الموضوع: أمريكا تتمزق من الداخل ??

أمريكا تتمزق من الداخل

محمد اسحق الريفي


المجتمع الأمريكي مقسم إلى شمال وجنوب، وأبيض وأسود، ومواطن أصلي مقهور ومستوطن مستعمر ظالم، وشرق وغربي، وملل ونحل وقوميات وأعراق وتيارات وسياسية... وهكذا.المادة اللاصقة التي جمعت كل هذه التناقضات التي تكون المجتمع الأمريكي هي الرفاهية، التي صاحبها جشع كبير وشراهة للاستهلاك منقطعة النظير.وحتى تحافظ الولايات المتحدة على هذه الرفاهية، شنت الحروب على بعض الدول، بهدف الهيمنة عليها وعلى ثرواتها الطبيعية، والهيمنة على ثروات دول أخرى بذريعة حمايتها والدفاع عنها.لمن تكسب الولايات المتحدة أي من هذه الحروب، وخسرت مئات مليارات الدولارات، ما عجل بانهيار اقتصادها ونظامها المالي، وتآكلت هذه الرفاهية، وبدأ المجتمع الأمريكي بالتفسخ.


يتحدث المفكرون وأساتذة الاقتصاد وكتاب الرأي الأمريكيون اليوم عن فشل كل محاولات الحكومة الأمريكية لحل الأزمة الاقتصادية الأمريكية ووصولها إلى طريق مسدود، ولا أحد منهم يتحدث اليوم عن "النظام العالمي الجديد"، ويقولون إن الوقت المقرر لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي يوشك على النفاد.ويتحدثون عن تفاقم الأزمة الاقتصاديةووصول العجز الأمريكي العام القادمة إلى أكثر من 1400 مليار دولار.


ويتحدثون أيضاً عن زيادة عدة المشردين في الولايات المتحدة وزيادة معدل البطالة وخفض مستوى الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية إلى حد متدني غير مسبوق، ما ينذر بزيادة عدة الموتى من أمراض قابلة للشفاء وتحول الوضع الصحي في الولايات المتحدة إلى نظيره في دول العالم الثالث، وذلك بسبب تدني مستوى الرعاية الصحية.


فتحت عنوان "نشوة الإمبراطورية: ما هو موعد زوال أمريكا؟ بدون ثورة فإن الأمريكيين تاريخ،" أكد أستاذ الاقتصاد الأمريكي "بول كريغ روبرتس" استحالة خروج الولايات المتحدة من أزمتها الاقتصادية، مؤكداً أن لا سبيل لإنقاذ 300 مليون أمريكي إلا بالثورة على المحافظين الجدد، وول ستريت، الشركات، وأذنابهم في الكونغرس والبيت الأبيض.وسيصبح الأمريكيون تاريخاً ما لم يثوروا، على حد تعبيره.كما أكد على أن كف الولايات المتحدة عن الحروب قد يحفظ لها بضع مئات مليارات الدولارات ويخفف من معاناة الأمريكيين.

كما تعززت قناعة لدى الأمريكيين بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكسب الحروب، خاصة بعد هزيمتها في العراق وأفغانستان.وفي هذا الصدد، يقول أستاذ الفلسفة والمنطق الأمريكي "جون كوزي" تحت عنوان "لماذا لا يمكن كسب الحروب؟" إن الحرب الأهلية أدت إلى توحد البلاد؛ بانضمام الولايات الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، ولكنها لم توحد بين الناس، أي الشماليين والجنوبيين، ولذا فقد أدت هذه الحرب إلى انقسام المجتمع الأمريكي.ويتحدث "جون كوزي" عن فشل حروب الولايات المتحدة في منطقتنا قائلاً: "لا الحروب ولا الوعود بمستقبل أفضل من الماضي يمكن أن يكسب عقول الناس وقلوبهم. والجندي الذي يموت أثناء محاولته لتغيير قيم الناس الآخرين فإنه يموت دون جدوى."ويتحدث أيضاً عن خطأ قادة الولايات المتحدة الذين ظنوا أن انتصارهم في الحرب العالمية الثانية سيمكنهم من فرض رؤيتهم لما يجب أن يكون عليه شكل العالم على الآخرين في العالم.ثم تحدث عن العنصرية والتمييز وعن الفوارق الاجتماعية الهائلة في المجتمع الأمريكي؛ في الصحة والتعليم والسكن والكسب ومعدلات الولادة وضحايا العنف الشعبي، خاصة بين الولايات الشمالية والجنوبية، التي تمزق المجتمع الأمريكي وتؤذن بتفسخه.

