أخي الكريم د.أحمد
أسأل الله العلي القدير أن يعينك على هذه المشكلة وأن يحفظ أخاك وسائر شباب المسلمين من طغيان وشراسة المراهقة وسلبيات الطاقة المهدرة...إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إنه مما يدعو للأسى والحزن مشاهدة هذه الطاقات المهدرة وعدم إكتراث الجهات المعنية على المستوى الإجتماعي والدولي لتوجيه هذه الطاقات بما يعود بالنفع والخير على النفس والمجتمع والأمة خاصة في ظل الإنفتاح الإعلامي و مايغذى به شبابنا من فساد ومفاهيم مغلوطة وصور غير واقعية للمجتمع مما يورث عند الشباب و خاصة المراهقين حالة من إنعدام الوزن وفقدان الثقة مابين العالم التخيلي والتصوري الذي يفرض عليه ويغذى به أمام شاشات الفضائيات و بين الإصطدام بأرض الواقع المرير الذي يكون فيه هو البطل الحقيقي ولكن بدون إمكانيات وتفوق العالم الخيالي.
ومن هنا تحدث الفجوة والشرخ في جدار تكوين الشخصية فتتجه النفس بدون وعي إلى محاولة تعويض و معالجة هذه الفجوة فيكون التعبير العشوائي بإرتفاع الصوت و إستغلال كل المناسبات الممكنة لإثبات البطولة والرجولة بشتى الطرق. وهنا يكمن الخطر فإذا لم يتم التنفيث عن هذا الكبت بطريقة واعية وصحيحة ينقلب الأمر إلى طاقة مدمرة تهلك صاحبها أول من تهلك قبل الأخرين.
وحتى لا أطيل عليك...أود أن أضيف بعض الأفكار إلى ما تفضل به الإخوة الكرام ويمكن تلخيصها كالأتي:
إستغلال وإستخراج الطاقة الجسدية:
إن كانت الظروف متوفرة, يمكن أن يشترك أخوك في صالة جمنزيوم ولكن يلزم الجدية وأن يداوم على الذهاب بصفة منتظمةويفضل في صالة تعرف مدربها أو لك أحد الأصدقاء المخلصين حتى ينتبه إليه وتطلب منه بالحرف أن يهلكه في التدريب وإن أمكن أن تذهب معه أو على الأقل تشاركه في التريض أو الجري في الصباح الباكر.
بهذه الطريقة نستهلك التيستوستيرون المتأجج بصورة إيجابية.
على المستوى العملي:
إذا أمكن أن تجد له وظيفة ولكن بدون تحدي أو عناد أي لا تنتظر حتى يحدث عراك أخر فيقال له إذهب وتكفل بنفسك مادمت راجل فكما حدث من قبل سيعمل ليوم أو يومين ثم يتوقف لأنه حينها كان يعمل لمجرد العند معكم فلم يعمل بنفس راضية. هذه المرة نريده أن يعمل وهو متطلع إلى العمل بتشجيعه وترسيخ فكرة ومبدأ الرجولة في العمل وكسب قوت يومه وتذوق حلاوة أن يشتري إحتياجاته الخاصة من ماله الخاص. مع إستمرار مصروفه الشخصي من والدك حتى لا يظن أن عمله هو عقاب له.
على المستوى العاطفي:
وهنا يأتي دور الأسرة كلها ليس أنت وحدك ولكن دورك هو الأهم لأنك أنت الذي ستدير المعركة. عليك أخي الكريم بالإتفاق مع والدك ووالدتك وأختك على أحاطته وتطويقه بجو من الحب والإهتمام ولكن بحذر. يجب أن تشبعوا بداخله هذه المشاعر بالرجولة بدون تهكم أو الإستهزاء به. مثلا: يمكن أن يطلب منه والدك أو والدتك المساعدة أو المشورة في أي أمر وإشعاره بأهمية رأيه والدور الذي قام به في هذا الأمر. حاول أن تجعل والدك يزيد من مساحة الحوار معه والإستماع إليه في الدين والسياسة والرياضة.
من ناحية أخرى عليك أخي الكريم أن تصادقه عن قرب وعليك أن تشعره أن رأيه يهمك. حدثه عن مشاكل الشغل واسأله رأيه وإن لم تعمل به.أتفق معه أن تذهبا للصلاة معا حتى وإن كانت صلاة الجمعة واظهر أنه أمر مهم. حدثه عن فضل والديك وكم تحملا من أجلكم وكم تود أن تعوضهم في حياتهم حتى ترسخ بداخله حب وإحترام والديه.
إعرض عليه أن تقوما بمساعدة والدتكما في شئون المنزل ولو مرة واحدة ثم اجعل والدتك تثني عليه وتشعره أنه قد أدخل السرور على قلبها فالنفس البشرية تتوق دائما للثناء عليها وتذبل إذا إنتقدت.
أخي الكريم الأمثلة لا حصر لها وسأترك العنان لخيالك ولكن خلاصة القول أنه عليك أولا بإستنفاذ طاقاته بصور إيجابية ثم إشباع رغبته بالشعور برجولته بطرق عملية ثم إحتوائه عاطفيا...
واستعن بالله ولا تعجز...
وفقك الله وأعانك الله وحفظ أخاك وسائر شباب المسلمين من كل شر وسوء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات