بقلم:محمد علي إبراهيم
آه يابلد
وقفة احتجاجية.
.من أجل "حشاش"!
لا أدري ماذا جري لمصر؟ اندهشت من كمية الضلال والتضليل التي نعيش فيها.
هل لنا أن نتخيل جماعة من شباب مصر تدعو لوقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية للمطالبة بمحاكمة المتورطين في فضيحة قتيل الاسكندرية؟..
لقد كانت "الجمهورية" سباقة إلي تقديم وصف ساخر لهذا القتيل وقالت عنه إنه "شهيد" البانجو!.
مدمن وسوابق سرقة وسلاح أبيض وتحرش جنسي
وهروب من التجنيد أصبح فجأة "ضحية" الداخلية.
صحيح أننا لا تعجبنا الحكومة في تصرفات عديدة.
لكن هذا ليس معناه أن نضع صورة "القتيل" بعد أن قام الطب الشرعي بتشريحه علي أنها صورة له وهو تحت التعذيب!
هل أصبحنا نكره مصر إلي هذه الدرجة؟.. أصبحنا نشك في الطب الشرعي الذي أكد أن وفاة خالد سعيد جاءت بسبب ابتلاعه للفافة بانجو توقفت في حلقه.. وأصبحنا نشك في شهادة أمي علي ابنها بأنه كان حشاشاً. وما أصعب أن تشهد امرأة علي ولدها.
الوفاة جاءت باسفكسيا الخنق !.. والمواقع الالكترونية تؤكد انها بسبب التعذيب والضرب.. من ثم فإن كل تشكيك في الطب الشرعي يعني اننا بدأنا نشك في القضاء !.. فكلنا نعلم أن كثيراً من الأحكام تصدر بناء علي تقرير الطب الشرعي. وإذا بدأنا نشك في إجراءات تشريح الجثث لمعرفة أسباب الوفاة فإننا سنفتح الباب علي مصراعيه للشك في كل حكم يعتمد علي تقرير الطب الشرعي.. مستحيل أن ننتهي إلي هذا المنحي لمجرد اننا معارضون.. أو لمجرد أن البعض ينتمي لجماعات التحريض والتهييج مثل شباب 6 أبريل وكفاية وغيرها..لقد أكد الشهود الخمسة ومنهم محمد رضوان صديق القتيل ان شهيد البانجو انه جرت محاولات من رجال الاسعاف لإنقاذه قبل وصوله للمستشفي ولكنها فشلت.. ومات متأثراً بانسداد القصبة الهوائية نتيجة للفافة التي ابتلعها.
ان ما حدث من جماعات التحريض ضد مصر لا يمكن السكوت عليه لأنه يستهدف الإساءة لأوضاع حقوق الإنسان في مصر والاستقواء بأجهزة الإعلام الأجنبية.. ثم إذا كنا سنصدق دعاوي الغد وكفاية و6 أبريل بأن مقتل خالد عمل انتقامي نتيجة لفضحه المستمر لتجاوزات الشرطة علي الانترنت. فلماذا اعتدوا عليه هو بالذات وهناك 300 ألف مدون في مصر لهم "جروبات" علي الفيس بوك ويتواصلون مع وكالات الأنباء العالمية والصحف الأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان ويبعثون برسائل الكترونية لدوائر حكومية وغير حكومية في أوروبا وأمريكا يطالبون بوقف المعونات عن مصر.. ألم يفكر أصحاب جروبات الفيس بوك لماذا اعتدت الشرطة علي خالد محمد سعيد فقط دون بقية المدونين؟.
لقد حاول البعض الربط بين قانون الطوارئ ومقتل خالد سعيد. والحقيقة أنه ربط ظالم.. فإذا كان القتيل السوابق والمسجل بأرقام قضايا 7439/2009 و333/2008 قد تعرض للضرب المبرح كما كانوا يرددون. فإن هذا الكلام غير صحيح.. الصورة المنشورة علي الانترنت توضح أن التشريح تم في المنطقة الواقعة اسفل ذقن القتيل وذلك لاستخراج لفافة البانجو ومعرفة سبب الوفاة.
نشر الصورة ليس دليلا علي أن الشرطة مارست ضده وحشية بالغة. ولكنه دليل علي أنه تعرض لتشريح لمعرفة سبب الوفاة.. التشريح يتم بأدوات جراحية والضرب يكون نتيجته كدمات وسحجات وليس تدخلا جراحيا.
علي أية حال التشكيك في الطب الشرعي والنيابة والقضاء والشرطة ليس في صالح أحد لاننا نهدم مؤسسات راسخة في الدولة. والأهم اننا نجعل حقوق الإنسان في مصر مضغة في الأفواه دون أن يكون لذلك سند من القانون!
المفضلات