أما الكاتب الأمريكي "شاموس كوك"، فيتحدث في مقال له بعنوان "انهيار دائم في الإسكان" عن تردي الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، مستشهداً بالفوضى التي حدثت عندما لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة وقف أكثر من 30 ألف أمريكي لساعات عديدة في طوابير، في مدينة أتلنتا بولاية جورجيا، في الحر الشديد، لاستلام طلبات الحصول على دعم إسكاني حكومي، معتبراً أن هذه الحادثة هي مجرد عرض من أعراض مشكلة قومية تزداد سوءاً.

وتتحدث المحامية "إيلين برون" عن أكثر من 62 مليون رهن عقاري في الولايات المتحدة وضعت البنوك والشركات يدها عليها بسبب إفلاس أصحابها وعجزهم عن تسديد الديون المستحقة عليهم للبنوك والشركات.وتتحدث في مقالها أيضاً عن ثورة أصحاب المساكن على وول ستريت...


كل هذه الشواهد تؤكد أن الحلم الأمريكي أصبح كابوساً يقض مضاجع الأمريكيين ويجعل عشرات الملايين منهم عاطلين عن العمل ومشردين لا مأوى لهم سوى على أرصفة الشوارع وفي محطات القطارات والأماكن العامة والحكومية وأماكن أخرى.

وهناك غضب شديد في المجتمع الأمريكي على الحكومة الأمريكية والقوى المهينة على الاقتصاد والسياسة، وذلك بسبب الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة بالوكالة عن الكيان الصهيوني، ما يؤذن بسقوط الولايات المتحدة وتفككها بالطريقة ذاتها التي تفكك بها الاتحاد السوفيتي السابق.

مصيبتنا أن الإعلام العربي لا يعطي هذا الحدث التاريخي الخطير، أي الأزمة الاقتصادية الأمريكية وعجز الولايات عن كسب حروبها وتداعيات ذلك على المجتمع الأمريكي، ما يستحقه من تغطية إعلامية صادقة، خوفاً على سقوط الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة، والتي تخشى هذا السقوط، ولا تدخر جهداً لإنقاذ الولايات المتحدة من سقوطها الحتمي!

26/8/2010

....................*

Nagi Daouk تعليق من

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الكلام سليم ولم يصل بعد الى إعطاء نفحة عن الحقيقة الكاملة عن الإنهيار الحاصل على كل الأصعدة في اميركا .





عندما إستنتج المؤرخ بول كندي ، في بداية التسعينات من القرن الماضي ، عن انهيار اميركا في كتابه :

The Rise & Fall of the Great Powers نشؤ وسقوط القوى العظمى

انهالوا عليه بالنقد والتجريح والكلام البذئ ، والهجوم المعاكس من انه يهذي . وذلك قبل حصول الإنهيار المالي الكبير . وكان قد كتب بعدها ايضا مقال في مجلة " النيوزيويك " قبل غزو العراق يقول فيه : أعلم ان اميركا ستغزو العراق ، وانها ستهزم جيش صدام حسين ، ولكن بقاء وديمومة الإمبراطوريات لا يعتمد فقط على القوة العسكرية . واميركا قد بداءت رحلة الهبوط على كل الأصعدة الأخرى . وآخر كلمة كتبها : وانا اخشى على هذه الأرض الطيبة ( And I fear for this gentle land )





ولإضافة معلومات عن الوضع الميؤس منه ، والحمد لله ، في اميركا ، فإن اميركا تعاني الان من فساد تجاري وغذائي وصحي واجتماعي وبيئي وإداري لم يصل اليه مجتمع بعد في اي عصر من العصور . وكله مثبت بافلام وثائقية من قبل اساتذة وخبراء واطباء اميركيين .





وكل ما ساتحدث عنه باختصار ، موثق :





1) الفساد الغذائي : تبين ان ما يقدمونه من الحليب ومشتاقته كله ملوث ، وضار للصحة ، بحيث ان المحاضر يقول : اشرب حليب فتمرض got milk got disease


والتلوث كله من الفساد بادارة المزارع وعدم وجود رقابة ، بل إن الرقابة كلها اصبحت مرتشية ، واصحاب المزارع يرشون المنظمات المشرفة على الشؤون الصحية لكي يربوا الدواجن ويطعموها بدون اي رقابة صحية حكومية ، وكذلك الأمر بالنسبة للحوم ، حيث ان اصحاب المزارع الضخمة اصبحت لديها جهاز حماية خاص Lobby يدافع عن مصالحها في الكونغرس ، وبالذات ضد المطالبة بتحسين الوضع الرقابي على المزارع .





