذرعة والكفرات وتختبر اللمبات والكشافات . بعد ذلك يختبر تسرب الماء حيث تعرض السيارة على تيار ماء ضغط عال حتى يضمن عدم تسرب الماء الى داخل السيارة . وبعد ذلك ترسل االسيارة الى المستودع، إنها حقا فخر الصناعة الاسلامية.