2) الوضع الطبي : من المعلوم ، كما تحدثنا في رسالة سابقة ، ان المشرفين على المختبرات الطبية في اميركا ، هما منظمتان عسكريتان تسمحان بما تريد أن يحقق نتائج ، وما لا يجب أن يُذاع ويُعلن عنه . فالأمراض المستعصية هي في الحقيقة ليست مستعصية ولكنهم لا يريدون للمختبرات ان تبدع باي اكتشاف مضادات للإمراض المستعصية : كأمراض السرطان ، والإيدز ، والتوحد عند الأطفال Autism ( والتوحد ظهر في اوائل الثمانينات من القرن الماضي ، نتيجة وجود دواء ضار بُدء بوضعه في التداول في ذلك الوقت ، وهو الذي سبب إنتشار مرض التوحد في العالم Autism ) . والموضوع طويل جدا ، كما هو موضوع المواد الغذائية .








3) الوضع الإجتماعي : اعلنت الدكتورة اليزابيت وارن ، وهي اختصاصية اجتماعية ومدافعة شرسة عن حقوق المستهلكين في اميركا ، وبعد دراسات طويلة ومبنية على احصاءات موثقة بوضع الطبقة الوسطى في اميركا ، اعلنت تقول : إن الطبقة الوسطى في طريقها الى الأنهيار .


The coming collapse of the American middle class


وهي الان مرشحة للدخول الى إدارة اوباما ، ظانا هذا الأخير انه سيجترح العجائب حتى وإن استقدم اعتى العقول الجبارة في اي اختصاص !!!!





ونحن نعلم من دول العالم الثالث ، ودول اوروبا الشرقية وافريقيا ، أن انهيار الطبقة الوسطى يعني بكل بساطة ان ما يتراوح بين 3 و 5% من سكان البلد هم اصحاب الثروات ، ويسيطرون على كل مقادير البلاد وبقية الناس من الطبقة الفقيرة والمسحوقة ، تماما كما حصل عندنا في لبنان بعد الحرب الأهلية التي دامت عشرون سنة . كنا من اغنى شعوب الشرق الأوسط ، فابتدعوا لنا الحرب الأهلية حتى نبني بعدها بلدنا من الصفر ، كما فعلوا بالكونغو وغيرها : فقد انفقنا 50 مليار دولار مديونية على بناء الحجر دون البشر . وحولوا دولة كانت تُلقب " بسويسرا الشرق " الى دولة اسوأ من دول افريقيا ، اقتصاديا واجتماعيا . وذهب نصف هذا المبلغ رشاوي وسرقات ، ولا نزال في اول الطريق !!!!





4) الوضع المالي والإقتصادي : من البديهي ، حتى وإن انكر القيمون على هذا البلد كل هذا الكلام ، فكل الإقتصاديين المحايدين في اميركا وخارجها يعلنوا ليلا نهارا ان الحفرة الإقتصادية التي وقعت فيها اميركا لا خروج منها . وكنت قد ارسلت الى المجموعة منذ مدة كيف ان اميركا ، اي الولايات المتحدة الأميركية ، قد وصلت تحت مديونية بلغت ، الى الان فقط وهي بازدياد ،ا وصلت الى 13 ترليون دولار يعني : 13.000,000,000,000 دولار ، يعني اثني عشر صفر على اليمين . وهذا وضع غير قابل للتحصيح .








5) الوضع الصحي : انهار تماما في اميركا ، كان الأميركي يعتمد بشكل عام على شركات التأمين لتغطية نفقاته الأستشفائية ، والان وبعد انهيار اكبر شركة تأمين في العالم في اميركا AIG اي American International Group ، وكان إفلاسها مهزلة المهازل ، حيث بلغت قيمة العجز فيها ما يزيد على 500 مليار دولار . وبذا انقلبت الموازين كلها في قطاع التأمين ، واصبحت كل بوليصة تأمين يلزمها محامي من قبل الزبون ليدقق فيها حتى لا يصل المريض الى المستشفي فيقولوا له : نأسف هذا المرض غير مغطى بالبوليصة التي تحملها . وقد انتج المخرج المشهور Michael Moore فلم عن هذا


الموضع ، اثار ضجة بلا نتيجة .








6) الوضع الصناعي : لم تعد امريكا ، بالمفهوم الأكاديمي والعملي ، دولة صناعية ، بل دولة خدمات . فلم يعد لديها صناعات إذ أن كل المعامل انتقلت الى الخارج : كندا ، المكسيك ، والشرق الأقصى . ونادرا ما نجد اي صنف او علامة معروفة من انها اميركية مكتوب عليها : صنع في الولايات المتحدة الأميركية . حتى معامل السيارات تستورد الكثير من القطع اللازمة من معامل انشأتها في المكسيك وكندا . وللمعلوم ان كل سيارة بحاجة الى حوالي ست الاف قطعة للسيارة قبل وضعها في السوق . وهذا ما دفع اوباما الى ضخ مليارات الدولارات لمنع انهيار جنرال موتورز التي كانت اكبر شركة سيارات في العالم قبل أن تكتسحها تويوتا .








7) الوضع البيئي : كلنا قرأنا عن كارثة بريتش بتروليوم ، والبئر الذي انفجر في خليج المكسيك في اميركا ، وبقي اكثر من شهور عدة دون التمكن من اصلاحه . الموضوع : الكارثة البيئية التي حلت اكبر مما يمكن تصوره ، واكبر من اي دولة ، حتى الولايات المتحدة الأميركية وانكلترا ، جنسية الشركة ، من أن تعلنا عن الخسائر الحقيقية التي حصلت في البيئة . حت وصل الأمر برئيس وزراء انكلترا ، كامرون ، ان طار الى اميركا ليقول لأوباما : برتش بتروليوم خط احمر ، ولن نسمح بإفلاسها من قبل دعاوى من المواطنين الأميركيين للتعويض ، فهي بيضة الذهب للخزينة البريطانية ، حيث توفر 25% من مدخول الخزينة . ولا رد الله الشعب الأميركي الساذج .





8) الوضع السياسي : لم يعد خافي على احد ، في اميركا ، ان اعضاء الكونغرس الأميركي لم يعودوا مهتمين باي قوانين تحفظ للمواطن الأميركي حقوقه . فكل ممثل ولاية اصبح موظف ، بكل معنى الكلمة ، عند الشركات الضخمة التي تدافع عن مصالح وكلاؤها Lobbiests ، فهي تؤمن لهم المال للجامعات لأولادهم ، والسفر للخارج على متن طائرات خاصة لقضاء عطلاتهم ، وفي حال االحاجة تأمين نساء عاهرات لهم ، ودفع اثمان منازلهم ، فكيف لا يطيعونها ؟ فالفساد السياسي بلغ ذروته بدون استثناء .





9) الوضع التعليمي : حصلت عدة اختبارات ، منذ عشرات السنين على المستوى التعليمي الثانوي والجامعي في اميركا ، فتبين أن المستوى في انهيار ، ثم وصل الى الحضيض . ومما ساعد على حصول الدمار الشامل هو القانون الذي وضعه بوش بعد ضربة سمبتمبر ، والذي وضع فيه صعوبات جمة وغير معقولة للطلاب الأجانب للقدوم الى اميركا والدراسة فيها ، ومن ثم البقاء لممارسة اختصاصهم إذا لزم الأمر ، وهذا القانون حرم اميركا من كثير من العقول التي كانت ستستفيد منها ، وحولتهم الى كندا واوروبا . للملاحظة فقط : فإن من يُسمى يٌلقب برنامج الفضاء الأميركي هو العالم الألماني النازي فون براون ، الذي استقدمته اميركا بعد استسلام المانيا ، ومئات غيره من العلماء الألمان ، والذي صمم اول مركبة فضائية تدور حول الأرض . ولولا هذا العالم وزملاؤه الألمان لما تمكنت اميركا من اللحاق بالإتحاد السوفياتي وقتها ، ولم تتوفق عليه ابدا ، فها هي اميركا بحاجة الى مركبة سويوز الروسية القديمة لمتابعة برنامجها الفضائي .





وكل هذه المواضيع تتطلب اطروحات ،


آسف للإطالة ، ولكنه موضوع شيق أن نرى امامنا انهيار اعتى واظلم واحقر واسفل امبراطورية عرفها التاريخ

اللون الأحمر مخصص للمداخلات الإدارية
6/9/2010
2:08pm
مشرف القسم
20ب

كل عام وأنتم بخير
عيد فطر سعيد لكل الامة الاسلامية أعادة علينا ربنا بالخير واليمن والبركات والرفعة والتقدم والرقى والرخاء والرفاهية وكل خير نتمناة